العراق يتجه إلى شراء أسلحة روسية

وسط جدل بين القوى السياسية حول مرحلة ما بعد ترمب

لافروف وحسين خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في موسكو أمس (أ.ب)
لافروف وحسين خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في موسكو أمس (أ.ب)
TT
20

العراق يتجه إلى شراء أسلحة روسية

لافروف وحسين خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في موسكو أمس (أ.ب)
لافروف وحسين خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك في موسكو أمس (أ.ب)

في وقت أعلنت موسكو عن استعدادها لتلبية حاجات العراق من الأسلحة، لا يزال الجدل في الأوساط العراقية مستمراً بشأن مرحلة ما بعد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا مستعدة لتلبية طلبات العراق فيما يتعلق بالتسليح والتعاون العسكري. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي فؤاد حسين في موسكو، أمس، إن «علاقة روسيا مع العراق لا تمنع أن تكون لديه علاقات مع الغرب ودول الجوار». ورأى أن زيارة حسين «ستساهم بتعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات واستقرار أمن المنطقة».
ويتواصل الجدل في العراق بين مختلف الأطراف، لا سيما الميليشيات، بشأن كيفية التعامل مع المرحلة الانتقالية الحرجة جداً بين تسلم جو بايدن مفاتيح البيت الأبيض في العشرين من يناير (كانون الثاني) المقبل واحتمال توجيه إدارة الرئيس الحالي دونالد ترمب ضربة مسلحة إلى إيران وأذرعها في العراق.
وكانت صواريخ عدة أطلقت الأسبوع الماضي على محيط السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء ببغداد، وأدت إلى حدوث انقسامات بين الميليشيات الموالية لإيران، بينما قام قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قاآني بزيارة سرية إلى بغداد بهدف التهدئة تجنباً لرد أميركي.
ووجهت ميليشيات بارزة تابعة لإيران مثل «كتائب حزب الله» و«عصائب أهل الحق» انتقادات حادة إلى الجهة التي تولت قصف المنطقة الخضراء الأسبوع الماضي ولم تعلن نفسها كالعادة. ورأى الناطق باسم «الكتائب» محمد محيي أن «البعض يحاول أن يخلط الأوراق في هذا الظرف ويحاول أن يمنح الولايات المتحدة هذه الذريعة ولذلك نحن وصفنا من فعل ذلك بأنه جاهل ولم يفهم طبيعة هذه الحسابات الدقيقة والمهمة في هذا الظرف الحساس والمهم الذي ينبغي أن تحسب فيه المواقف بشكل دقيق وأن نفوت على الأميركي الفرصة كي يعبث بأمننا من جديد».
وأضاف في إشارة إلى الهدنة التي انتهكها القصف الأخير على السفارة: «نحن أعطينا هذه الفرصة وننتظر نتائج هذه الفرصة بمواقف جدية وصريحة وواضحة تبدأ من الحكومة العراقية ومن المؤسسة الدولية المتمثلة بالولايات المتحدة، لأن التحالف الدولي اليوم جاء بقرار دولي وتحت المظلة الدولية، والقوات الأميركية تحاول أن تستفيد من هذه المظلة، لكن النتيجة أنها تعمل لصالح تحرك منفرد يمثل الولايات المتحدة ولا يمثل التحالف الدولي».
واتهم النائب محمد كريم الجانب الأميركي بـ«تزييف الحقائق وعدم الجدية بقرار الانسحاب الأخير». وقال في تصريح إن «الحكومة العراقية ملزمة وفق برنامجها الذي أعلنت عنه قبل تشكيلها بتنفيذ قرار البرلمان بشأن سحب القوات الأميركية من العراق». وأضاف كريم الذي يمثل «تحالف الفتح» القريب من إيران، أن «إعلان جدولة الانسحاب الأميركي من العراق وسحب بعض القوات خديعة من أجل استمرار واشنطن في وجودها العسكري أكثر مدة ممكنة عبر إيجاد ذرائع متعددة».



فرض إتاوات في صنعاء على العاملين بقطاع الكهرباء الخاصة

مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
TT
20

فرض إتاوات في صنعاء على العاملين بقطاع الكهرباء الخاصة

مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)
مبنى وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية الخاضعة للحوثيين في صنعاء (إعلام محلي)

لم تكتفِ الجماعة الحوثية بفصل مئات الموظفين من أعمالهم في قطاع الكهرباء العمومية في العاصمة المختطفة صنعاء بعد حرمانهم منذ سنوات من رواتبهم، بل وسَّعت من حجم ذلك الاستهداف بإجراءات تعسفية جديدة تضيق على عملهم في قطاع الكهرباء التجارية الخاصة.

