بومبيو: إجراءات رفع السودان من لائحة الإرهاب ماضية كما وعد ترمب

شكر السعودية وقال إن واشنطن مصممة على جلب قتلة المارينز في لبنان إلى العدالة

مايك بومبيو متحدثاً في مؤتمر صحافي في واشنطن امس (رويترز)
مايك بومبيو متحدثاً في مؤتمر صحافي في واشنطن امس (رويترز)
TT

بومبيو: إجراءات رفع السودان من لائحة الإرهاب ماضية كما وعد ترمب

مايك بومبيو متحدثاً في مؤتمر صحافي في واشنطن امس (رويترز)
مايك بومبيو متحدثاً في مؤتمر صحافي في واشنطن امس (رويترز)

أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن اسم السودان سيرفع من لائحة الداعمة للإرهاب، تنفيذاً للوعد الذي قطعه الرئيس دونالد ترمب، حاثا الخرطوم في المقابل، على الإسراع بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأشار بومبيو إلى أن السلطات الأميركية ستحيي الجمعة ذكرى 241 أميركياً كانوا في الخدمة وقتلوا قبل 37 سنة بتفجيرات انتحارية يقف خلفها «حزب الله» ضد حفظة السلام الأميركيين والفرنسيين، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتذكر هؤلاء الأبطال دائماً الذين قدموا التضحية القصوى في ذلك اليوم. وأضاف: «سنبقى مصممين على جلب القتلة إلى العدالة».
وخلال مؤتمر صحافي صباح الأربعاء تطرق فيه إلى العديد من الملفات مع روسيا والصين وبوليفيا فضلاً عن الهند واليابان، تحدث وزير الخارجية الأميركي عن تحرير اثنين من الرهائن الأميركيين لدى الحوثيين في اليمن، معبراً عن امتنانه الكبير للدعم الدبلوماسي الذي تلقته الولايات المتحدة من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان لإعادة رهينتين أميركيتين ورفات أميركي ثالث كانوا محتجزين لدى الميليشيا المدعومة من إيران. وإذ أشار إلى أن حكومة الولايات المتحدة بذلت جهداً تعاونياً استثنائياً من خلال استعادة مواطنين أميركيين كانا محتجزين رهينتين لدى الحوثيين في اليمن، كان لكل منهما لم شمل عاطفي مع عائلته، وكلاهما بخير، قدم العزاء لذوي مواطن أميركي ثالث توفي خلال احتجازه، ولكن جرت استعادة رفاته. وقال: «نحن ممتنون للغاية للدعم الدبلوماسي الذي تلقيناه من زعماء كل من عمان والمملكة العربية السعودية حتى نتمكن من إعادة هؤلاء إلى الوطن». وأضاف أنه «لاحظتم كيف انضممنا إلى تعاون ممتاز مع شركائنا الخليجيين»، مشيراً إلى الجهد الذي بذل مؤخراً في إطار الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. وأمل في «مواصلة العمل مع شركائنا الإماراتيين لجعل إكسبو 2020 في دبي قصة نجاح حقيقية». ولفت إلى أن «وزير الخزانة منوشين اختتم للتو زيارة تاريخية إلى إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، والتي تضمنت توقيع المزيد من الاتفاقات في إطار اتفاق إبراهيم، فضلاً عن أول رحلة جوية من إسرائيل إلى البحرين، وأول رحلة تجارية من الإمارات العربية المتحدة إلى إسرائيل. وتوقع أن تصير هذه الرحلات روتينية».
وأكد أن إدارة الرئيس ترمب وفت هذا الأسبوع بوعد قدمناه في يونيو (حزيران) الماضي بشأن معاقبة أي تعامل تجاري مع النظام الإيراني، وعمليات الشحن الخاصة معه، مشيراً إلى وضع ست كيانات وشخصين تحت العقوبات الأميركية. وأكد أن هذا «تحذير لأي كان» يتعامل مع إيران.
وحول ارتباط خطوة رفع السودان من القائمة مقابل التطبيع مع إسرائيل، قال بومبيو: «نعمل مع كل الدول لاتخاذ خطوات للاعتراف بدولة إسرائيل وهذا بالطبع يتضمن السودان»، آملاً في أن «تقوم السودان بهذه الخطوة بسرعة ونأمل في أن تقوم كل الدول بهذه الخطوة أيضاً». ولفت إلى أن مذكرة التفاهم التي وقعت مؤخراً بين الحكومتين الأميركية والسودانية في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي للتعاون في مشاريع رئيسية للطاقة والعناية الصحية، مؤكداً أنه «ستكون هناك منافع هائلة للشعب» السوداني. وعبر عن سعادته بأن العلاقة بين البلدين «تتقدم»، مؤكداً أن الأهم سيأتي عندما يرفع اسم السودان عن لائحة الدول الداعمة للإرهاب، مثلما وعد الرئيس دونالد ترمب، الذي أعلن أنه يجري العمل حاليا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. لكنه أشار إلى أنه لا يوجد توقيت محدد للإعلان عن هذه الخطوة. وقال «ليس لدي موعد محدد لكننا بدأنا بالفعل في الإجراءات القانونية وهذه الخطوة جاءت نتائج مشاورات استمرت لأكثر من ثلاث سنوات».
وأشار إلى أن السلطات الأميركية ستحيي الجمعة ذكرى 241 أميركياً كانوا في الخدمة وقتلوا قبل 37 سنة بتفجيرات انتحارية يقف خلفها «حزب الله» ضد حفظة السلام الأميركيين والفرنسيين، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستتذكر هؤلاء الأبطال دائماً الذين قدموا التضحية القصوى في ذلك اليوم. وأضاف: «سنبقى مصممين على جلب القتلة إلى العدالة».
وفي ملف سوريا، أعلن أن اجتماعاً سيعقد اليوم الخميس للجنة المصغرة لتأكيد الدعم القوي من الولايات المتحدة لتسوية سياسية سلمية للحرب السورية بموجب قرار مجلس الأمن الرقم 2254، ورحب بالعقوبات الأوروبية الأخيرة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتعهد مواصلة العمل لمحاسبة المتورطين في حملات القمع والقتل ضد الشعب السوري.
وطالب بومبيو القوات الأجنبية بمغادرة ليبيا تمهيدا لحل النزاع الليبي.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.