وجدت دراسة شملت أكثر من 5 آلاف مريض بفيروس «كورونا المستجد»، في مدينة هيوستن بأميركا، أن الفيروس المسبب للمرض يراكم طفرات جينية، وربما يكون أحدها قد جعله أكثر عدوى. ووفقاً للورقة المنشورة في مجلة «MBIO»، يوم 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي توصف بأنها «أكبر دراسة لتسلسل جينوم الفيروس في منطقة حضرية واحدة بالولايات المتحدة»، فإن تلك «الطفرة المسماة (D614G) تقع في بروتين (سبايك) الذي يمنح الفيروس شكله التاجي الشهير، ويفتح خلايانا البشرية لدخول الفيروس».
وتظهر الورقة البحثية أن «الفيروس يتحور بسبب مزيج من الانجراف المحايد الذي يعني فقط التغيرات الجينية العشوائية التي لا تساعد الفيروس أو تؤذيه»، ولذلك فهي لا تقود إلى تغيير على المستوى الجزيئي، وهو ما تؤكده تصريحات «منظمة الصحة العالمية» التي شددت في أكثر من مناسبة على أن تحورات الفيروس طفيفة، ولا تؤثر على خطط إنتاج اللقاح.
وخلال الموجة الأولى للوباء، كان لدى 71 في المائة من فيروسات كورونا الجديدة التي تم تحديدها في المرضى في هيوستن هذه الطفرة. وعندما ضربت الموجة الثانية من تفشي المرض هيوستن خلال الصيف، قفز هذا المتغير إلى نسبة انتشار بلغت 99.9 في المائة، وهذا ما يعكس الاتجاه الذي لوحظ في جميع أنحاء العالم.
وكانت دراسة نُشرت في يوليو (تموز) الماضي، بناءً على أكثر من 28 ألف تسلسل جينوم، قد أكدت أن المتغيرات التي تحمل طفرة (D614G) أصبحت الشكل المهيمن عالمياً لفيروس كورونا المستجد في غضون شهر تقريباً.
ووجدت دراسة أجريت على أكثر من 25 ألف تسلسل جينوم في المملكة المتحدة أن الفيروسات المصابة بالطفرة تميل إلى الانتقال بشكل أسرع قليلاً من تلك التي لا تحتوي عليها، وتتسبب في مجموعات أكبر من العدوى، حيث يفضل الانتقاء الطبيعي سلالات الفيروس التي تنتقل بسهولة أكبر.
ولكن ليس كل العلماء مقتنعين بأن ذلك هو السبب في تفوق السلالات التي تحمل هذه الطفرة. وقد اقترح بعضهم تفسيراً آخر يسمى «تأثيرات المؤسس». وفي هذا السيناريو، قد تكون طفرة (D614G) أكثر شيوعاً في الفيروسات الأولى التي وصلت إلى أوروبا وأميركا الشمالية، مما يمنحها بشكل أساسي السبق عن السلالات الأخرى.
ويواصل بروتين «سبايك» أيضاً تراكم طفرات إضافية مجهولة الأهمية. وقد أظهر فريق هيوستن أيضاً في التجارب المعملية أن طفرة واحدة على الأقل تسمح للفيروس بالتهرب من الجسم المضاد المعادل الذي ينتجه البشر بشكل طبيعي لمحاربة العدوى، وقد يسمح ذلك لهذا النوع من الفيروس بالمرور بسهولة أكبر عبر أنظمتنا المناعية، رغم أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كان ذلك يُترجم إلى سهولة انتقاله بين الأفراد.
والخبر السار هو أن «هذه الطفرة نادرة، ولا يبدو أنها تجعل المرض أكثر حدة بالنسبة للمرضى المصابين، ولم يرَ الباحثون فيروسات تعلمت التهرب من لقاحات الجيل الأول وتركيبات الأجسام المضادة العلاجية». وتقول إيليا فينكلشتاين، الأستاذ المشارك في العلوم الحيوية الجزيئية في جامعة تكساس بهيوستن الباحث الرئيس بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «يستمر الفيروس في التحور، بينما ينتشر في أنحاء العالم، وجهود المراقبة في الوقت الحقيقي، مثل دراستنا، ستضمن أن اللقاحات والعلاجات العالمية تأخذ دائماً خطوة إلى الأمام».
ويثني د. محمود شحاتة، الباحث بقسم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، على نتائج الدراسة، كونها كشفت عن «التحور في الجزء الأهم من الفيروس، وهو بروتين (سبايك)».
وقال شحاتة لـ«الشرق الأوسط»: «التحور على ما يبدو لم يغير من البنية الأساسية لهذا البروتين، بل على العكس أعطاه قدرة على دخول أسهل للخلايا البشرية، ولم يغير بالطبع من قدره اللقاحات على التعرف على الفيروس، لأن أغلبها صمم بهدف التعرف على هذا البروتين».
وأضاف «ربما إذا حدث هذا التحور في البروتين بشكل سلبي، كنا سنتخلص من الوباء، لأنه عندها سيفقد الفيروس القدرة على اقتحام الخلايا البشرية، لكن ذلك لم يحدث».
12:39 دقيقه
طفرة في «كوفيد ـ 19» تعزز قدرته على العدوى
https://aawsat.com/home/article/2600096/%D8%B7%D9%81%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%C2%AB%D9%83%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%AF-%D9%80-19%C2%BB-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D8%B2-%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%88%D9%89
طفرة في «كوفيد ـ 19» تعزز قدرته على العدوى
أحد مراكز الفحص في سلوفاكيا أمس وسط الموجة الثانية التي تجتاح أوروبا (د.ب.أ)
- القاهرة: حازم بدر
- القاهرة: حازم بدر
طفرة في «كوفيد ـ 19» تعزز قدرته على العدوى
أحد مراكز الفحص في سلوفاكيا أمس وسط الموجة الثانية التي تجتاح أوروبا (د.ب.أ)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة




