الائتلاف السوري يبدأ اجتماعاته في إسطنبول وتوجه لانتخاب الحريري خلفا للبحرة

معلومات عن قرار بمقاطعة مؤتمر موسكو

الائتلاف السوري يبدأ اجتماعاته في إسطنبول وتوجه لانتخاب الحريري خلفا للبحرة
TT

الائتلاف السوري يبدأ اجتماعاته في إسطنبول وتوجه لانتخاب الحريري خلفا للبحرة

الائتلاف السوري يبدأ اجتماعاته في إسطنبول وتوجه لانتخاب الحريري خلفا للبحرة

بدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم أمس الاجتماع الـ18 لهيئته العامة في مدينة إسطنبول التركية، والذي يستمر لـ3 أيام في مسعى لاتخاذ قرار نهائي حول المشاركة بمؤتمر موسكو بعد تلقي 5 من أعضائه دعوات لهذه الغاية، ولانتخاب رئيس جديد له بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي هادي البحرة.
وقالت مصادر الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» بأن أبرز المرشحين الحاليين لخلافة البحرة والأكثر حظا هو «الأمين العام الحالي للائتلاف نصر الحريري، وينافسه كل من محمد قداح ويحيى مكتبي، وقد طرح في وقت سابق اسم ميشال كيلو الذي يبدو أن أمر ترشيحه لم يُحسم بعد». وأشارت المصادر إلى أنّه وحتى الساعة لم تصدر قائمة رسمية بالمرشحين باعتبار أن عملية الانتخاب من المتوقع أن تتم يوم غد الأحد.
وتخيّم الدعوات التي تلقاها كل من البحرة وعبد الأحد أسطيفو، وبدر جاموس، وعبد الباسط سيدا وصلاح درويش (على المستوى الشخصي) للمشاركة بمؤتمر موسكو المزمع عقده بين 26 و29 يناير (كانون الثاني) المقبل، على اجتماعات الهيئة العامة التي من المتوقع أن تُصدر قرارا نهائيا في هذا الإطار. وأشارت المصادر إلى أن التوجه العام هو نحو مقاطعة الائتلاف بكامل أعضائه للمؤتمر لأكثر من سبب. وقالت المصادر: إن «السبب الأول هو أن المبادرة غير مكتملة، كما أن موسكو لا تشكل أرضا حيادية باعتبارها حليفة النظام وأي عملية تفاوضية مستقبلية يجب أن تتم على أرض غير طرف بالصراع الحاصل في سوريا». وأوضحت المصادر أن «الائتلاف لديه تحفظات كثيرة حول اختيار موسكو أسماء المعارضين المشاركين، أضف لكونها وجهت الدعوات بإطار شخصي، علما بأن النظام الأساسي للائتلاف يشدد على أن أعضاءه ليسوا أصحاب قرار بل هيئته العامة».
وقد اطّلع المجتمعون في إسطنبول في اليوم الأول من لقاءاتهم على التقرير الرئاسي الذي تقدم به البحرة وتقرير الأمانة العامة الذي قدّمه الحريري وهما اللذان انتهت ولايتهما المحددة بـ6 أشهر. وستناقش الهيئة العامة في اجتماعات اليوم السبت وغدا الأحد آخر التطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، لا سيما المبادرة الروسية وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، بالإضافة لمناقشة نتائج الزيارات الأخيرة لقيادة الائتلاف إلى كل من القاهرة والرياض. وأوضح بيان صادر عن الائتلاف أن المباحثات ستتطرق أيضا للنظام الأساسي للائتلاف والعلاقة الناظمة بين مؤسساته المختلفة. وسيتم يوم غد انتخاب رئيس جديد للائتلاف وهيئة رئاسية جديدة من أمين عام ونواب رئيس جدد، كما سينتخب هيئة سياسية جديدة. ويذكر أن الاجتماعات ستكون مغلقة.
هذا وسيتم النقاش بوضع الجبهات الميدانية في سوريا، وسبل دعمها بالإضافة لاستكمال انتخاب وزراء الحكومة المؤقتة.
وقال عضو الائتلاف مصطفى النواف إن النقاش خلال الاجتماعات سيتركز على الملفين السياسي والمالي، إضافة إلى الاستحقاق الانتخابي بخصوص مكتب رئاسة الائتلاف وأعضائه. وعلّق النواف في حديث صحافي على مؤتمر موسكو معتبرا أن «الروس يحاولون إنتاج النظام السوري من جديد ويعتبرونه الحل الأمثل على الأرض على عكس المجتمع الدولي الذي يرى فيه نموذجا للقتل والإجرام». وأضاف: «النظام جلب أشخاصا من المخابرات وغيرها ونصبهم معارضة يصفها بالمعتدلة ويعترف بالتفاوض معها».
وحملت الدعوة الرسمية التي حملها القنصل العام الروسي في إسطنبول ألكسي أرخوف منتصف الأسبوع الماضي لـ5 من أعضاء الائتلاف، تصورات عامة لا تعد بنودا تصلح لمؤتمر، من مثل إن روسيا مع وحدة الأراضي السورية وتؤكد تضامنها مع آلاف الشهداء والضحايا وضرورة وقف شلال الدم هناك، وإدانة الإرهاب الدولي وكل أنواع التطرف في سوريا والشرق الأوسط، كذلك تأكيد الروس على أن السوريين هم الذين يمكن أن يحلوا مشكلاتهم، وأنه لا حل للأزمة في سوريا إلا بالحل السياسي المبني على بنود «جنيف1» والمبادرات الدولية، مثل مبادرة دي ميستورا.
وكان الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، استبق اجتماعات الائتلاف بإعلانه يوم أول من أمس الخميس تأسيس تيار سياسي جديد يحمل اسم «مجموعة سوريا الوطن»، محددا في أول بياناته موقفه من أي مبادرات تدعو لحل سياسي للأزمة في سوريا.
ويستند الخطيب وتياره الجديد على بيان جنيف أرضية لكل عملية سياسية تؤدي إلى وضع انتقالي لإنقاذ سوريا، ويشدد على أنه «لا يمكن أن تكون الجهات المولودة من رحم النظام ممثلة لثورة شعبنا العظيم».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.