الأردن: ترجيح اجتماع مجلس الأمة منتصف الشهر

انتخابات رئاسة مجلس النواب على صفيح ساخن

رئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة (أرشيفية)
رئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة (أرشيفية)
TT

الأردن: ترجيح اجتماع مجلس الأمة منتصف الشهر

رئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة (أرشيفية)
رئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة (أرشيفية)

رجّحت مصادر سياسية مطلعة أن يصدر مرسوم ملكي لدعوة مجلس الأمة بشقيه (مجلسي النواب والأعيان) قبل منتصف الشهر الحالي، وسط أجندة تشريعية رقابية مزدحمة، نتيجة تعطل أعمال المجلس منذ أبريل (نيسان) الماضي.
وكان مرسوم ملكي قضى بحل مجلس النواب في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي، ليتبع ذلك مرسوم آخر أمر الهيئة المستقلة للانتخاب بتحديد موعد الاقتراع والبدء بمراحل العملية الانتخابية، التي أُجريت في العاشر من الشهر الماضي، وأُعلنت نتائجها النهائية في الجريدة الرسمية.
وبحسب المصادر التي تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، شهد مركز القرار جدالاً حول موعد عقد الدورة الأولى لمجلس الأمة، ليستقر الرأي على عقد دورة برلمانية غير عادية لسد الفراغ التشريعي، وانطلاق أجندة أعمال المجلس المزدحمة بأولويات دستورية، تتمثل في مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2021 وإقراره، ومناقشة بيان الثقة بحكومة بشر الخصاونة التي شُكلت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ويمنح الدستور الحكومة حق تقديم بيان الثقة خلال مدة أقصاها 30 يوماً فقط من بدء أعمال المجلس، ويترتب على ذلك وفق أعراف دستورية غير مُلزمة لصاحب القرار أن يُعاد تكليف الرئيس الحالي بتشكيل الحكومة، أو السماح له بإجراء تعديل وزاري بعد مشاورات مع الكتل النيابية والنواب المستقلين في المجلس.
وفور افتتاح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أعمال الدورة غير العادية، يبدأ مجلس النواب بانتخاب رئيسه وأعضاء المكتب الدائم، ليشرع في النظر بمشاريع القوانين المُدرجة، وعلى رأسها مشروع قانون الموازنة الذي أقرته الحكومة بعجز مالي يقدر بأكثر من ملياري دينار أردني، بسبب تداعيات أزمة جائحة «كورونا».
وفيما تنشط ماكينة أعضاء المجلس في تشكيل كتل نيابية على أساس توافقات وبرامج عمل، ما زال العمل الفردي يسيطر على عمل المجلس، على الرغم من توافر تقاطعات مهمة بين نواب المحافظات المختلفة، في حين لم تنجح القوائم الانتخابية التي أُجريت على أساسها الانتخابات في منح أي تيارات سياسية حصة وازنة، باستثناء كتلة الإصلاح المحسوبة على حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لـ«جماعة الإخوان المسلمين» غير المرخصة في البلاد، وحزب الوسط الإسلامي الذي يضم منشقين عن الجماعة الأم، وهو المحسوب على الخط الرسمي.
وتشتد المنافسة على انتخابات رئاسة مجلس النواب بعد إعلان القطب البرلماني النائب الأقدم في مجلس النواب عبد الكريم الدغمي نيته الترشح، في حين أعلن النائب عبد المنعم العودات الأمر نفسه، وهو الذي سبقت له رئاسة اللجنة القانونية في المجلس لدورات متعددة، كما أعلن أيمن المجالي ونصار القيسي وخير أبو صعيليك نيتهم الترشح، في حين يظل باب الترشح مفتوحاً أمام منافسين جدد حتى موعد بدء جلسة انتخابات الرئيس.
وبحسب مصادر تحدثت إلى «الشرق الأوسط» فإن مركز القرار ذهب لفكرة عقد دورة برلمانية غير عادية، لكي لا تطول مدة الرئاسة لأكثر من عام، في حين أن مدة رئاسة مجلس النواب خلال أي دورة عادية تبلغ عامين وفق النصوص الدستورية الناظمة لعمل السلطات في البلاد.
وتعتبر الرئاسة لمدة عام اختباراً لأي رئيس جديد، في ظل ازدحام أعمال الدورة الأولى، ووجود 98 نائباً جديداً، يحملون برامج انتخابية بسقف مطلبي مرتفع، ويحتاجون لمخاطبة قواعدهم الانتخابية من خلال نقدهم للقرارات الحكومية وتكثيف الرقابة عليها، والتدخل في التشريعات المطلوبة لاستكمال برنامج عمل الحكومات.
وتتمثل عقدة انتخاب الرئيس الجديد في مدى قدرته على التجسير الحذر بين مواقف الأردن الرسمية والمواقف الشعبية في عدد من الملفات، واستحقاقات إنجاز التشريعات بأقل صخب برلماني ممكن، نتيجة الموقف النيابي الذي يستند إلى مخاطبة الشارع.
وفي ضوء ذلك، ستجد حكومة الخصاونة، التي ستكون على موعد مع دورة برلمانية ساخنة، نفسها أمام خطابات نارية بسقف مرتفع، وذلك في أول ظهور للنواب الجدد أمام الشارع والإعلام.
وفي السياق، بدأ وزراء الخصاونة الانتشار بين صفوف النواب، في محاولة لكسب ثقة مريحة من المجلس، ففي الوقت الذي أكدت فيه أوساط مقربة من رئيس الحكومة أن الخصاونة يبحث عن ثقة ضمن حدود آمنة، فإنه لا يسعى لكسب معركة الثقة برقم مرتفع، سرعان ما يتراجع أمام ارتفاع طلب النواب للخدمات والتعيينات الحكومية لقواعدهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».