أشتية: مؤتمر دولي للسلام من شأنه تصويب البوصلة

الفلسطينيون يقولون إن روسيا تدعم الخطة فيما تعرقلها واشنطن

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (وفا)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (وفا)
TT
20

أشتية: مؤتمر دولي للسلام من شأنه تصويب البوصلة

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (وفا)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (وفا)

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن القيادة الفلسطينية تتطلع إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، لأن من شأنه تصويب البوصلة فيما يخص العملية السياسية.
وأضاف أشتية، في مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية، أمس (الاثنين): «ما نريده هو عقد مؤتمر دولي للسلام لإنجاز حل الدولتين، وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس، وفق الطلب المقدم من الرئيس محمود عباس للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للبدء بخطوات عملية بهذا الصدد». وتابع: «نتطلع بالمزيد من الأمل إلى هذه الخطوة التي من شأنها تصويب البوصلة التي حاولت إدارة الرئيس ترمب حرفها بعيداً عن مبادئ الشرعية الدولية».
وجاء حديث أشتية قبل أن يعقد مجلس الأمن جلسة مفتوحة من أجل مناقشة إمكانية إطلاق مؤتمر دولي للسلام.
كان عباس طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في خطابه في الأمم المتحدة، الشهر الماضي، بالعمل على دفع هذه المبادرة من أجل تحقيق السلام.
ويريد الفلسطينيون إطلاق مؤتمر دولي تحضره الرباعية الدولية ودول أخرى من أجل إطلاق آلية متعددة الأطراف لرعاية مفاوضات بينهم وبين الإسرائيليين، على قاعدة الشرعية الدولية المستندة إلى قرار مجلس الأمن 1515، الذي ينص على أن الأرض الفلسطينية هي الأرض المحتلة عام 1967.
وحاول عباس إقناع دول متعددة بتبني موقفه والدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام، وأرسلت السلطة إلى الرباعية الدولية في أغسطس (آب) الماضي أنها مستعدة للعودة للمفاوضات في ظل الرباعية الدولية، واعتبار خطة السلام العربية مرجعية لهذه المفاوضات.
وأرسلت السلطة آنذاك للرباعية الدولية (الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، روسيا والولايات المتحدة) رسالة قالت فيها: «نحن مستعدون لقيام دولتنا محدودة التسلّح وذات الشرطة القوية لفرض احترام القانون والنظام. نحن مستعدون للقبول بوجود طرف ثالث مفوّض (من الأمم المتحدة) من أجل (...) ضمان احترام اتفاق السلام فيما يتعلّق بالأمن والحدود»، ويتضمن النص إشارة إلى حلف شمال الأطلسي لـ«قيادة القوات الدولية».
ويقترح النص تعديلات طفيفة على الحدود على أن يتم إبرام اتفاق ثنائي بشأنها «على أساس حدود 4 يونيو (حزيران) 1967»، وهو التاريخ الذي بدأت فيه إسرائيل باحتلال الضفة الغربية.
ويرى الفلسطينيون أن هذه الخطة هي البديلة لـ«صفقة القرن» الأميركية، لكن مصادر أكدت للشرق الأوسط أن الولايات المتحدة رفضت التجاوب مع اقتراحات الفلسطينيين، أو حتى مع دول الرباعية التي حاولت نقاش اقتراحاتهم، وطلبت من الفلسطينيين الحضور إلى طاولة المفاوضات أولاً، ثم اقتراح أي تعديلات على «صفقة القرن»، وليس أي خطة أخرى.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، إن «عقد مؤتمر دولي حقيقي للسلام ووضع آليات لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي لإنهاء الاحتلال العسكري الاستعماري الاستيطاني لأراضي دولة فلسطين هو الحل الأمثل لردع إدارة ترمب، التي ما زالت تعارض المؤتمر، وتلوح بإيجاد حل وفقاً لما يسمى (صفقة القرن)، التي تهدف لتكريس الاحتلال العسكري الاستيطاني، وضم القدس ومناطق شمال البحر الميت والأغوار وأراضي الضفة لدولة الاحتلال».
وحصل الفلسطينيون على دعم روسي لاقتراحهم، حسب السفير الفلسطيني عبد الحفيظ نوفل، الذي قال إن «روسيا تدعم وتساند مبادرة الرئيس محمود عباس بضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام». وأضاف: «الموقف الروسي أكبر رسالة دعم ومساندة لعقد مؤتمر دولي».
وحسب نوفل، فإن روسيا تقر بحجم الأزمة وتداعياتها، وضرورة وقوف المجتمع الدولي موقفاً حاسماً وواضحاً وداعماً لمخرجات محددة تضع حداً لهذا الصراع، بما يؤكد على حقوق شعبنا. وتابع: «إن ما يعطل عقد أي مؤتمر دولي بهذا الإطار، أنه يجب أن يضم الدول الخمس الكبار، بما فيها الولايات المتحدة، التي تتذرع بأنها على أبواب انتخابات رئاسية».
في جانب آخر، رفض أشتية الاتفاق السوداني الإسرائيلي، وقال إنه مؤلم. وأضاف: «موقفنا مبني على أن مرجعية العلاقات العربية مع إسرائيل هي مبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية المتعاقبة». وتابع: «الشعب الفلسطيني وحده ولا أحد سواه من يمتلك الحق بالحديث باسمه، وتقرير مصيره، وهو وحده ولا أحد غيره من يمتلك مفتاح السلام في المنطقة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT
20

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.