عشرات الضحايا لخروق الحوثيين للهدنة في الحديدة

TT

عشرات الضحايا لخروق الحوثيين للهدنة في الحديدة

أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي، حيث محافظة الحديدة، بأن خروق الميليشيات الحوثية للهدنة الأممية تسببت في قتل وإصابة 31 مدنياً خلال 25 يوماً، في وقت تواصل فيه الجماعة الموالية لإيران هجماتها في أكثر الجبهات. وذكرت المصادر أن عدداً من القتلى والجرحى كانوا من الأطفال والنساء، وأن الجماعة الموالية لإيران «لم تتوقف يوماً عن استهداف المدنيين الآمنين في منازلهم، وذلك في ظل الهدنة الأممية الهشة التي أبرمت نهاية 2018».
ونقل المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» عن مصادر طبية تأكيدها أن المستشفيات في المناطق المحررة بالساحل الغربي استقبلت، منذ 21 سبتمبر (أيلول) الماضي حتى 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، 31 مدنياً، بينهم 10 نساء وأطفال، قتلوا أو أُصيبوا بمختلف أنواع الأسلحة على أيدي ميليشيات الحوثي.
ومن بين الضحايا 26 مدنياً، بينهم 3 أطفال و6 نساء أصيبوا بجروح وصف بعضها بالخطير، بينما بلغ عدد القتلى 5 مدنيين، بينهم طفلة، بحسب المصادر نفسها.
وأشارت المصادر إلى أن مديريتي حيس والدريهمي نالتا الحصة الأكبر من أعداد الضحايا، بواقع 24 مدنياً، فيما توزعت بقية حالات الضحايا على مديرية التحيتا ومنطقة كيلو 16 ومدينة الحديدة.
ونجمت حالات قتل وإصابة المدنيين، بحسب الإعلام العسكري للقوات المشتركة، عن استهدافهم بشظايا قذائف الهاون وشظايا سلاح «م.ط 23» وشظايا قذائف «بي إم بي» ورصاص القناصة والأسلحة المتوسطة والألغام.
وكانت المصادر نفسها أفادت بأن خروق الحوثيين المتصاعدة في الحديدة أدت إلى قتل 62 مدنياً، وجرح 143، منذ مطلع العام الحالي حتى النصف الأول من سبتمبر (أيلول) الماضي، في حين كانت تسببت خروق الجماعة الانقلابية منذ بدء الهدنة في قتل وإصابة 2574 مدنياً.
إلى ذلك، ذكرت المصادر أن الميليشيات استهدفت، الأحد، في سياق الخروق نفسها، منطقتي الفازة والجبلية بمديرية التحيتا جنوب الحديدة بقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة.
وأكدت المصادر أن القرى السكنية ومزارع المواطنين في الفازة والجبلية تعرضت لقصف بقذائف الهاون عيار 120 من ميليشيات الحوثي، وأن القصف تزامن مع فتح الحوثيين نيران أسلحتهم الرشاشة عيار 14.5 و12.7 بصورة عشوائية، مما أحدث خوفاً وهلعاً في أوساط السكان.
وأفاد الإعلام العسكري بأن القوات المشتركة أحبطت محاولة تسلل نفذتها ميليشيات الحوثي في منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة. وقالت القوات المشتركة، في بيان، إنها «خاضت اشتباكات مع مسلحين حوثيين حاولوا اختراق الخطوط الأمامية في منطقة الجاح، وأجبرتهم على الفرار، وسط حالة من الانهيار والانكسار في صفوفهم».
وفي سياق متصل، قالت الأمم المتحدة، في بيان، إن عدد الضحايا المدنيين ارتفع بصورة حادة جراء القتال الذي نشب أخيراً. وذكر البيان الصادر عن المنسقية الأممية للشؤون الإنسانية في اليمن أن 4 مدنيين على الأقل قتلوا، وأصيب 28 آخرون، بينهم نساء وأطفال، في حوادث متعددة منذ نهاية الشهر الماضي. وسقط الضحايا، بحسب البيان الأممي، في مديريات الدريهمي والحوك ومنطقة الربصة في محافظة الحديدة، كما سقط 4 مدنيين، وأصيب نحو 26 آخرين، في هجمات منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في محافظة تعز.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، إنها «تشارك الأسر المكلومة تعازيها، وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى... لا يزال اليمنيون الأبرياء يلقون حتفهم ويعانون بسبب هذه الحرب الفظيعة». وأضافت أن «هناك خيارات سياسية مطروحة على الطاولة لإنهاء القتال، والانتقال إلى الحوار السياسي. مع المجاعة المحدقة، ونفاد التمويل، يتعين على الأطراف امتلاك القوة والشجاعة للقيام بذلك».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.