الوفد الإسرائيلي المنتظر وصوله إلى السودان الأحد «ذو طابع فني غير رسمي»

البرلماني السوداني السابق ورجل الأعمال أبو القاسم برطم (فيسبوك)
البرلماني السوداني السابق ورجل الأعمال أبو القاسم برطم (فيسبوك)
TT

الوفد الإسرائيلي المنتظر وصوله إلى السودان الأحد «ذو طابع فني غير رسمي»

البرلماني السوداني السابق ورجل الأعمال أبو القاسم برطم (فيسبوك)
البرلماني السوداني السابق ورجل الأعمال أبو القاسم برطم (فيسبوك)

أوضح مصدر سوداني طبيعة الوفد إسرائيلي الذي أعلن عن زيارته للبلاد يوم الأحد المقبل، بأنه «وفد فني غير رسمي»، ووصف المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام العبرية بأنها «تسرع غير مبرر»، وأشار إلى أن الوفد يتكون من فنيين من جنسيات مختلفة، بينهم إسرائيليون.
وقال مصدر رسمي لـ«الشرق الأوسط»، إن وفداً فنياً يتكون من جنسيات متعددة بينهم اثنان من الإسرائيليين، ينتظر أن يصل إلى السودان الأحد المقبل دون ترتيبات رسمية لاستقباله، مرجحاً أن يكون وفداً من رجال الأعمال.
وذكر المصدر الذي طلب حجب اسمه لأنه غير مأذون، أن الحكومة السودانية لا علاقة لها بالوفد مثار التداول الإعلامي، لكنه أكد أنه ذو «طابع فني غير رسمي». وقال إن الوفد يتضمن «فنيين» من جنسيات عدة، بينهم اثنان من الإسرائيليين، دون أن يقدم شرحاً لهويته الفنية، مرجحاً أن يكون وفداً من رجال الأعمال.
وتوقع أن يكون الوفد المنتظر وصوله البلاد الأحد، بحسب وسائل إعلام عبرية، قد حصل على دعوة من «جهات فنية سودانية» لم يشأ تسميتها، وأن الحكومة لم توجه أي دعوة إلى وفد إسرائيلي، وأن تل أبيب لم تطلب ذلك.
ووصف الأخبار المتداولة عن الوفد بأنه «استعجال غير مبرر»، وقال «الحكومة ترى في هذا استعجالاً للنتائج»، وإن الحكومة السودانية لا تزال تعمل على ترتيب المشهد والخطاب السياسي الجديد، وفق هذه المتغيرات في العلاقات.
وتابع المصدر «لا يمكنك القول إن وفداً من رجال أعمال إسرائيليين قادم للبلاد، دون أن تكون قد وجهت له الحكومة الدعوة».
بيد أن البرلماني السابق ورجل الأعمال أبو القاسم برطم، وعضو الهيئة الشعبية للصداقة مع إسرائيل، وهو من كبار دعاة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، نفى علمه بتوجيه دعوة إلى رجال أعمال إسرائيليين، مرجحاً أن يكون «الوفد الفني» ذا طابع أمني، وليس استثمارياً.



مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
TT

مخابز خيرية في صنعاء تتعرض لحملة تعسف حوثية

يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)
يمنيون يتجمعون أمام مخبز في صنعاء للحصول على أرغفة مجانية (الشرق الأوسط)

استهلت جماعة الحوثيين شهر رمضان بتنفيذ حملات تعسف ضد أفران الخبز الخيرية بالعاصمة المختطفة صنعاء، وذلك في سياق إعاقتها المتكررة للأعمال الإنسانية والخيرية الرامية للتخفيف من حدة معاناة اليمنيين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتحدثت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن بدء مشرفين حوثيين برفقة مسلحين يتبعون ما تسمى «هيئة الزكاة الحوثية» تنفيذ حملات دهم بحق مخابز خيرية تتبع مبادرات تطوعية ومؤسسات خيرية ورجال أعمال في مديريات متفرقة بصنعاء، لإرغام العاملين فيها على دفع إتاوات، أو تعرضها للإغلاق والمصادرة.

