وفد إسرائيلي في السودان الأحد

TT

وفد إسرائيلي في السودان الأحد

قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن وفداً رسمياً إسرائيلياً سيزور يوم الأحد المقبل السودان، في إطار ترسيخ عملية تطبيع العلاقات بين البلدين. وأكد مصدر إسرائيلي، أن هذه الزيارة ستكون الأولى منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الشهر الماضي، التوصل إلى اتفاق حول تطبيع العلاقات الإسرائيلية - السودانية.
وقال المصدر، إن الوفد سيضم موظفين في مجالات مهنية معينة ولن يكون سياسياً، مضيفاً أن «عدد الأعضاء فيه سيكون أقل مما كان في الوفد الذي زار الإمارات في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي». ومن المتوقع أن يشمل الوفد الإسرائيلي مسؤولين من مجلس الأمن القومي، ومن وزارة الخارجية.
وقالت مصادر مطلعة لموقع «باج نيوز» السوداني، إن الوفد فني، ومن المتوقع أن يصل يوم الأحد المقبل، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. ولم تؤكد الحكومة رسمياً، ولم تنف الزيارة المتوقعة للوفد.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد صرح بعد وقت قصير من الإعلان عن اتفاقية بدء العلاقات بين البلدين، بأنه بالفعل سيتوجه وفد كهذا إلى الخرطوم قريباً. وقال نتنياهو «قريباً ستجتمع بعثات سودانية وإسرائيلية لمناقشة التعاون في مجالات كثيرة، بينها الزراعة، التجارة ومجالات مهمة لمواطنينا. أجواء السودان مفتوحة اليوم لإسرائيل، وهذا يتيح تنظيم رحلات مباشرة وأقصر بين إسرائيل وأفريقيا وأميركا الجنوبية».
وطلبت إسرائيل من السودان السماح لشركات طيران إسرائيلية باستخدام مجاله الجوي. وأكد مسؤول سوداني كبير لـ«الشرق الأوسط»، سابقاً، أن إسرائيل طلبت من سلطات الخرطوم السماح لشركات طيران إسرائيلية باستخدام مجالها الجوي بشكل منتظم عقب الإعلان عن تطبيع العلاقات بين البلدين. وذكرت وسائل إعلام عبرية، الجمعة، أن رحلتين جويتين إسرائيليتين ستمران لأول مرة عبر أجواء السودان إلى كمبالا وبنوم بنه، عاصمة كمبوديا، وذلك عقب توصل الخرطوم وتل أبيب لاتفاق ينهي العداء بينهما.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن طائرة تجارية إسرائيلية تابعة لشركة «العال» عبرت الأجواء السودانية، منطلقة من مطار «بن غوريون» إلى مدينة «عنتيبي» الأوغندية، وهي فارغة، لتقل وفداً من 153 أوغندياً لتدريبهم على أساليب الزراعة الحديثة في إسرائيل.
وأعلن البيت الأبيض في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن الرئيس دونالد ترمب وقّع مرسوماً برفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وأن الخرطوم وتل أبيب اتفقتا - بوساطة أميركية - على تطبيع العلاقات بينهما.
ووصف بيان مشترك أميركي - سوداني - إسرائيلي، اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل بالتاريخي، واعتبره شهادة «على النهج الجريء للقادة الأربعة (الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)».
وينص الاتفاق بين إسرائيل والسودان على تطبيع العلاقات بين البلدين، بما في ذلك إنشاء العلاقات الدبلوماسية والأخرى.



إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
TT

إشهار تكتل واسع للقوى اليمنية لمواجهة الانقلاب الحوثي

جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)
جانب من ممثلي القوى اليمنية المشاركين في بلورة التكتل الحزبي الجديد (إكس)

بهدف توحيد الصف اليمني ومساندة الشرعية في بسط نفوذها على التراب الوطني كله، أعلن 22 حزباً ومكوناً سياسياً يمنياً تشكيل تكتل سياسي جديد في البلاد، هدفه استعادة الدولة وتوحيد القوى ضد التمرد، وإنهاء الانقلاب، وحل القضية الجنوبية بوصفها قضيةً رئيسيةً، ووضع إطار خاص لها في الحل النهائي، والحفاظ على النظام الجمهوري في إطار دولة اتحادية.

