تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يطلق أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، مساء اليوم، فعاليات سوق عكاظ في دورته الثامنة، التي تستنهض سيرة الشاعر والفارس العربي الجاهلي، عمرو بن كلثوم، ويستعيد في استعراض مسرحي حياة الشاعر وسيرته الملحمية. كما يكرم الأمير مشعل بن عبد الله الفائزين بجوائز عكاظ، ويؤسس لعدد من المشاريع التطويرية للسوق. وتقام ندوة يوم غد عن شعر غازي القصيبي، بالإضافة إلى أمسية شعرية.
ووسط حضور حافل من رجال الأدب والثقافة السعوديين والعرب، يشهد حفل تدشين السوق، تسليم أمير المنطقة جائزة الإبداع لوزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان. كما يقلد الأمير مشعل الفائزين بجوائز عكاظ، وهم: الشاعر التونسي المنصف الوهيبي الفائز بجائزة شاعر عكاظ لهذا العام، والشاعر السعودي الشاب علي الدندن الفائز بجائزة شاعر شباب عكاظ. وتسليم جائزة شاعر عكاظ وشاعر شباب عكاظ، وجوائز عكاظ الأخرى.
ومساء غد تنطلق العروض المسرحية واستعراضات القوافل، وبدء الفعاليات الثقافية التي تستمر 4 أيام. كما تشهد جادة سوق عكاظ في موقعها التاريخي بالعرفاء، مسيرات الخيالة والقوافل التي تنشد الشعر وتستعيد أيام العرب القدماء، بالإضافة إلى عرض مسرحية عمرو بن كلثوم.
وانطلاقا من يوم غد (الجمعة)، تبدأ عروض مسرحية عمرو بْنِ كلثوم التي تحمل اسم «فارس قومه»، وهي من تأليف عبد الرحمن الزهراني، وإخراج ممدوح سالم، ويشارك في تقديمها نحو مائتي ممثل، وترصد المسرحية ملامح من سيرة الشاعر عمرو بن كلثوم، وارتكز كاتب النص على 4 محاور رئيسية، هي: سوق عكاظ التجاري قديما وحديثا، معلقات الشعراء، فنون المبارزة والقتال، وأخيرا الدراما. ويتميز العرض بمحاكاة البيئة ونمط الحياة في تلك الفترة، من خلال نصب أكثر من 15 خيمة بالطريقة نفسها التي كانت مستخدمة، وأكثر من 300 سيف ورمح وسهم، على غرار ما كان يستخدمه فرسان تلك الفترة. ويشارك في تجسيده أكثر من مائتي ممثل وفريق من لاعبي الجمباز والمبارزة في الحرب. كذلك جرت الاستعانة بـ15 جوادا عربيا أصيلا امتطاها 15 فارسا سعوديا، تحت إدارة مدير الإنتاج سعدي شوبكي، مع تميز المصممة السعودية رضا غزاوي في تصميم الملابس التاريخية.
وأشار إلى أن القصة التي يبدأها (الراوي) ليسردها من ناحية، بينما يقدم مجموعة من الممثلين العمل المسرحي صوتا وصورة للحضور، تتضمن عناصر إبهار فريدة من نوعها.
المخرج المنفذ الفنان عبد الله اليامي قال إن «العروض المفتوحة ستشهد عنصر الإضاءات المبهرة والفريدة من نوعها التي تطلقها (الجادة) لأول مرة من خلال السوق. وهذا العمل يصنف في (مسرح الشارع) الذي يعتبر من أصعب المسارح، لكونه يعتمد على العمل في أرض فضاء، مع مراعاة تكوين مجسمات وأدوات وحيوانات وبشر، ما بين ثابتة ومتحركة، دون الاعتماد على (خشبة مسرح) كما تعود الجمهور، وهذا ما سيشاهده المارة على الأرصفة».
* عمرو بن كلثوم وإرث أسوأ حروب العرب
شخصية هذا العام، هو الشاعر عمرو بن كلثوم التغلبي، أبو الأسود (توفي 39 ق.هـ/ 584 م)، وهو شاعر جاهلي مجيد من أصحاب المعلقات، من الطبقة الأولى، ولد في شمال الجزيرة العربية في بلاد ربيعة وتجوّل فيها وفي الشام والعراق.
والده كلثوم بن مالك التغلبي وأمه ليلى بنت المهلهل (الزير سالم) التغلبي وعمها وائل الذي عرف باسم كليب.
وكما شهد والداه وأخواله حرب البسوس بسبب ناقة تعود لعم والدته كليب قتلها جساس بن مرة متسببا في حرب مزقت العرب 30 عاما، فإن عمرو بن كلثوم هو الآخر تسبب في حرب أخرى غيرة على كرامة والدته التي استفزتها والدة عمرو بن هند ملك المناذرة.
وعاش عمرو بن كلثوم زمنا طويلا بين الحرب والقتال وكان من عظماء العرب وأشرافهم وفرسانهم، عزيز النفس، وقد عمّر طويلا حتى قيل إنه عاش 150 عاما، وكانت وفاته في حدود سنة 600 م.
اشتهر عمرو بن كلثوم بالشعر كما اشتهر بالألفة وعزة النفس والفروسية، وكانت معلقته التي مطلعها «ألا هبي بصحنك فأصبحينا»، أشهر قصائده، وقيل إنها احتوت على أكثر من ألف بيت، ولكن ضيع الرواة أغلبها وما بقي منها إلا ما هو معروف منها اليوم.