أميركا تشيد بدعم المغرب لجهود الأمم المتحدة في ليبيا

TT

أميركا تشيد بدعم المغرب لجهود الأمم المتحدة في ليبيا

قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن واشنطن تقدر دعم المغرب المستمر لجهود الأمم المتحدة في ليبيا، وتتطلع إلى تحقق نتائج إيجابية من الحوار الليبي، الذي تقوده المنظمة الأممية بهدف تشكيل حكومة انتقالية جديدة، وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات.
وأوضح شينكر في تصريح أدلى به للصحافة، عقب لقائه أمس الاثنين في الرباط بوزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن بلاده «تدعم بقوة منتدى الحوار السياسي الليبي، الذي تيسره الأمم المتحدة، باعتباره سبيلاً للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي شامل للصراع في ليبيا». وحل شينكر بالرباط في إطار جولة استهلها من بيروت ويختتمها بلندن، وذلك من أجل بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين الرباط وواشنطن، من أجل زيادة توطيد الشراكة الاستراتيجية الأميركية - المغربية. وتشمل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي تعكس تحالفاً متيناً وعريقاً، عدة جوانب على مستوى الدبلوماسية والدفاع والاقتصاد، فضلاً عن التبادل الثقافي والإنساني.
في سياق ذلك، أرسى الجانبان الأميركي والمغربي العديد من الأدوات لتستفيد هذه الشراكة من إمكاناتها كافة، لا سيما الحوار الاستراتيجي، والمجلس الاستشاري للدفاع، واتفاق التبادل الحر، فضلاً عن ميثاقي تحدي الألفية.
وقال شينكر إن مباحثاته في الرباط شملت كيفية جعل العلاقات الاستراتيجية المغربية - الأميركية القوية أكثر قوة، معبرا عن تقديره لدعم الملك محمد السادس المتواصل والقيم لقضايا ذات المصلحة المشتركة، مثل السلام في الشرق الأوسط، والاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة والقارة الأفريقية. وذكر شينكر أن المغرب «هو البلد الوحيد في أفريقيا الذي لدينا معه اتفاقية تبادل حر». وقال بهذا الخصوص: «نحن وشركاتنا نرى فيه بوابة نحو القارة الأفريقية»، مشيراً إلى أن أكثر من 150 شركة أميركية تعمل في المغرب، وتخلق مناصب عمل داعمة للاقتصاد المحلي. كما أبرز شينكر أن العام المقبل سيشهد مرور 15 سنة على إبرام اتفاقية التبادل الحر بين البلدين، وهي الاتفاقية التي ما زالت سارية المفعول.
على صعيد آخر، قال شينكر إن المغرب شريك قريب للولايات المتحدة في مجال قضايا الأمن، مشيرا إلى أنه يشارك كل عام في أكثر من 100 التزام عسكري مع الولايات المتحدة، بما فيها مناورات «الأسد الأفريقي». وذكر في هذا السياق أن وزير الدفاع الأميركي زار الرباط أخيراً، ووقع مع المسؤولين المغاربة على اتفاق خارطة طريق للتعاون العسكري مدته 10 سنوات، مشيراً إلى أن الاتفاق «يشكل رمزاً لتعاوننا الاستراتيجي طويل الأمد».
كما أوضح المسؤول الأميركي أن العام المقبل سيعرف تخليد مرور 200 سنة على الصداقة الأميركية - المغربية، والذكرى المئوية الثانية لإنشاء المفوضية الأميركية في طنجة (شمال)، التي تعد أقدم ملكية دبلوماسية أميركية في العالم. كما كشف شينكر أن واشنطن تعتزم البدء في بناء مقر جديد للقنصلية الأميركية بالدار البيضاء، بتكلفة قدرها 312 مليون دولار.
من جهة أخرى، أشار شينكر إلى أن الولايات المتحدة أبرمت شراكة مع المغرب لاستثمار ملايين الدولارات من أجل الكشف عن حالات كوفيد 19 في المغرب ومراقبتها، ودعم الخبراء الفنيين. منوها بـ«سخاء» المغرب عبر إقامة مستشفى ميداني في بيروت، استفاد من خدماته أزيد من 50 ألف لبناني ولبنانية، وذلك في أعقاب الانفجار الهائل، الذي هز العاصمة اللبنانية في أغسطس (آب) الماضي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.