انطلاق المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب المصري

ناخبون مصريون في انتظار الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب (رويترز)
ناخبون مصريون في انتظار الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب (رويترز)
TT

انطلاق المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب المصري

ناخبون مصريون في انتظار الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب (رويترز)
ناخبون مصريون في انتظار الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس النواب (رويترز)

توجه الناخبون المصريون صباح اليوم (السبت) إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات مجلس النواب، وتستمر عملية التصويت على مدار يومين.
وتشمل هذه المرحلة 13 محافظة وهي محافظات القاهرة والقليوبية، والدقهلية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء.
وهناك نحو 30 مليون ناخب مؤهل للإدلاء بأصواتهم في مراكز الاقتراع في هذه المرحلة، والتي ستفتح أبوابها لمدة 12 ساعة من الساعة 9 صباحاً (07:00 بتوقيت غرينتش) وحتى التاسعة مساء بالتوقيت المحلي.
كانت انتخابات هذه المرحلة قد جرت في الخارج خلال أيام 4 و5 و6 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وسوف تعلن النتيجة المرحلة الثانية في الخارج والداخل ونشرها في الجريدة الرسمية في موعد أقصاه يوم الأحد الموافق 15 من نفس الشهر. وفي حالة الإعادة لهذه المرحلة تجرى الانتخابات أيام 5 و6 و7 ديسمبر (كانون الأول) في الخارج، ويومي 7 و8 من نفس الشهر في الداخل.
سوف يتم إعلان النتيجة النهائية للمرحلتين الأولى والثانية في الرابع عشر من شهر ديسمبر المقبل.
كانت المرحلة الأولى لانتخابات النواب في الخارج أيام 21 و22 و23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ويومي 24 و25 من الشهر نفسه في الداخل. وشملت هذه المرحلة 14 محافظة هي الجيزة، والفيوم، وبنى سويف، والمنيا، وأسيوط، والوادي الجديد، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر، والإسكندرية، والبحيرة، ومطروح.
كانت الهيئة الوطنية للانتخابات بمصر قد أعلنت أن عدد المقيدين في قاعدة البيانات بالمرحلة الأولى 31 مليوناً و719 ألفاً و224 ناخباً وبلغ عدد الحاضرين 9 ملايين و69 ألفاً و728 ناخباً، بنسبة حضور بلغت 6.‏28 في المائة، في الخارج والداخل.
وفازت القائمة الوطنية، وهي تحالف سياسي يقوده حزب مستقبل وطن، بـ142 مقعداً من أصل 284 مقعداً في المرحلة الأولى من الاقتراع، والتي أجريت أواخر الشهر الماضي في 14 محافظة من أصل 27 محافظة مصرية.
وتجرى الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة، إضافة إلى التدابير الصحية التي يتم اتباعها في ظل جائحة كورونا، وتخضع لإشراف قضائي تام، كما تشارك في متابعتها منظمات مدنية غير حكومية من دول أوروبية وأفريقية، إضافة إلى وفد من البرلمان العربي.
يتكون مجلس النواب من 284 نائباً يتم انتخابهم بنظام «القوائم المغلقة المطلقة»، و284 نائباً بنظام «الفردي» بإجمالي 568 نائباً منتخباً، بينهم 142 امرأة وفقاً لنسبة الـ25 في المائة المخصصة لها، فيما يعين الرئيس المصري 28 نائباً بينهم 7 نساء وفق نسبة الـ5 في المائة المقررة له قانوناً ليصبح إجمالي عدد أعضاء مجلس النواب 596 عضواً.
وهذه المرة الثانية التي ينتخب فيها مجلس النواب «الغرفة البرلمانية الأولى» منذ ثورة 30 يونيو (حزيران).
وتأتي انتخابات مجلس النواب عقب انتخابات مجلس الشيوخ (الغرفة الثانية بالبرلمان) في شهر أغسطس (آب) الماضي وهناك نحو 63 مليون ناخب مؤهلون للتصويت في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.