حراس المرمى يخطفون الأضواء في نهائيات آسيا

بعد أن كان الهدافون يستحوذون على الأضواء والجوائز

حارس الصين تصدى لجزائية هزازي فخطف الأضواء في آسيا 2015 (أ.ف.ب)
حارس الصين تصدى لجزائية هزازي فخطف الأضواء في آسيا 2015 (أ.ف.ب)
TT

حراس المرمى يخطفون الأضواء في نهائيات آسيا

حارس الصين تصدى لجزائية هزازي فخطف الأضواء في آسيا 2015 (أ.ف.ب)
حارس الصين تصدى لجزائية هزازي فخطف الأضواء في آسيا 2015 (أ.ف.ب)

بينما يستحوذ الهدافون دائما على معظم الأضواء والجوائز الشخصية في عالم كرة القدم في ظل الحاجة الماسة إلى وجودهم لتحقيق الانتصارات، أكدت المباريات الأولى لبطولة كأس آسيا 2015 لكرة القدم والمقامة حاليا في أستراليا على أهمية حراس المرمى والدور الذي يلعبونه لقيادة فرقهم إلى الانتصارات.
وخطف حراس المرمى الأضواء بعد أيام قليلة من بداية فعاليات البطولة التي تستضيفها أستراليا من التاسع إلى 31 يناير (كانون الثاني) الحالي. وشهد اليوم الثاني للبطولة فوز كل من منتخبات كوريا الجنوبية وأوزبكستان والصين، وكان لحراس المرمى دور حاسم في فوز كل من هذه الفرق الثلاثة التي حسمت مبارياتها بنتيجة واحدة هي 1/صفر.
وسيطر منتخب كوريا الجنوبية على مباراته أمام المنتخب العماني لكنه فشل في تسجيل هدف ثان للاطمئنان، وكادت شباكه تستقبل هدف التعادل في الوقت بدل الضائع للمباراة إثر ضربة ركنية قابلها عماد الحوسني بضربة رأس قوية، لكن حارس المرمى الكوري كيم جين هيون تصدى لهذه الكرة لترتطم بعدها بالعارضة وتضيع الفرصة. وكانت هذه الفرصة العمانية هي الاختبار الحقيقي الأول للحارس الكوري في المباراة لكنه خطف الأضواء من خلالها حيث حافظ على انتصار الفريق في الوقت القاتل ليكون على نفس الدرجة من الأهمية مع اللاعب الذي سجل هدف الفوز.
وبعدها مباشرة، حقق المنتخب الأوزبكي الفوز الهزيل على منتخب كوريا الشمالية رغم سيطرته التامة على مجريات اللعب، حيث اكتفى بترجمة هذه السيطرة إلى فوز ثمين بهدف نظيف. وكاد منتخب كوريا الشمالية يخطف هدف التعادل في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للمباراة عن طريق ضربة رأس أيضا من اللاعب كوانغ ريونغ باك لكن حارس المرمى الأوزبكي إجناتي نيستروف تصدى للكرة وحرم المنافس من تفجير المفاجأة في الوقت القاتل.
وقال ميرجلال قاسيموف، المدير الفني للمنتخب الأوزبكي «كانت مباراة صعبة خاصة في الدقائق الأخيرة. وأود توجيه الشكر إلى حارس مرمانا نيستروف. كان تصديا رائعا لكن الفوز يعود للفريق بأكمله مثلما قال إيجور سيرجييف الذي سجل الهدف الوحيد للمباراة. أشعر بالسعادة لجميع لاعبي الفريق وليس لحارس المرمى فحسب». وأضاف «لكن، كما نعلم، حارس المرمى هو قلب الفريق».
ولم تختلف المباراة الثالثة أول من أمس عن هذا الإطار، حيث خطف حارس المرمى الصيني وانغ دالي الأضواء من خلال تصديه لضربة الجزاء التي سددها المهاجم السعودي نايف هزازي في منتصف الشوط الثاني عندما كانت النتيجة هي التعادل السلبي بين الفريقين، قبل أن يحرز المنتخب الصيني هدف الفوز باللقاء. وكان هذا التصدي نقطة التحول الحاسمة في المباراة، حيث سجل المنتخب الصيني بعدها بقليل هدف الفوز باللقاء. وقال وانغ «أشعر بسعادة بالغة.. إنها المباراة الأولى لي في بطولات كأس آسيا.. أشعر بسعادة طاغية أيضا لفوزنا في المباراة. قبل المباراة، تلقيت تشجيعا هائلا من المدرب». وأضاف «قبل أيام قليلة، سألني أحد الصحافيين عن مدى استعدادي لهذه المباراة. وقلت له إن أدائي في مباراة العاشر من يناير سيرد على سؤاله. حالفنا الحظ اليوم بالطبع لكنني أشعر بسعادة بالغة وأود تهنئة مدربي وأشقائي (اللاعبين)».
كما شهدت المباراة الافتتاحية للبطولة، والتي فاز فيها المنتخب الأسترالي على نظيره الكويتي 1/4 يوم الجمعة الماضي، حضورا وتألقا رائعا لحارس المرمى الأسترالي ماتيو رايان. وتصدى رايان لتسديدة رائعة من فهد الأنصاري قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة لترتطم الكرة بعدها بالعارضة وتضيع الفرصة على الأزرق لإنعاش آماله، حيث كانت النتيجة وقتها هي تقدم المنتخب الأسترالي 1/3. وأسهم هذا التصدي في تخفيف الضغوط على المنتخب الأسترالي في ما تبقى من المباراة، كما أضاف الفريق هدفا رابعا لينهي اللقاء لصالحه بنتيجة 1/4. وقال رايان «ربما اندهشت أنا نفسي بهذا التصدي، لكنني أحاول فقط أن أؤدي دوري مع الفريق».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».