يحيي لبنان غداً (الأحد)، ذكرى الاستقلال بلا احتفالات، وسط ضبابية تحيط بجهود تأليف الحكومة العتيدة التي لم تُشكل منذ استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) المنصرم.
ويمثل العجز عن تأليف حكومة جديدة، بعد شهر على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيلها، واحدة من أبرز الأزمات التي تعصف بالمشهد اللبناني، بالنظر إلى أن تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية، يحتاج حله إلى حكومة تلبي تطلعات المجتمع الدولي وتنفذ الإصلاحات، ما يتيح للمجتمع الدولي تقديم المساعدات إلى لبنان.
وأثارت المراوحة والمطالب المستجدة والعقبات، استياء عاماً في الأوساط السياسية، عبّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بجملة مقتضبة قال فيها: «بدأ الاستقلال بحكومة»، في إشارة إلى أول حكومة تم تشكيلها عقب حصول لبنان على استقلاله في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1943. متسائلاً: «فأين نحن؟!»، في إشارة إلى العجز عن تأليف حكومة فاعلة الآن.
وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، أن «وضعنا غير طبيعي في لبنان والبرهان أنهم لا يستطيعون تأليف حكومة بعد عام من التخبط». وذكّر الراعي «بأننا مررنا بثورة واستقالة حكومة ثم وباء كورونا، بعدها حكومة حسان دياب، ولم تكن مقبولة داخلياً ولا خارجياً فاستقالت. بعدها السفير مصطفى أديب لم يتمكن من تأليف حكومة فاعتذر، وجاء الرئيس سعد الحريري ولم يتمكن أيضاً، في وقت تهدم نصف بيروت ووقع الضحايا والدولة بدت غير معنية إلا بالتناحر على الحقائب والحصص، وكأننا نعيش في عالم آخر». وقال الراعي: «ليس السبب الداخل فقط إنما ارتباطات خارجية، ما دفعنا إلى السؤال في عظة الأحد الماضي: هل نحن أمام عملية إسقاط لبنان بعد 100 عام على ولادة لبنان الكبير؟»
واستنكر طريقة العمل السياسي القائمة في لبنان «استنكاراً شاملاً وكاملاً ولا نستثني أحداً»، مضيفاً: «كلهم مسؤولون عنه. لم يبدِ أحد الاستعداد للتضحية بمصالحه، في وقت طار كل البلد». وهاجم السياسيين قائلاً: «نهبتم الدولة وأمّنتم أموالكم، لا تدركون ما هو الجوع والبطالة لأنكم لا تعملون، تقبضون من دول عمل».
من جهته، عبّر المجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك عن استهجانه «للمماطلة في تأليف الحكومة، في حين أن الطلاق والهوة تزدادان بين شعب يُذَلّ على أبواب المصارف والمستشفيات والصيدليات والمدارس وقوى سياسية تتصارع على المحاصصة وترفض التنازلات والانفتاح والتعاون مع الدول والمؤسسات الداعمة للبنان، عبر السير في المبادرة الفرنسية واختيار اختصاصيين كفوئين ونزيهين يخضعون لحساب الضمير قبل أي معيار آخر من التبعية، في وقت يزداد خطر الانهيار الكامل، ويعاقب الشعب اللبناني بفعل عدم محاسبة أداء المسؤولين خلال السنوات الماضية».
وفيما أُلغيت الاحتفالات بالاستقلال بسبب فيروس «كورونا»، يوجه رئيس الجمهورية ميشال عون مساء اليوم (السبت)، رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للاستقلال، وذلك عبر وسائل الإعلام، ويتناول فيها التطورات الراهنة في ضوء المستجدات الأخيرة.
وفي الذكرى الـ77 للاستقلال، وجّه قائد الجيش العماد جوزف عون «أمر اليوم» للعسكريين، أكد فيه أن «المؤسسة العسكرية تخوض اليوم، بدعم رسمي وشعبي، معركة ترسيم الحدود مع العدو الإسرائيلي»، مشدداً على «أنه لا تفريط بالسيادة الوطنية»، ومطمئناً إلى أنه «لا تساهل مع العابثين بالسلم الأهلي».
ودعا العسكريين ليكونوا «على يقظة وجهوزية تامة في مواجهة أعداء لبنان، فالعدو الإسرائيلي لا يتورع عن إطلاق التهديدات بالاعتداء على أرضنا، ونيّاته العدوانية تجاهنا لم تتوقف، وخلايا الإرهاب التي لم تكفّ عن التخطيط للعبث باستقرارنا الداخلي». وقال: «الرهان عليكم في مواجهة هذه الأخطار ووأد الفتن، فلا تهاون مع العابثين بأمن الوطن واستقراره ولا تساهل مع من يحاول المس بالمصلحة الوطنية العليا، والعبث بالسلم الأهلي».
8:17 دقيقة
ذكرى الاستقلال في لبنان تمر بلا احتفالات
https://aawsat.com/home/article/2637271/%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D9%84%D8%A7-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA
ذكرى الاستقلال في لبنان تمر بلا احتفالات
ذكرى الاستقلال في لبنان تمر بلا احتفالات
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة