تقييد تدوينات السياسيين... مصداقية أم محاصرة للآراء؟

«تويتر» حجب أكثر من تغريدة لترمب

تقييد تدوينات السياسيين... مصداقية أم محاصرة للآراء؟
TT

تقييد تدوينات السياسيين... مصداقية أم محاصرة للآراء؟

تقييد تدوينات السياسيين... مصداقية أم محاصرة للآراء؟

أثار حجب موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عددا من تغريدات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، خلال انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، وغيره من السياسيين، تساؤلات حول حق «تويتر» وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي في اتخاذ مثل هذا الإجراء، الذي تباينت الآراء حوله. وفي حين عدّ خبراء ما فعله «تويتر» «نوعا من «تقييد الحريات» للسياسيين، وشكلا من أشكال الرقابة عليهم «تتعارض مع حرية الرأي والتعبير». يرى آخرون أن «ما فعله تويتر ليس تقييدا لحرية الرأي، بل من حقه كناشر ذي مصداقية أن يضع قواعد وقوانين للمحتوى الجاري نشره على موقعه».
«تويتر» حجب، في الواقع، بعض تغريدات ترمب، ووضع بدلا منها «علامة تحذيرية» تقول إن «محتوى هذه التغريدة قد يتضمن معطيات مضللة حول الانتخابات»؛ لكنه لم يحذف التغريدة كليا؛ بل أتاح للمتابعين قراءتها، عبر الضغط على علامة التحذير.
ورأت الصحافية عهدية أحمد، رئيس جمعية الصحافيين في البحرين «هذه الخطوة من جانب تويتر محاولة لتقييد حرية الرأي والتعبير». وقالت لـ«الشرق الأوسط» في حوار معها إن ما «فعله تويتر مع ترمب وغيره من السياسيين، ليس محاربة للأخبار المزيفة؛ بل محاربة لترمب، بدليل ما شهدناه ونشهده في منطقتنا من تغريدات تحتوي على معلومات كاذبة ودعاوى تحريضية لا يتخذ تويتر أي إجراء بشأنها». وأردفت أحمد أن «هذه من المرات النادرة التي يعمل فيها تويتر على تقييد حرية الرأي والتعبير بهذا الشكل، إذ لم يسبق أن فعل ذلك مع تغريدات أدت إلى تدمير دول في الشرق الأوسط؛ بل على العكس دعمت بعض مواقع التواصل تغريدات تحمل أجندات سياسية إيرانية في البحرين»، واستطردت قائلة إن «المسألة لا تتعلق بمكافحة المعلومات المزيفة، فلو كان ذلك صحيحا، لتم حذف بعض المحتوى المنشور في منطقة الشرق الأوسط، والذي يدعو بعضه للكراهية والعنف ونشر الفوضى».
غير أن الدكتورة غادة النشار، مدرّس الإعلام السياسي بجامعة «المستقبل» في مصر، رأت في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «حجب تغريدات ترمب حالة خاصة جدا، والتغريدات المحذوفة كانت إما زائفة... وفي هذه الحالة تكون مضللة للرأي العام، أو مُحرضة على العنف... وبالتالي تدعو إلى الانقسام، وهو ما يتعارض مع أحد أهم مبادئ الديمقراطية؛ ألا وهو الحفاظ على السلم الاجتماعي».
من جانبها، اعتبرت الصحافية الأميركية جوديث ميللر، أيضا في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «ما فعله تويتر ليس تقييدا لحرية الرأي والتعبير، إذ إن تويتر يعد فعليا ناشرا. ومن ثم، من حقه كناشر أن يضع قواعد وقوانين للمحتوى المنشور على موقعه. إن تويتر منصة محايدة لكل الآراء».
الجدير بالذكر، أن هذا الإجراء من جانب «تويتر» جاء تنفيذا لسياسة نشر أعلن عنها في منتصف عام 2019 تقضي بـ«وضع علامات تحذيرية على تغريدات الشخصيات العامة التي تخالف القوانين». وبالفعل، وضع «تويتر» علامة تحذيرية على عدد من تغريدات ترمب حول نتائج الانتخابات الأميركية. وقال إن «هذه الادعاءات حول تزوير الانتخابات محل نزاع»، بينما أشار في تغريدات أخرى لمواقع توضح نتيجة الانتخابات. كذلك فعل «تويتر» الأمر نفسه مع تغريدات لعدد من السياسيين من أنصار ترمب، بل إن الموقع قيّد أخيرا تغريدات منظمة الحزب الجمهوري في ولاية ساوث داكوتا الأميركية بعد تغريدات داعمة لترمب.
عودة إلى عهدية أحمد، فإنه جرى حجب إحدى تغريداتها، كانت قد تضمنت إعادة نشر بعض ما قاله ترمب حول الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وعن هذا الأمر قالت: «فوجئت بوضع علامة على تغريدتي كالآتي (تم حجبها بسبب الإساءة)، رغم أنها لا تتضمن شيئا من الإساءة، إذ كنت أشير إلى تصريحات الرئيس الأميركي السابق، ودورنا كصحافيين في نقل تصريحات المسؤولين، وهو ما يؤكد أن ما يفعله تويتر تقييد لحرية الرأي والتعبير» على حد قولها.
غير أن الدكتورة النشار توضح أنه «من حيث المبدأ، لا يحق لتويتر حجب تغريدات السياسيين أو غيرهم، لأن هذه الخطوة تعتبر نوعا من الرقابة، ومحاولة إسكات أو إخفاء تتعارض مع حرية الرأي والتعبير، أحد أهم مبادئ الديمقراطية. ولكن، في المقابل، تويتر، مثل غيره من الشركات الخاصة، من حقه أن يضع شروطا لمستخدمي الخدمة التي يقدمها، وعند الموافقة على هذه الخدمة من قبل مستخدميها، يحق لتويتر تطبيقها عليهم».
وللعلم، هذه ليست المرة الأولى التي يحجب فيها «تويتر» تغريدات للرئيس ترمب، ففي نهاية مايو (أيار) الماضي، حجب تغريدة له علق فيها على «أحداث العنف في أعقاب مقتل مواطن أميركي أسود على يد رجل شرطة أبيض» وكانت حجة الموقع «مخالفتها للقواعد التي تمنع تمجيد العنف». ثم قبيل الانتخابات الرئاسية قيد «تويتر» التفاعل مع تغريداته، ووضع علامة تحذيرية على تغريدة انتقد فيها ترمب «التصويت عبر البريد».
وفق سياسات «تويتر» فإن «من حق الأشخاص التعبير عن أنفسهم بحرية على تويتر ما داموا لا ينتهكون قوانين تويتر وشروط الخدمة المتبعة لديه». وهنا تؤكد ميللر أن «لدى كل من تويتر وفيسبوك كل الحق كشركات نشر خاصة، مثل النيويورك تايمز، في وضع قواعد للنشر، وتحديدا ما ينشر، أو ما لا ينشر عبر منصاتهما». وأضافت «تويتر وفيسبوك منصتا نشر، واجبهما أن يعملا على الحد من التقارير الخاطئة والأخبار الزائفة، سواء كانت أصولها محلية أو أجنبية». ويشار إلى أنه لم تقتصر إجراءات «تويتر» على المعلومات الخاصة بالانتخابات الرئاسية في أميركا فقط، ففي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حجب الموقع تغريدة «قللت من أهمية ارتداء الكمامات في ظل انتشار فيروس (كوفيد - 19)».



السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
TT

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)
الدوسري مترئساً اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (واس)

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية غير العادية» التي استضافتها الرياض مؤخراً.

وشددت القمة في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على مركزية القضية الفلسطينية، والدعم الراسخ للشعب لنيل حقوقه المشروعة، وإيجاد حل عادل وشامل مبني على قرارات الشرعية الدولية.

وقال الدوسري لدى ترؤسه الدورة العادية الـ20 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب في أبوظبي، أن الاجتماع يناقش 12 بنداً ضمن الجهود الرامية لتطوير العمل المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بمشاركة رؤساء الوفود والمؤسسات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية ذات صفة مراقب.

الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

وأضاف أن الاجتماعات ناقشت سبل الارتقاء بالمحتوى الإعلامي، وأهم القضايا المتعلقة بدور الإعلام في التصدي لظاهرة الإرهاب، وجهود الجامعة العربية في متابعة خطة التحرك الإعلامي بالخارج، فضلاً عن الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030.

وتطرق الدوسري إلى استضافة السعودية مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتصحر «كوب 16»، وقمة المياه الواحدة، وضرورة إبراز مخرجاتهما في الإعلام العربي، مؤكداً أهمية الخطة الموحدة للتفاعل الإعلامي مع قضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي، واستثمار دورها في تعزيز المحتوى وتحليل سلوك الجمهور، داعياً للاستفادة من خبرات «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» في الرياض؛ لتطوير الأداء.