مايكل جونسون: نريد تغييراً في قيادات كرة القدم الإنجليزية

مدافع ديربي كاونتي السابق لديه مشاعر مختلطة حول قانون التنوع لمعرفة ما إذا كان سيحقق المساواة أم لا

مايكل جونسون في ملعب ديربي كاونتي الذي شهد مسيرته لاعباً قبل التحول للتدريب
مايكل جونسون في ملعب ديربي كاونتي الذي شهد مسيرته لاعباً قبل التحول للتدريب
TT

مايكل جونسون: نريد تغييراً في قيادات كرة القدم الإنجليزية

مايكل جونسون في ملعب ديربي كاونتي الذي شهد مسيرته لاعباً قبل التحول للتدريب
مايكل جونسون في ملعب ديربي كاونتي الذي شهد مسيرته لاعباً قبل التحول للتدريب

يقول مدافع ديربي كاونتي السابق، مايكل جونسون: «إذا كان هناك تعاطف حقيقي، وصدق حقيقي، فيمكنك أن تحدث التغيير. سيكون من الرائع أن تكون كرة القدم منارة للآخرين، لكنه سيكون عاماً مثيراً للاهتمام لمعرفة كيف يمكن للأندية وصناع القرار، الذين لا يشبهونني في الوقت الحالي، فهم هذا الأمر. هل سيكونون صادقين حقاً في رغبتهم لإجراء التغيير؟ إننا نراقب ما يحدث، وكرة القدم تراقب أيضاً، ونريد أن نرى التغيير المأمول».
وقد أدلى جونسون، المدافع السابق لبرمنغهام سيتي وديربي كاونتي، بهذه التصريحات تعقيباً على قانون التنوع في القيادات الكروية الذي أصدره الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم. ويعد جونسون مثالاً حياً على سبب اعتبار ذلك القانون ضرورياً، فعلى الرغم من أنه أحد المديرين الفنيين البارزين من أصحاب البشرة السمراء في إنجلترا، فإنه لم يكن له أي دور قيادي في كرة القدم الإنجليزية على مستوى الأندية، رغم أنه يبلغ من العمر الآن 47 عاماً.
وتولى جونسون مهمة تدريب منتخب غيانا بعد رفضه في 42 وظيفة مدير فني، وهو الآن المدير الفني لمنتخب إنجلترا تحت 21 عاماً. لم يتوقف جونسون أبداً عن محاولة تحقيق تقدم في مسيرته التدريبية، وكان حريصاً على تجاوز ما يسميه بالطريق المسدود للعبة.
وقد لعب جونسون دوراً في وضع قانون التنوع في القيادات الكروية الشهر الماضي؛ حيث شارك في جلستين استشاريتين، إحداهما تناقش دور المديرين الفنيين على وجه التحديد، والأخرى تناقش مجال الإدارة على نطاق أوسع. وأعرب جونسون عن حماسه لهذا القانون، لأن الأندية والمنظمات تقف بقوة وراءه، وتسعى لتحقيق أهدافه.
لكن عندما سُئل عن رأيه ورأي أقرانه في هذه اللحظة، لم تكن الإجابة مبشرة؛ حيث قال: «إنها مشاعر مختلطة. هناك قدر من السعادة لقبول هذا القانون من قبل اللعبة، والدعم الكامل لبول إليوت لقيادته هذا الأمر، ولاتحاد الكرة لوقوفه خلف هذا القانون. لكننا أجرينا كثيراً من المناقشات، وأصدرنا كثيراً من التقارير والخطط، وعقدنا كثيراً من اللجان لدراسة هذا الأمر».
ويضيف: «لقد رأينا الكثير والكثير على مرّ السنين، لدرجة أننا وصلنا الآن إلى المرحلة التي نريد أن نعرف فيها كيف ستكون النهاية، رغم أننا لا ننكر أن مجرد الوصول لهذا الأمر هو شيء عظيم». ويتابع: «هل ستتبنى كرة القدم هذا القانون حقاً ونرى تنوعاً في القيادات؟ هذه هي الخطوة التالية التي يجب أن تحدث. فهل سيحدث حقاً التغيير الذي يريده الجميع، وليس فقط الأشخاص ذوو البشرة السمراء، ولكن كل شخص في هذه اللعبة، وفي كل مكان، على نطاق أوسع، وهو المساواة؟».
ويهدف القانون الجديد من خلال سلسلة من الأهداف المصممة لزيادة التنوع في القيادات داخل وخارج الملعب، إلى مساعدة كرة القدم على الاستفادة من قدرات الأشخاص الذين يشكلون جزءاً منها. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن ثلث لاعبي كرة القدم المحترفين هم من السود أو الآسيويين أو من عرق مختلط، ورغم ذلك لا يوجد هناك سوى 5 مديرين فنيين من أصحاب البشرة السمراء في كرة القدم الإنجليزية، بالإضافة إلى عدد قليل من المديرين التنفيذيين.
يقول جونسون عن ذلك: «لا ينبغي أن نجلس هنا في عام 2020 لنتحدث عن ذلك الأمر. ولا ينبغي أن تسير الأمور بهذه الطريقة. بالنسبة لي، يجب أن يذهب الأفضل لمقابلات شخصية لاختيار الأصلح والأفضل لتولي المنصب. ونأمل أن نرى قريباً أفضل الأشخاص يحصلون على فرصة للعمل. بعد ذلك يمكننا أن نتخلى عن هذا القانون، لأنه سيكون هناك تنوع بالفعل في القيادات. أما في الوقت الحالي، فلا يمكن القيام بذلك، ولكي ندرك ذلك يتعين علينا أن ننظر إلى الأرقام والإحصائيات المتعلقة بهذا الأمر».
