المصريون بالخارج يصوتون في إعادة المرحلة الثانية من انتخابات «النواب»

لمدة 3 أيام عبر البريد

TT

المصريون بالخارج يصوتون في إعادة المرحلة الثانية من انتخابات «النواب»

يصوت المصريون بالخارج، غداً (السبت)، ولمدة ثلاثة أيام، في جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات «مجلس النواب» (الغرفة الأولى للبرلمان المصري). وأكدت وزارة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج، أمس، أن «غرفة متابعة العملية الانتخابية بالخارج، وذلك بالتعاون مع (الهيئة الوطنية للانتخابات) بمصر، تواصل عملها، للرد على الاستفسارات حول عملية التصويت، وخطوات المشاركة في الاقتراع». وأعلنت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، السفيرة نبيلة مكرم، «بدء طباعة بطاقات الاقتراع للمصريين بالخارج أمس، ولمدة يومين، تمهيداً لاختيار المرشحين، وإرسال البطاقات لمقر البعثات الدبلوماسية المصرية، خلال أيام الاقتراع في الخارج، المحدد لها ابتداء من غد (السبت)». وتجري عملية التصويت بالبريد السريع، بسبب انتشار فيروس «كورونا المستجد»، وخوفاً على صحة المصوتين. ووفق «الوطنية للانتخابات» بمصر، تتلقى «السفارات والبعثات الدبلوماسية مظاريف بطاقات الاقتراع من المقيمين بالخارج، خلال أيام 5 و6 و7 ديسمبر (كانون أول) الحالي».
وجددت «الهجرة المصرية» دعوتها للمغتربين أمس بـ«التأكيد على أن الناخب لابد أن يكون محتفظاً برقمه السري الذي حصل عليه عقب تسجيل بياناته مسبقاً لدى موقع (الوطنية للانتخابات) الإلكتروني، في الفترة الزمنية التي تم تحديدها، وكانت من 27 سبتمبر (أيلول) وحتى 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين».
وبحسب ضوابط «الوطنية للانتخابات»، فإنه «غير مسموح للناخب التوجه إلى مقر البعثة الدبلوماسية المصرية التي ينتمي إليها؛ لكن يكون الاقتراع من خلال إرسال رأي الناخب بالبريد على عنوان بعثته».
وتخصص «الوطنية للانتخابات» 140 لجنة في مقرات البعثات الدبلوماسية بـ124 دولة، لتسلم الأظرف. ووفق تقديرات رسمية، فإن عدد المصريين في الخارج يقدر بنحو 9 ملايين، 65 في المائة منهم في المنطقة العربية، و13.2 في المائة في أوروبا، و16.7 في المائة في دول الأميركتين.
ويتنافس في جولة إعادة المرحلة الثانية لانتخابات (مجلس النواب) المصري 200 مرشح، على 100 مقعد بـ(النظام الفردي) في 13 محافظة مصرية. ومن المقرر أن تجرى عملية التصويت في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية للانتخابات في الداخل المصري يومي 7 و8 ديسمبر الحالي... ويتكون «مجلس النواب» من 596 مقعداً؛ منها 568 بنظامي الانتخاب «الفردي والقوائم»، بينما يعين رئيس البلاد 28 عضواً. وأظهرت نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات في وقت سابق «نسبة مشاركة بلغت 29.5 في المائة، من إجمالي المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين؛ البالغ عددهم 31 مليوناً و438 ألفاً و127 ناخباً».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.