إعلان التكتل واختيار نائب رئيس حزب «المؤتمر الشعبي» ورئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر رئيساً له، كان حصيلة لقاءات عدة لمختلف الأحزاب والقوى السياسية - قبل مقاطعة المجلس الانتقالي الجنوبي - برعاية «المعهد الوطني الديمقراطي الأميركي»، حيث نصَّ الإعلان على قيام تكتل سياسي وطني طوعي للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، يسعى إلى تحقيق أهدافه الوطنية.

القوى السياسية الموقعة على التكتل اليمني الجديد الداعم للشرعية (إعلام محلي)

ووفق اللائحة التنظيمية للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ستكون للمجلس قيادة عليا تُسمى «المجلس الأعلى للتكتل» تتبعه الهيئة التنفيذية وسكرتارية المجلس، على أن يكون المقر الرئيسي له في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وتكون له فروع في بقية المحافظات.

وبحسب اللائحة التنظيمية للتكتل، فإن الأسس والمبادئ التي سيقوم عليها هي الدستور والقوانين النافذة والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، والعدالة، والمواطنة المتساوية، والتوافق والشراكة، والشفافية، والتسامح.

ونصَّ الباب الثالث من اللائحة التنظيمية على أن «يسعى التكتل إلى الحفاظ على سيادة الجمهورية واستقلالها وسلامة أراضيها، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام، ودعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على كافة التراب الوطني، وتعزيز علاقة اليمن بدول الجوار، ومحيطه العربي والمجتمع الدولي».

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي، الشريك في السلطة الشرعية، شارك في اللقاء التأسيسي للتكتل الجديد، لكنه عاد وقاطعه. وأكد المتحدث الرسمي باسمه، سالم ثابت العولقي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتابع نشاط التكتل الذي تعمل عليه مجموعة من الأطراف لإعلانه، ويؤكد عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به، وأنه سيوضح لاحقاً موقفه من مخرجات هذا التكتل.

ومن المقرر أن يحل التكتل الجديد محل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تأسس منذ سنوات عدة؛ بهدف دعم الحكومة الشرعية في المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية.

ويختلف التكتل الجديد عن سابقه في عدد القوى والأطراف المكونة له، حيث انضم إليه «المكتب السياسي للمقاومة الوطنية» بقيادة العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وغيرهما من القوى التي لم تكن في إطار التحالف السابق.

ووقَّع على الإعلان كل من حزب «المؤتمر الشعبي العام»، وحزب «التجمع اليمني للإصلاح»، و«الحزب الاشتراكي اليمني»، و«التنظيم الناصري»، و«المكتب السياسي للمقاومة الوطنية»، و«الحراك الجنوبي السلمي»، وحزب «الرشاد اليمني»، وحزب «العدالة والبناء».

كما وقَّع عليه «الائتلاف الوطني الجنوبي»، و«حركة النهضة للتغيير السلمي»، وحزب «التضامن الوطني»، و«الحراك الثوري الجنوبي»، وحزب «التجمع الوحدوي»، و«اتحاد القوى الشعبية»، و«مؤتمر حضرموت الجامع»، وحزب «السلم والتنمية»، وحزب «البعث الاشتراكي»، وحزب «البعث القومي»، وحزب «الشعب الديمقراطي»، و«مجلس شبوة الوطني»، و«الحزب الجمهوري»، وحزب «جبهة التحرير».

وذكرت مصادر قيادية في التكتل اليمني الجديد أن قيادته ستكون بالتناوب بين ممثلي القوى السياسية المُشكِّلة للتكتل، كما ستُشكَّل هيئة تنفيذية من مختلف هذه القوى إلى جانب سكرتارية عامة؛ لمتابعة النشاط اليومي في المقر الرئيسي وفي بقية فروعه في المحافظات، على أن يتم تلافي القصور الذي صاحب عمل «تحالف الأحزاب الداعمة للشرعية»، الذي تحوَّل إلى إطار لا يؤثر في أي قرار، ويكتفي بإعلان مواقف في المناسبات فقط.

بن دغر مُطالَب بتقديم نموذج مختلف بعد إخفاق التحالفات اليمنية السابقة (إعلام حكومي)

ووفق مراقبين، فإن نجاح التكتل الجديد سيكون مرهوناً بقدرته على تجاوز مرحلة البيانات وإعلان المواقف، والعمل الفعلي على توحيد مواقف القوى السياسية اليمنية والانفتاح على المعارضين له، وتعزيز سلطة الحكومة الشرعية، ومكافحة الفساد، وتصحيح التقاسم الحزبي للمواقع والوظائف على حساب الكفاءات، والتوصل إلى رؤية موحدة بشأن عملية السلام مع الجماعة الحوثية.