قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن تفاقم الأزمة الاقتصادية في تركيا أدى إلى انهيار وتمزيق أسرة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وذلك تعليقاً على استقالة بيرات ألبيراق، وزير المالية وصهر إردوغان من منصبه.
وأوضحت الصحيفة أن الكثيرين داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم كانوا يعتقدون أن إردوغان كان يعد ألبيراق ليكون وريثه السياسي، وأضافت أن الرئيس التركي جعل من الوزير المستقيل وزوج ابنته، ثاني أقوى شخصية في الحكومة، وأن ألبيراق يَدين لإردوغان بمسيرته السياسية.
وتابعت أن قلة من الناس سيحزنون على بيرات ألبيراق الذي أثار استياءً على نطاق واسع وصنع أعداء في جميع أنحاء تركيا، ونقلت عن مسؤول حكومي قوله: «يشعر معظم الناس بالارتياح لرحيله».
وكذلك قال أحد زملاء ألبيراق السابقين: «لا أعتقد أن أحداً كان يمكن أن يتخيل ما حدث، وهو لا يمكنه أبداً استعادة القوة التي كان يتمتع بها».
وذكرت «فاينانشيال تايمز» أن ألبيراق أصر لأشهر على أن تركيا تتفوق على الاقتصادات المنافسة وأنها في خضم تحول اقتصادي كبير، وقد كرر هذا عندما التقى نواب الحزب الحاكم الأسبوع الماضي.
وأكد أن الليرة التركية، التي فقدت نحو ثلث قيمتها مقابل الدولار الأميركي منذ بداية العام، ليست المعيار الوحيد الذي يجب استخدامه للحكم على صحة الاقتصاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن إردوغان واجه، في الأسابيع الأخيرة، ضغوطاً متزايدة داخل حزبه، الذي عانى من تراجع في استطلاعات الرأي مع تداعيات جائحة فيروس «كورونا»، وارتفاع تكاليف المعيشة، ومعدلات البطالة، وتدهور قيمة الليرة التركية.
ويرجع الفضل في العجز الهائل الذي يعاني منه الاقتصاد التركي إلى التدخل الفاشل بقيادة ألبيراق لإنقاذ الليرة والذي كلف تركيا ما يقرب من 140 مليار دولار على مدى العامين الماضيين.
وذكرت الصحيفة أن بعض الأشخاص يعتقدون أنه من المستحيل تصديق أن إردوغان، الذي يلتقي بشكل دوري شخصيات تجارية، كان في الحقيقة غير مدرك لمدى سوء الأمور، لكنّ آخرين يصرون على أن ذلك حدث نتيجة تهميش المنتقدين وإحاطة نفسه بأشخاص يُظهرون الولاء له، ومن ثم عُزل عن الواقع، وقال شخص على صلة وثيقة بالحزب الحاكم: «إنه أمر لا يصدَّق ولكنه معقول».
وقالت «فاينانشيال تايمز»: «ما عاشته تركيا لأشهر من مشكلات اقتصادية وتراجُع في قيمة الليرة كان ينبئ بما شهدته من أسبوع به دراما سياسية وعائلية بدأ باستقالة ألبيراق».
«فاينانشيال تايمز»: الأزمة الاقتصادية في تركيا مزقت أسرة إردوغان
«فاينانشيال تايمز»: الأزمة الاقتصادية في تركيا مزقت أسرة إردوغان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة