الجيش الإسرائيلي يشق «طريق الحقول» نحو غزة استعداداً لمواجهة جديدة

المشروع يستمر عاماً كاملاً بتكلفة مليون شيقل

صورة أرشيفية لدبابات ومركبات عسكرية إسرائيلية على الحدود مع غزة (رويترز)
صورة أرشيفية لدبابات ومركبات عسكرية إسرائيلية على الحدود مع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يشق «طريق الحقول» نحو غزة استعداداً لمواجهة جديدة

صورة أرشيفية لدبابات ومركبات عسكرية إسرائيلية على الحدود مع غزة (رويترز)
صورة أرشيفية لدبابات ومركبات عسكرية إسرائيلية على الحدود مع غزة (رويترز)

بدأ الجيش الإسرائيلي، في تنفيذ مشروع جديد في محيط قطاع غزة، لشق عشرات الطرق العسكرية، وسط الحقول الزراعية الممتدة على طول الحدود.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، إن قسم التحصينات في الجيش الإسرائيلي، بدأ منذ فترة في تنفيذ مشروع لشق عشرات الطرق الخاصة للمركبات العسكرية، وسط الحقول الزراعية المحاذية للحدود مع قطاع غزة؛ بهدف تسهيل حركة دبابات ومركبات الجيش الإسرائيلي في المستقبل، أي في حال اندلاع حرب جديدة، من دون أن يتم تدمير الحقول الزراعية، مثلما حدث في الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014.
ويحمل المشروع اسم «عبر الحقول» أو «طريق الحقول»، وهو مشروع مدعوم من الصندوق القومي اليهودي، وسلطة الطبيعة بغلاف غزة، ويفترض أن يستمر عاما كاملا، بتكلفة مليون شيقل إسرائيلي. وأكد الجيش، أنه تم حتى الآن الانتهاء من شق طرق بطول 4 كيلومترات فقط، استخلاصاً لعبر حرب عام 2014.
وينوي الجيش شق المزيد من الطرق هناك. وقال رئيس قسم التحصينات في قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، شمعون بن مويال، إن المشروع يهدف للوصول إلى أقصى جاهزية عسكرية ممكنة أمام قطاع غزة وقدرة مناورة برية عالية، ومن جهة أخرى التقليل قدر الإمكان من إيقاع الضرر بالمناطق الزراعية والطبيعية في المنطقة الحدودية.
وجاءت التجهيزات الإسرائيلية في ظل الاستعدادات لاندلاع مواجهة جديدة في القطاع، على الرغم من اتفاق التهدئة الأخير. وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية، أنه مع قرب نفاد الأموال القطرية والوضع المالي، إلى جانب الإحباط من تطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية وانتشار فيروس كورونا، إضافة إلى أن الجهود المبذولة لإيجاد حل لقضية الأسرى لا تحدث أي اختراق، فإن التصعيد هو مسألة وقت.
وعملياً، أبلغت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الجنود، أن يستعدوا لجولة قتال جديدة على جبهة قطاع غزة، نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وجاء هذا التقدير بعد نحو الشهر على اتفاق رعته قطر وأنهى جولة تصعيد سابقة. واتفقت «حماس» وإسرائيل على وقف التصعيد، مقابل إدخال أموال وجملة من التسهيلات للقطاع.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.