وكشفت مصادر مطلعة عن صدور تعميمات حوثية تُلزِم ملاك محطات توليد الطاقة التجارية في صنعاء وضواحيها بتقديم كشوف تفصيلية تحوي أسماء وبيانات جميع العاملين لديها، ممَّن كانوا ينتسبون قبل تسريحهم من وظائفهم إلى وزارة ومؤسسة الكهرباء الحكومية.

وكان كثير من مهندسي الكهرباء، وهم من ذوي الخبرات بمجال الطاقة الكهربائية لجأوا إلى العمل في محطات توليد الكهرباء التجارية بصنعاء ومدن أخرى، من أجل تأمين العيش، خصوصاً بعد مصادرة الجماعة رواتبهم منذ سنوات عدة.

ويسعى الانقلابيون من وراء ذلك التحرك، بحسب المصادر، إلى ابتزاز أصحاب محطات الكهرباء التجارية، وإرغامهم على دفع أموال تحت مسمى «بدل خبرات وكفاءات» عن كل موظف أو مهندس ممَّن سبق للجماعة أن فصلته من وظيفته، وحلت بآخر من أتباعها مكانه.

عنصر حوثي خلال تفقده عداداً كهربائياً في صنعاء (إعلام حوثي)
عنصر حوثي خلال تفقده عداداً كهربائياً في صنعاء (إعلام حوثي)

وأفادت المصادر بأن ما تُسمى «وزارة الكهرباء» بالحكومة الحوثية غير المعترف بها دولياً والمؤسسة التابعة لها، تتهمان مُلاك محطات توليد الطاقة التجارية في صنعاء، بسرقة أصحاب الكفاءات والخبرات الذين كانوا ينتسبون إليهما، كما تزعم بأنها أنفقت الأموال في سبيل إقامة دورات وبرامج تدريب لمَن كانوا ينتسبون إليها، قبل أن تقوم الجماعة بتسريحهم من أعمالهم.

وكانت الجماعة أقدمت قبل سنوات على تسريح نحو 1000 موظف ومهندس وعامل من وظائفهم في مؤسسة الكهرباء وديوان عام الوزارة في الحكومة غير الشرعية بصنعاء، بذريعة عدم التزامهم بحضور دورات التعبئة والتطييف.

تضييق وحرمان

يبدي أمين، وهو اسم مستعار لمهندس سابق في مؤسسة الكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية بصنعاء، استنكاره للتحرك الذي يهدف لابتزاز ملاك المحطات التجارية، بالإضافة إلى قطع أرزاق العمال وحرمانهم من العمل في القطاع الخاص.

وذكر أمين، الذي يعمل بمحطة تجارية في مديرية معين، أن مندوبين حوثيين أبلغوا مالك المحطة خلال نزولهم الميداني، بوجود تعليمات تطالبهم بتقديم بيانات تفصيلية عن العاملين من منتسبي قطاع الكهرباء العمومي، تشمل أرقامهم، وأماكن سكنهم، وحجم المستحقات المالية التي يتقاضونها.

مبنى المؤسسة العامة للكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (فيسبوك)
مبنى المؤسسة العامة للكهرباء الخاضعة للجماعة الحوثية في صنعاء (فيسبوك)

ويعتقد المهندس أن الجماعة تنوي ابتزاز محطات الكهرباء الأهلية وإرغام أصحابها على دفع إتاوات عن كل مهندس أو موظف يعمل لديها، وكان ضمن المنتسبين إلى قطاع الكهرباء العمومي الخاضع لها.

ويقول عاملون آخرون في محطات تجارية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إن الجماعة تريد تجويعهم والتضييق عليهم رداً على رفضهم المشارَكة ببرامج تعبوية تقيمها الجماعة لجميع فئات المجتمع.

من جهته أكد مالك محطة كهرباء تجارية بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إلزامه من قبل عناصر حوثيين قبل أيام بدفع مبلغ مالي عن كل مهندس أو عامل تم تسريحه في أوقات سابقة من مؤسسة الكهرباء العمومية.

وسبق للجماعة أن نفَّذت قبل أسابيع قليلة حملات تعسف طالت عشرات المحطات التجارية في المنطقتين الثانية والثالثة في صنعاء، بحجة عدم التزام ملاكها بالتسعيرة المقررة، وإلغاء ما يُسمى «الاشتراك الشهري».

كما أقدم الانقلابيون الحوثيون في منتصف 2018 - ضمن مساعيهم الحثيثة لخصخصة المؤسسات الحكومية بمناطق سيطرتهم - على خصخصة محطات الكهرباء الحكومية، حيث حوَّلوها إلى قطاع تجاري خاص.