طاقم بايدن يضم مؤيدين لإسرائيل لا ينسون تصرفات نتنياهو ضد أوباما

TT

طاقم بايدن يضم مؤيدين لإسرائيل لا ينسون تصرفات نتنياهو ضد أوباما

يتفحص الإسرائيليون والفلسطينيون، كل بأسلوبه وحساباته، الفريق الذي عينه الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، ومواقف كل عضو فيه من الصراع وإمكانيات الربح والخسارة معه. وفي حين رحب الفلسطينيون بتعيين فلسطينية، للمرة الأولى، في البيت الأبيض هي ريما دودين التي ستشغل منصب نائب مدير مكتب البيت الأبيض للشؤون التشريعية، يشير الإسرائيليون إلى تعيين مجموعة من اليهود وأصدقاء إسرائيل الذين لا ينسون بعد خلافات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وحسب مصادر دبلوماسية في تل أبيب، فإن تعيين الدبلوماسي الأميركي أنتوني بلينكن وزيراً للخارجية في الإدارة الجديدة هو «بادرة طيبة»، فهو يهودي الديانة، ويعتبر «محباً وداعماً لإسرائيل». وسيكون ثاني وزير خارجية يهودي في تاريخ الولايات المتحدة بعد هنري كيسنجر. ويعتقد أن تعيينه جاء في إطار رغبة الإدارة الأميركية الجديدة في إعادة بلورة علاقات أميركا مع العالم وإسرائيل. لكنهم لا ينسون أن بلينكن مؤيد للاتفاق النووي مع إيران، بل كان عضواً في الوفد المفاوض. وكان قد شغل منصب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض خلال إدارة الثنائي أوباما - بايدن.
ويرى الإسرائيليون أن فريق بايدن المسؤول عن القضايا الأمنية والسياسية الخارجية للولايات المتحدة يمثل التيار المركزي في الحزب الديمقراطي. وهم جميعاً من المسؤولين السابقين في إدارة أوباما الذين يملكون خبرة طويلة في التعامل مع إسرائيل وكانوا شهوداً على المواقف الصدامية لنتنياهو ضدهم وتفضيله ترمب. وعليه فإن هناك مشكلة واضحة ينبغي على الطرفين إيجاد حلول ودية لها، خصوصاً من جانب نتنياهو.
ونصح خبراء إسرائيليون نتنياهو بأن يتعاطى مع بايدن بشكل مختلف عن تعامله مع أوباما، خصوصاً أن الرجل يبدي استعداداً لفتح صفحة جديدة. وانتقدوا تصريحاته العلنية ضد التوجه لاتفاق مع إيران، مقترحين «أن يبقي الكلام للحوارات غير العلنية التي يكون فيها التأثير أكبر لتحسين شروط اتفاق كهذا».
وكان الفلسطينيون قد أبرزوا تعيين المحامية ريما دودين كأول فلسطينية في منصب رسمي بالبيت الأبيض. ودودين الأميركية من أصل فلسطيني - أردني في العقد الثالث من عمرها، وصلت إلى الولايات المتحدة بجواز سفر أردني وانتسبت إلى الحزب الديمقراطي. وستشغل منصب نائب مدير مكتب البيت الأبيض للشؤون التشريعية، بحسب ما أكده موقع فريق بايدن - هاريس الرئاسي في نشرة تعريفية عن الموظفين الجدد.
ودودين خريجة جامعة كاليفورنيا وجامعة إلينوي، وهي مؤلف مشارك لكتاب تمهيدي عن إجراءات مجلس النواب ومجلس الشيوخ بـ«معهد بروكينغز» في كاليفورنيا. وكانت قد عملت في العديد من المناصب، آخرها عملها متطوعة في فريق بايدن، وشغلت أيضاً منصب نائب السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ ريتشارد دوربين، ومديرة لمركز أبحاثه ومساعدا للجنته القضائية الفرعية المعنية بحقوق الإنسان والقانون. وساهمت في الماضي في حملة أوباما الانتخابية.
يُذكر أن مسؤولين في السلطة الفلسطينية أكدوا أن الرئيس محمود عباس ينتظر أن يتصل به بايدن، في أعقاب التفاهمات التي توصل إليها ممثلون عنه مع فريق بايدن الانتقالي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.