«الصحة العالمية» تنفي حدوث تحور في «كوفيد ـ 19»

بريطانيا تفرض حجراً صحياً على القادمين من الدنمارك بسبب حيوان المينك

مزرعة لحيوان المينك في الدنمارك حيث يُشتبه بحدوث تحور جديد في فيروس {كورونا} (إ.ب.أ)
مزرعة لحيوان المينك في الدنمارك حيث يُشتبه بحدوث تحور جديد في فيروس {كورونا} (إ.ب.أ)
TT

«الصحة العالمية» تنفي حدوث تحور في «كوفيد ـ 19»

مزرعة لحيوان المينك في الدنمارك حيث يُشتبه بحدوث تحور جديد في فيروس {كورونا} (إ.ب.أ)
مزرعة لحيوان المينك في الدنمارك حيث يُشتبه بحدوث تحور جديد في فيروس {كورونا} (إ.ب.أ)

قال خبراء من منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي، إن العلماء لم يصلوا بعد إلى استنتاجات بشأن ما إذا كان تحور فيروس كورونا الجديد الذي تم ربطه بحيوان المينك يشكل خطراً أكبر على البشر، أم لا. وقالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، سوميا سواميناثان: «من السابق لأوانه القفز إلى استنتاجات بشأن الآثار المترتبة على التحورات المحددة».
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن الإشارة إلى أن السلالة المحورة تضعف القدرة على تكوين أجسام مضادة ويمكن أن تجعل اللقاحات التي يجري تطويرها غير فعالة، لا تزال بحاجة إلى تقييم في دراسات مناسبة. ورغم ذلك، شدد كبير خبراء الطوارئ في المنظمة، مايك ريان، على الحاجة إلى منع انتقال الفيروس بين حيوانات المينك والبشر، بالنظر إلى أن الفيروس يمكن أن يتحور داخل هذه الحيوانات، خصوصاً إذا كانت متزاحمة في مزارع المينك.
من جانبها، فرضت بريطانيا عزلاً لمدة أسبوعين على المسافرين القادمين من الدنمارك، بعد تحور نادر لفيروس كورونا المستجد في مزارع المينك هناك، بحسب ما ذكرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء أمس (الجمعة). وقال وزير النقل البريطاني غرانت شابس في بيان: «اتخذت قراراً سريعاً بإزالة الدنمارك على وجه السرعة من القائمة الحكومية لممرات السفر كإجراء احترازي نظراً للتطورات الأخيرة».
وقالت الدنمارك في وقت سابق هذا الأسبوع، إنها رصدت تحوراً «فريداً» للفيروس لديه القدرة على عرقلة العمل على تطوير لقاح. وينسق مسؤولو الصحة في البلاد جهودهم مع منظمة الصحة العالمية لاحتواء تفشي المرض، بما يشمل إعدام جميع حيوانات المينك، نحو 17 مليون حيوان.
وتدرس منظمة الصحة العالمية السلامة البيولوجية في مزارع تربية المينك في بلدان العالم بعد أن أمرت الدنمارك بإعدام كل حيوانات المينك بها بعد ظهور فيروس كورونا بينها. وقالت ماريا فان كيركوف، كبيرة الخبراء الفنيين المعنيين بفيروس كورونا في منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحافي في جنيف أمس (الجمعة)، إن انتقال الفيروس بين الحيوانات والبشر «مثار قلق»، لكنها أضافت: «التحورات (في الفيروسات) أمر عادي. هذا النوع من التغيرات في الفيروس أمر نتتبعه منذ البداية».
وقال خبير ثانٍ بمنظمة الصحة إن الخطر في الحيوانات الأخرى أقل بكثير منه في حيوانات المينك. وقالت فان كيركوف: «نعمل مع المكاتب الإقليمية... في المناطق التي توجد بها مزارع المينك، وندرس الأمن البيولوجي لمنع حالات الانتشار». وكانت الدنمارك قد قالت هذا الأسبوع، إنها تعتزم إعدام كل حيوانات المينك لديها، وأعلنت إجراءات عزل جديدة صارمة في شمال البلاد لمنع انتشار الفيروس المتحور من الحيوان إلى الإنسان. وقالت كيركوف إن قرار الدنمارك إعدام حيوانات المينك يهدف لمنع نشوء «مستودع حيواني جديد لهذا الفيروس». وقال مايك رايان كبير خبراء الطوارئ بالمنظمة، في المؤتمر الصحافي نفسه، إن حيوانات مزارع أخرى مثل الخنازير والدواجن تخضع لأمن بيولوجي «صارم للغاية» لمنع الفيروسات من القفز على الحواجز بين الأنواع.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».