العشائر السنية في ديالى.. بين مطرقة «داعش» وسندان الميليشيات

«الشرق الأوسط» تفتح الملف على ضوء دعوة العبادي إلى «ثورة عشائرية» (3)

جندي عراقي يراقب على متن مروحية الوضع في إحدى مناطق محافظة ديالى (أ.ب)
جندي عراقي يراقب على متن مروحية الوضع في إحدى مناطق محافظة ديالى (أ.ب)
TT

العشائر السنية في ديالى.. بين مطرقة «داعش» وسندان الميليشيات

جندي عراقي يراقب على متن مروحية الوضع في إحدى مناطق محافظة ديالى (أ.ب)
جندي عراقي يراقب على متن مروحية الوضع في إحدى مناطق محافظة ديالى (أ.ب)

في حديثه لـ«الشرق الأوسط» يرسم الشيخ مازن حبيب الخيزران، شيخ عشائر العزة في محافظة ديالى وأحد أبرز الزعامات العشائرية المعروفة على مستوى العراق، صورة أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها قاتمة عن وضع العشائر العربية السنية في محافظة ديالى.
ورغم أن العشائر السنية في محافظة ديالى (57 كم شمال شرقي بغداد) تشكل غالبية سكان هذه المحافظة وبنسبة كبيرة فإن التنوع القومي (عرب وأكراد وتركمان) ومذهبي «سنة وشيعة» تحول بعد عام 2003 في هذه المحافظة المختلطة إلى عامل تنافر وتمزيق للنسيج المجتمعي بسبب هيمنة مبكرة للفصائل المسلحة من الطرفين السني (ممثلة بتنظيم القاعدة بالأمس وتنظيم داعش اليوم) والشيعي (الميليشيات المسلحة وعناصر الحشد الشعبي اليوم). هذه الهيمنة تبدو غير متكافئة إلى حد كبير بسبب كون الميليشيات الشيعية تملك غطاء حكوميا للتحرك بينما تبدو «القاعدة» و«داعش» وكل الفصائل السنية المسلحة مطاردة بوصفها حركات إرهابية. وفي هذا السياق يرى الشيخ مازن الخيزران أن «المفارقة اللافتة للنظر أن العشائر السنية في ديالى ضحية للطرفين معا وبالتالي فإنها واقعة بين مطرقة الحكومة التي تحمي في كثير من الأحيان ممارسات الميليشيات الضارة بالعرب السنة وسندان (القاعدة) و(داعش) اللذين لا يفرقان في عمليات القتل والتهجير بين سني وشيعي»، مضيفا أن «السني مطلوب مرتين: لـ(القاعدة) و(داعش) بينما الشيعي مطلوب مرة واحدة فقط هي كونه يخالفهما عقائديا، أما السني فمطلوب لكونه يخالفهما في منهجهما ولا يتحالف معهما أو يبايعهما وهو مطلوب وإلا اعتبر عميلا للحكومة وأجهزتها التي تفتك به بلا رحمة».
ويمضي الشيخ الخيزران في إعطاء وصف لواقع أشهر العشائر السنية في ديالى، قائلا إن «أبرز العشائر السنية في ديالى هي العزة والجبور والعبيد والكروية والداينية وبينما تبدو عشيرة الداينية أكثر استقرارا من سواها من العشائر التي ذكرتها لكن العشائر الـ4 الأولى هي الأكثر تضررا اليوم إلى الحد الذي أستطيع أن أقول فيه بأن نسيج هذه العشائر تفكك بسبب ما يبدو وكأنه تعاون أو تحالف غير مقدس بين (داعش) من جهة والميليشيات من جهة أخرى»، موضحا أنه «حين يدخل (داعش) منطقة إحدى هذه العشائر ليفتك بها وبأهلها لأنهم غير متعاونين معه وإن كانوا سنة، تأتي الميليشيات بعد خروج (داعش) لتستبيح المنطقة». ويمضي الشيخ الخيزران قائلا: «سجل على لساني أنا مازن حبيب الخيزران أن كلا من (داعش) والميليشيات يستهدفنا على حد سواء».
وفي سياق وصفه لجغرافية المحافظة يقول الخيزران إن «مناطق جلولاء تحت حماية الأكراد والجهات الميليشياوية والسياسية المتنفذة وقد تم تهجير العرب لا سيما السنة من تلك المناطق. وفي ناحية العظيم تم تهجير كل عشائرها السنية وبعضها من العشائر الـ4 التي أشرت إليها حيث يعيشون أكثر الأوضاع مأساوية».
وردا على سؤال بشأن الأسباب التي حالت دون قيام صحوات في هذه المناطق، قال الخيزران إن «تجربة الصحوات لم تنجح في مناطقنا وقد تم استهدافها منذ البداية وفشلت ونحن بالأساس كعشائر عربية نقف ضد كل محاولات التجزئة والتقسيم حتى إننا ضد تجربة الحرس الوطني لأننا نرى أنها بداية لتقسيم البلاد»، مؤكدا أننا «كعشائر عربية في ديالى وإن كنا تعرضنا إلى كل ما تعرضنا له فلأننا ندفع ثمن إيماننا بوحدة العراق وعدم خضوعه إلى أي أجندات وسنبقى نقاوم إلى الرمق الأخير».
ولا تبدو الصورة أقل قتامة لدى القيادي في كتلة متحدون للإصلاح ومقرر البرلمان العراقي السابق محمد الخالدي، وهو من أبناء محافظة ديالى وشيوخها، إذ يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «العشائر السنية في ديالى هي ضحية بامتياز للسلوك الشاذ للجماعات المسلحة ومنها (القاعدة) بالأمس و(داعش) وفصائل أخرى انتقمت أول ما انتقمت من السنة أنفسهم بينما يدفع السنة الثمن حيال ما تعمله الميليشيات وبعض عناصر الحشد الشعبي غير المنضبطة وهو أمر ترك تأثيره الكبير على النسيج المجتمعي في محافظة ديالى بكافة أطيافها».
ويضيف الخالدي أن «معظم مناطق ديالى شهدت عمليات تهجير ويستوي في ذلك السنة والشيعة وأثر ذلك على النسيج المجتمعي، الأمر الذي بات يحتاج إلى جهود جبارة من أجل إعادة ترميم هذا النسيج ولا يمكن أن يتحقق ذلك من دون مصالحة حقيقية يسبقها فرض للقانون بحيث تجبر جهات وفصائل مسلحة على الالتزام بالقوانين والأنظمة». وحمّل الخالدي «الحكومات المحلية المتعاقبة في ديالى مسؤولية ما تعانيه المحافظة من تدهور على كل المستويات والذي انعكس على الأوضاع العشائرية والاجتماعية إذ أن ممارسات الفساد المالي والإداري أدت إلى عدم وصول خدمات إلى المواطنين وعدم إقامة مشاريع لجذب اليد العاملة من أبناء المحافظة بدلا من أن تنخرط في المجاميع المسلحة من هذا الطرف أو ذاك».
أما الناشط السياسي في ديالى، تراث محمود، فيقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة التي واجهتها العشائر السنية في ديالى هي أنها عانت بعد عام 2003 تهميشا مقصودا وعلى كل المستويات وبسبب ثنائية الهيمنة الشيعية - الكردية على مفاصل القرار في محافظة ذات أغلبية سنية ما أدى إلى احتقان مضاعف ومع تراجع هذا الدور فقد تم تأسيس صحوات في بعض المناطق لغرض مسك الأرض لكن الحكومة شنت حملة كبيرة ضد الصحوات وحولتها إلى خصم الأمر الذي انعكس على وضع العرب السنة في المحافظة وبدأوا يتذمرون ويبحثون عن أي قوة يمكن أن تخلصهم من هذا الواقع المزري وهو أمر تتحمله الحكومة العراقية السابقة التي كان يرأسها نوري المالكي التي تتحمل الوزر الأكبر للأخطاء التي يعانيها أبناء ديالى اليوم». ويضيف محمود أن «داعش تمكن من التغلغل تحت هذه الذريعة لكنه سرعان ما بدأ يفتك بالجميع وأولهم السنة الذين دفعوا ولا يزالون يدفعون ثمن ولائهم لعراق واحد خال من الميليشيات والمجاميع المسلحة يمثله جيش واحد هو الجيش العراقي من دون تمييز».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.