أشكنازي يشكر الدومينيكان على نيتها نقل سفارتها إلى القدس

TT

أشكنازي يشكر الدومينيكان على نيتها نقل سفارتها إلى القدس

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمس (الأحد)، أن الوزير غابي أشكنازي، توجه بالشكر إلى نظيره في جمهورية الدومينيكان، وزير الخارجية روبيرتو ألبيريز، على البيان الذي نشره، وقال فيه إن «جمهورية الدومينيكان تدرس بجدية نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى مدينة القدس».
وقالت الخارجية الإسرائيلية إن أشكنازي تباحث مع أبيريز في العلاقات الثنائية وآفاق تطوير التعاون بينهما وتعزيز المصالح. وكانت خارجية الدومينيكان قد أصدرت بياناً لها، مساء الأول من أمس (السبت)، قالت فيه إن «العلاقة بين الشعب اليهودي والشعب الدومينكاني بدأت في القرن الـ15. منذ وصول أوائل المهاجرين من إسبانيا إلى الجزيرة، هذه العملية استمرت مع موجات الهجرة اليهودية التي جاءت من جزر الأنتيل الهولندية». وأضاف البيان أنه «في عام 1938 فتحت جمهورية الدومينيكان حدودها، ورحّبت بآلاف المهاجرين اليهود، كما أقرّ في مؤتمر إيفيان. وفي 14 مايو (أيار) 1948 أقيمت دولة إسرائيل، وبعد فترة قصيرة من ذلك في 29 ديسمبر (كانون الأول) 1948، أصبحت جمهورية الدومينكان من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل».
تجدر الإشارة إلى أنه في حال تنفيذ الدومينيكان قرارها، فإنها ستكون الدولة الرابعة التي ستنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وذلك بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا وباراغواي، علماً بأن الأخيرة أعادت سفارتها إلى تل أبيب بعد 3 أشهر. لذلك يوجد حالياً سفارتان فقط في القدس.
وكانت الرئاسة الفلسطينية وحركة «حماس» قد نددتا بقرار الإدارة الأميركية، الخميس، السماح لأميركيين ولدوا في القدس بتسجيل إسرائيل كمحل ميلادهم.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن القدس الشرقية أرض محتلة، والقرار الأميركي «مرفوض، ويشكل خرقاً سافراً للقوانين الدولية والشرعية الدولية». وجدد أبو ردينة التأكيد على أن القدس الشرقية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، خط أحمر، وهي جوهر الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
ومن جهته، أكد الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم، أن الإجراء الأميركي «يعكس إصرار واشنطن على تنفيذ كل خطوات صفقة القرن بتشجيع من تطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال الإسرائيلي».
وصدر في واشنطن، الخميس، أمر يتيح للمواطنين الأميركيين المولودين في القدس تسجيل اسم إسرائيل في خانة محل الميلاد بجوازات السفر وغيرها من الوثائق القنصلية، وذلك في تأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بالمدينة عاصمة لإسرائيل.
يشار إلى أن الإدارات الأميركية المتتالية منذ قيام دولة إسرائيل، رفضت السماح للأميركيين مواليد القدس، بتسجيل اسم إسرائيل، وأن الوضع النهائي للمدينة ستحدده اتفاقات سلام والشرعية الدولية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن نهاية عام 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، في إجراء رفضه الفلسطينيون الذين يطالبون بالجزء الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم العتيدة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».