«القاذفة الخفية» أمل جديد في مواجهة السرطان

فيروس يعمل بمثابة «قاذفة قنابل خفية»(غيتي)
فيروس يعمل بمثابة «قاذفة قنابل خفية»(غيتي)
TT

«القاذفة الخفية» أمل جديد في مواجهة السرطان

فيروس يعمل بمثابة «قاذفة قنابل خفية»(غيتي)
فيروس يعمل بمثابة «قاذفة قنابل خفية»(غيتي)

من الممكن أن يشكل فيروس يعمل بمثابة «قاذفة قنابل خفية» السلاح الجديد الفتاك في مواجهة مرض السرطان. والمثير أن هذا السلاح الجديد يجري تركيب أجزائه معاً على نحو أشبه بمكعبات لعبة «الليغو» المعروفة. كان كثير من الباحثين المعنيين بمرض السرطان قد نصحوا بالفعل باستخدام ما يشبه «قنابل ذكية» تسمح بإطلاق نوعين مختلفين من العقاقير المضادة للسرطان على نحو يخضع لسيطرة محكمة، حسب صحيفة (الديلي ميرر) البريطانية. إلا أن علماء ذكروا أن الحلقة التي كانت مفقودة هنا هي «قاذفة قنابل خفية» بمعنى نظام توصيل باستطاعته التحرك خفية متجاوزاً الرادارات الدفاعية في الجسم دون رصده. في الوقت الراهن، يعتقد علماء أن الفيروس المصمم حديثاً بمقدوره إعاقة نمو الورم السرطاني لدى المرضى الذين انتشر السرطان في أجسادهم.
من جهته، قال بروفسور ديمتري شاياخمتوف، من مدرسة الطب التابعة لجامعة إموري بالولايات المتحدة: «يعتبر هذا سبيلا جديدا لعلاج أنواع السرطان المستشرية في الجيد». وأضاف: «يمكن تسليح الفيروس بجينات وبروتينات لتحفيز المناعة في مواجهة السرطان، ويمكنك تجميع غطاء الفيروس كما لو كنت تجمع قطع لعبة (الليغو)».
جدير بالذكر هنا أن مسألة الاستعانة بالفيروسات القاتلة للسرطان، المعروفة باسم فيروسات الأورام، جرت مناقشتها واختبارها طوال عقود، لكن العلماء لطالما واجهوا حاجزاً منيعاً في معركتهم ضد السرطان يتمثل في جهاز المناعة البشري. وسرعان ما يتحرك النظام الدفاعي بالجسم لالتقاط الفيروسات التي يجري حقنها داخل تيار الدم ويرسلها إلى الكبد، العضو المسؤول عن التخلص من نفايات الجسم.
اليوم، توصل باحثون إلى طريقة للالتفاف على هذا العائق من خلال إعادة التصميم الهندسي لتوصيل الفيروس بحيث لا تتمكن دفاعات جهاز المناعة من الإمساك به بسهولة. ويتيح هذا التطور الجديد حقن الفيروس في الدم دون التسبب في رد فعل التهابي كبير.
في هذا الصدد، قال بروفسور شاياخمتوف: «يتميز جهاز المناعة الداخلي بفاعلية كبيرة في إرسال الفيروسات إلى الكبد عندما يجري حقنها في الجسم عن طريق الوريد. ولذلك، يجري حقن معظم فيروسات الأورام داخل الورم، دون التأثير على النقائل».

واستطرد موضحاً أنه «على النقيض، نعتقد أنه من الممكن حقن الفيروسات المعدلة التي ابتكرناها على نحو ممنهج في الجسم بجرعات كبيرة بما يكفي لتثبيط نمو الورم، دون استثارة عناصر سامة قد تهدد الحياة».


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.