ويعتقد جونسون أنه إذا كان هذا القانون يمثل نجاحاً في هذا الصدد، فيجب المضي قدماً واتخاذ مزيد من الخطوات، مثل توسيع نطاق الأهداف، لتشمل الأشخاص ذوي الإعاقة، على سبيل المثال، مشيراً إلى أن التنوع الأكبر سيثبت قيمته إذا أتيحت له الفرصة. ويقول جونسون: «التنوع يفتح الباب أمام مزيد من المناقشات، وبالتالي ينتهي الأمر باتخاذ قرارات أفضل».
ويشارك جونسون، إلى جانب كثير من زملائه المحترفين السابقين، وهي مجموعة يعرف بعضها بعضاً جيداً، منذ أن كانت تحصل على الدورات التدريبية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بما في ذلك إميل هيسكي وجيزكا مينديتا، في لجنة «بلاير فور بلاير»، التي تقدم نصائح للاعبين الذين يقتربون من الاعتزال.
ويقوم جونسون بكل هذا إلى جانب عمله مديراً فنياً، لكن هذا لا يعني أنه لا يعاني من التعب والإرهاق. يقول جونسون: «يمكنني أن أقول لك وبكل ثقة إنني أكون الشخص الأسود الوحيد في كل اجتماع أذهب إليه تقريباً، وهو ما يجعلني في موقف يتعين عليّ خلاله أن أكسر تلك الحواجز لكي أجعل الناس يشعرون بالراحة تجاهي، لأنه لا يوجد كثير مثلي في غرف الاجتماعات!»
ويضيف: «عندما تقوم بذلك لسنوات دون أن تصل إلى أي مكان، فإنك تشعر بالملل في بعض الأحيان وتفقد الرغبة في القيام بأي دور. وفي بعض الأحيان تريد فقط أن تكون على طبيعتك، وهذا هو أفضل شيء لأي شخص».
ويذكر أن جوردون تايلور رئيس رابطة الدوري الممتاز الإنجليزي قد أعلن مؤخراً أنه سيرحل عن المنصب الذي ظل به لمدة 39 عاماً.
وربما كانت أفضل صفة في تايلور خلال السنوات الأخيرة هي قدرته على الصمود ووقوفه في وجه الأزمات والصعاب والتحديات بكل قوة، وكأنه كائن لا يمكن تدميره. ولم يتمكن تايلور من النجاة من الدعاية السيئة والأخطاء والمعارضة الانتخابية فحسب، لكنه استمر أيضاً في منصبه، رغم أنه نفسه قد أعلن في عام 2018 أنه سيرحل!
إن رحيل تايلور في نهاية المطاف بشروطه الخاصة يعد تكريماً له على مثابرته وإرادته القوية ونجاحه في مجالات معينة، وعلى الأخص الأمور المتعلقة بالدخل المالي الذي تحققه الرابطة. ولا يعد هذا شيئاً سيئاً في حد ذاته؛ حيث يفترض على كل رؤساء الروابط والنقابات أن يعملوا على تحسين الموارد المالية للهيئات التي يتولون قيادتها. لكن تجب الإشارة إلى أن هذا الأمر، في حالة تايلور، قد استمر لفترة أطول من اللازم، وأثر بالسلب على قيامه بمهامه الأخرى.
في الحقيقة، تتطلب رابطة اللاعبين المحترفين منا جميعاً مزيداً من الاهتمام في الوقت الحالي، نظراً لأن الأثر السلبي الأكثر وضوحاً للاحتفاظ بشخص يبلغ من العمر 75 عاماً في دور قيادي رئيسي على مدى 4 عقود من التغيير الجذري، قد أصاب الرابطة بحالة من الركود الشديد.
ما زالت هناك آمال في تغييرات تحقق التنوع الحقيقي، وتجعل أصوات أصحاب البشرة السمراء مسموعة، جنباً إلى جنب مع أقرانهم البيض، كما يمكن سماع صوت المرأة بذات القوة التي نسمع بها صوت الرجل. ما زالت هناك أماني أن تعتمد الأحكام الصادرة على المحتوى وطبيعة المرء، وليس لون بشرته أو نوعه أو خلفيته أو دينه، ومجال رياضي تعني فيه كلمة «متساوية» أننا نقدر الاختلافات وأننا نقبل كل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
إننا جميعاً نتوق شوقاً لرؤية الجماهير تعود إلى الإستادات. وخلال الفترة المقبلة، سيستمر الحديث حول حركة «حياة السود مهمة» ـ وهذا ما يجب أن يحدث. ونأمل أن يستمر إصرار اللاعبين على أن يجثوا على ركبهم للتعبير عن الاعتراض خلال الموسم الجديد، وأن نعلي جميعاً نبرة حاسمة ضد أي تساهل حيال العنصرية.
جدير بالذكر أن المساواة المنصوص عليها في قانون الرياضة الكروية تهدف إلى تحسين درجة التنوع على مستوى الأندية، وهو قانون اختيارياً يجب تفعيله بعدالة من أجل الحصول على التمثيل الأفضل.


مقالات ذات صلة

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.