وأكدت المصادر أن الحملة المباغتة استهدفت في أول يوم من انطلاقها 14 مخبزاً خيرياً في أحياء بيت معياد وبير عبيد والجرداء والقلفان والسنينة ومذبح بمديريتي السبعين ومعين بصنعاء، وأسفرت عن إغلاق 4 مخابز منها لرفضها دفع إتاوات، بينما فرضت على البقية دفع مبالغ مالية يتم توريدها إلى حسابات ما تسمى «هيئة الزكاة».

اتساع رقعة الجوع يجبر آلاف اليمنيين للاعتماد على المبادرات الإنسانية (أ.ف.ب)

وأثار الاستهداف الحوثي موجة غضب واسعة في أوساط السكان والناشطين في صنعاء، الذين أبدوا استنكارهم الشديد لقيام الجماعة بابتزاز المخابز الخيرية، رغم أنها مُخصصة للعمل التطوعي والخيري، وإشباع جوع مئات الأسر المتعففة.

استهداف للفقراء

واشتكى عاملون في مخابز خيرية طاولها استهداف الحوثيين في صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، من تكثيف حملات التعسف ضد المخابز التي يعملون فيها، وأكدوا أن الحملة التي شنتها الجماعة أجبرتهم على دفع إتاوات، بينما هددت أخرى بالإغلاق حال عدم الاستجابة لأوامرها.

واتهم العاملون الجماعة الحوثية بأنها تهدف من خلال حملات التعسف لتضييق الخناق على فاعلي الخير والمؤسسات والمبادرات التطوعية الإنسانية والخيرية بغية منعهم من تقديم أي دعم للفقراء الذين تعج بهم المدن كافة التي تحت قبضتها.

امرأة في صنعاء تبحث في برميل القمامة عن علب البلاستيك لجمعها وبيعها (الشرق الأوسط)

ويزعم الانقلابيون الحوثيون أن حملتهم تستهدف الأفران التي تقوم بتوزيع الخبز خلال رمضان للفقراء بطريقة تصفها الجماعة بـ«المخالفة»، ودون الحصول على الإذن المسبق من «هيئة الزكاة»، والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية التابع لها، والمخول بالتحكم في المساعدات.

وبينما حذرت مصادر إغاثية من مغبة استمرار الاستهداف الحوثي للمخابز الخيرية لما له من تأثير مباشر على حياة ومعيشة مئات الأسر الفقيرة، اشتكت عائلات فقيرة في صنعاء من حرمانها من الحصول على الخبز نتيجة حملات التعسف الأخيرة بحق الأفران.

وتؤكد المصادر الإغاثية أن التعسف الحوثي يستهدف الفقراء والمحتاجين في عموم مناطق سيطرة الجماعة من خلال مواصلة انتهاج سياسات الإفقار والتجويع المتعمدة، والسعي إلى اختلاق مبررات تهدف إلى حرمانهم من الحصول على أي معونات غذائية أو نقدية.

نقص الغذاء

ويتزامن هذا الاستهداف الانقلابي مع تحذيرات دولية حديثة من نقص الغذاء في اليمن حتى منتصف العام الحالي.

وفي تقرير حديث لها، نبَّهت «شبكة الإنذار المبكر من المجاعة» إلى أن ملايين اليمنيين سيعانون من عجز حقيقي في استهلاك الغذاء حتى منتصف العام الحالي على الأقل، حيث تستمرُّ الصدمات الاقتصادية الكلية، الناجمة عن الصراع المستمر في البلاد، في تقييد وصول الأسر بشدة إلى الغذاء.

يمنيات أمام بوابة أحد المطاعم في صنعاء للحصول على وجبة مجانية (الشرق الأوسط)

ولفتت الشبكة المعنية بمراقبة أوضاع الأمن الغذائي في العالم والتحذير من المجاعة إلى أن مجموعة من المناطق تحت سيطرة الحوثيين لا تزال تواجه نتائج الطوارئ، وهي «المرحلة 4» من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أي على بُعد مرحلة واحدة من المجاعة.

واعتاد الانقلابيون الحوثيون منذ سنوات أعقبت الانقلاب والحرب، على استخدام مختلف الأساليب والطرق لتضييق الخناق على الجمعيات والمبادرات المجتمعية الإنسانية والخيرية، بغية حرمان اليمنيين من الحصول على أي مساعدات قد تبقيهم على قيد الحياة.