اعتقال 20 شخصاً إثر صدامات بين مؤيدين ومناهضين لترمب في واشنطن

الرئيس الأميركي مر بسيارته المصفحة بين الآلاف من أنصاره

أحد عناصر الشرطة الأميركية يواجه مؤيداً للرئيس دونالد ترمب في مظاهرة جرت في واشنطن (أ.ف.ب)
أحد عناصر الشرطة الأميركية يواجه مؤيداً للرئيس دونالد ترمب في مظاهرة جرت في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

اعتقال 20 شخصاً إثر صدامات بين مؤيدين ومناهضين لترمب في واشنطن

أحد عناصر الشرطة الأميركية يواجه مؤيداً للرئيس دونالد ترمب في مظاهرة جرت في واشنطن (أ.ف.ب)
أحد عناصر الشرطة الأميركية يواجه مؤيداً للرئيس دونالد ترمب في مظاهرة جرت في واشنطن (أ.ف.ب)

تظاهر آلاف من مناصري الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترمب أمس (السبت) في واشنطن. وبحلول المساء، حصلت بعض الصدامات بين مؤيدين ومناهضين لترمب، لكن من دون تداعيات كبيرة.
وكانت المتاجر في وسط العاصمة التي قُطعت الطرقات فيها أمام حركة السير، محصنة إلى حدّ كبير خلف صفائح خشبية، إذ إن الإعلان عن تظاهرات مضادة أثار الخشية من مواجهات رغم انتشار الشرطة بشكل كبير، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلنت شرطة واشنطن أنها أوقفت عشرين شخصاً، من بينهم أربعة لمخالفة القانون بشأن الأسلحة النارية وشخص بتهمة العنف ضد شرطي، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وكان مؤيدون لترمب تظاهروا أمس (السبت)، للتعبير عن «محبّتهم» للرئيس الذي يعتبرون أنه ضحية «سرقة» الانتخابات من دون تقديم دليل على ذلك.

وتجمّع ما لا يقلّ 10 آلاف شخص في ساحة فريدوم بلازا على مقربة من البيت الأبيض رافعين الأعلام الأميركية ومعتمرين قبعات حمراء كُتب عليها شعار ترمب «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً»، وحاملين لافتات كُتب عليها «أوقفوا السرقة».
وهذا المشهد غير مألوف من قبل في العاصمة الفيدرالية الأميركية التي صوّتت في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) بأكثر من 90 في المائة من الناخبين لصالح الديمقراطي جو بايدن، الذي لا يزال ترمب وداعموه الرئيسيون يرفضون الاعتراف بفوزه الذي أُعلن منذ أسبوع.
وتقول كريس نابوليتانا وهي في الخمسينات من عمرها جاءت من مدينة بالتيمور المجاورة: «الرئيس ترمب يستحقّ أن يرى الأشخاص الذين يدعمونه وأن يشعر بالمحبة التي نكنّها له».
وجاء آخرون من مناطق بعيدة على غرار بام روس التي قادت سيارتها لأكثر من ثماني ساعات من أوهايو في شمال البلاد، للمشاركة في هذا التجمع الذي دعت إليه في بعض من الالتباس، مجموعات مختلفة من بينها مجموعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة.
وقالت امرأة ترتدي قبعة كُتب عليها «نساء من أجل ترمب»، إن الديمقراطيين «يحاولون دفع جو بايدن إلى الحكم في أسرع وقت ممكن، لأنهم يعرفون أنه سيتمّ إثبات سرقة الانتخابات في نهاية المطاف».

واكتفى الرئيس الأميركي الذي لمح في اليوم السابق في تغريدة، إلى أنه قد يأتي لإلقاء التحية عليهم، بمرور مقتضب، مبتسماً لهم من نافذة سيارته المصفحة لدى خروجه من البيت الأبيض للتوجه إلى نادي الغولف.
وكتب بعد ظهر أمس (السبت) على «تويتر»: «مئات آلاف الأشخاص يظهرون دعمهم في (واشنطن). لن يقبلوا بانتخابات مزوّرة وفاسدة!»، مبالغاً بأعداد المشاركين في التجمع.
وذهبت المتحدثة باسمه كايلي ماكيناني أبعد من ذلك، فتحدثت عن مشاركة «أكثر من مليون شخص» في التجمع.
وفي وقت لاحق، تحدث ترمب في تغريدات أخرى مجدداً عن تزوير، مؤكداً أن قراصنة نجحوا في التسلل إلى بعض الماكينات الانتخابية واشتكى من التحيز الإعلامي في التقارير بشأن التظاهرة.
وأقيم التجمع في أجواء مماثلة لتلك التي كانت سائدة خلال التجمعات الانتخابية مع موسيقى وبائعين ولم يكن معظم المتظاهرين يضعون كمامات. ويقول هؤلاء إنهم لا يزالون يعتقدون أنه من الممكن أن يفوز الجمهوري بولاية ثانية.
وتقول كاتلين إريكسون التي جاءت على متن طائرة من كولورادو كانت «تغصّ بمناصرين لترمب»، إن الأمر «سيكون معقداً كثيراً، لكن كل شيء ممكن بعون الله».

ويدعو غريغ المتحدر من بنسلفانيا إحدى الولايات الأكثر إثارة للجدل، إلى التحلي بالصبر إلى حين استنفاد السبل القضائية التي بدأها المعسكر الجمهوري. ويقول: «إذا نجح الأمر، سيفوز ترمب. وإلا سنعود بعد أربع سنوات».
وأعلنت القنوات التلفزيونية الأميركية الكبيرة نتائج كل الولايات. وفاز جو بايدن بـ306 من أصوات الهيئة الناخبة مقابل 232 للرئيس المنتهية ولايته، أي النتيجة المعاكسة لعام 2016 عندما فاز الملياردير الجمهوري مقابل هيلاري كلينتون.
ومن المفترض إعادة فرز الأصوات في جورجيا حيث الفارق ضئيل جداً بين المرشحين، إلا أن نتيجتها لا تغيّر شيئاً في النتيجة النهائية: إذ يملك جو بايدن مهما يحصل في هذه الولاية، 270 من أصوات كبار الناخبين الضرورية للوصول إلى البيت الأبيض.
وخرج بايدن، وهو نائب الرئيس السابق باراك أوباما ويحتفل بعيد ميلاده الـ78 الأسبوع المقبل، صباح أمس (السبت)، للقيام بنزهة على دراجة هوائية على مقربة من مقرّ إقامته في ولاية ديلاوير.
ولا يزال ترمب يثير الالتباس حول نواياه. وبدا الجمعة على وشك الاعتراف بفوز خصمه، قبل تماسكه في اللحظة الأخيرة. وقال: «أعتقد أنّ الوقت كفيل بأن يُخبرنا» أيّ إدارة ستكون في البيت الأبيض.
وناقضت عدة وكالات فيدرالية كلام الرئيس. فأكدت هيئات انتخابية محلية ووطنية من بينها وكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي، أن «انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) كانت الأكثر أماناً في تاريخ الولايات المتحدة».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».