أربيل ترفض سعي بغداد لدمج البيشمركة بالمنظومة الدفاعية العراقية

التحالف الكردستاني: الحكومة الاتحادية تريد محو كل ما يتعلق بالفيدرالية

صورة أرشيفية لعرض عسكري لقوات البيشمركة الكردية
صورة أرشيفية لعرض عسكري لقوات البيشمركة الكردية
TT

أربيل ترفض سعي بغداد لدمج البيشمركة بالمنظومة الدفاعية العراقية

صورة أرشيفية لعرض عسكري لقوات البيشمركة الكردية
صورة أرشيفية لعرض عسكري لقوات البيشمركة الكردية

تقابل محاولات الحكومة العراقية لإخضاع قوات البيشمركة لسيطرة الحكومة العراقية بدمجها تماما في المنظومة الدفاعية العراقية وجعل ولائها المطلق للقائد العام للقوات المسلحة وهو المنصب الذي يشغله رئيس الوزراء نوري المالكي، برفض القيادة الكردية.
وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق أعلنت، على لسان جبار ياور الأمين العام للوزارة والناطق باسم الأمانة العامة للقوات المسلحة في الإقليم، إنه «حسب الفقرة الخامسة من المادة 121 من الدستور العراقي فإن قوات البيشمركة هي جزء من القوات الدفاعية العراقية، وحسب الفقرة الثالثة من المادة الثانية من قانون وزارة البيشمركة لحكومة إقليم كردستان العراق فإن لقوات البيشمركة ست مهمات على مستوى الإقليم والعراق أهمها الحفاظ على أمن وسلامة العراق وإقليم كردستان». وأوضح ياور في بيان أنه حسب الاتفاق الحاصل عام 2007 بعد الاجتماع بين قيادتي بغداد والإقليم في جلسة مجلس الأمن الوطني المرقمة 527 في يونيو (حزيران) 2007 فإن ميزانية القوات المسلحة في الإقليم ستدرج ضمن الموازنة السيادية الدفاعية للعراق دون أن تكون هناك أي شروط أو أي تلويحات بشأن أمور سياسية قد تحصل في العراق».
بدوره، قال النائب عن التحالف الكردستاني وعضو لجنة الدفاع في البرلمان العراقي، شوان محمد طه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «القيادة الكردية والقوى السياسية في إقليم كردستان طرحت أكثر من موقف ورؤية على الحكومة الاتحادية للخروج بحل يرضي الجميع لهذه المشكلة التي لا تزال عالقة بين بغداد وأربيل ومنها أن تكون قوات البيشمركة ضمن المنظومة الدفاعية العراقية من حيث التأهيل والتدريب والرواتب والتسليح شرط أن يكون تحريك هذه القوات بأوامر مشتركة من رئيس إقليم كردستان ورئيس الوزراء الاتحادي». وأوضح طه أن المالكي اعترض أكثر من مرة على هذا الطرح، مقترحا تعديل الدستور أو القبول بربط البيشمركة بوزارة الدفاع العراقية. وبين طه أن إقليم كردستان رفض في عام 2004 الخضوع لقانون رقم 90 لسلطة الائتلاف المؤقتة التي كان يرأسها بول بريمر الذي اقترح دمج قوات البيشمركة، شأنها شأن الميليشيات التي كانت موجودة حينها على الساحة السياسية والعسكرية العراقية، بوزارة الدفاع العراقية وحلها بالكامل، ما دفع مسعود بارزاني، الذي لم يكن حينها رئيسا للإقليم، للعودة إلى أربيل بعد خلاف حاد مع بريمر.
وعزا طه رفض الكرد لإدماج قوات البيشمركة ضمن القوات الدفاعية العراقية بالكامل كونها قوى نظامية شاركت في تحرير العراق وكانت جزءا من الحركة التحررية الكردية والعراقية بشكل عام. ويرى طه أن حكومة المالكي تسعى وبكل الطرق إلى محو كل ما يتعلق بالفيدرالية والتعاون المشترك في العراق وتعمل على إعادة المركزية في السيطرة على مرافق الدولة، مؤكدا في نفس الوقت على أن مقترح المالكي بتعديل الدستور لا يصب في مصلحة الكرد وهو ما يرفضه الكرد.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».