توجه لترشيح شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة التونسية.. ومشاركة «النهضة» مستبعدة

الإعلان عنها اليوم.. وأبرز المرشحين الهادي بالعربي وعبد الكريم الزبيدي

توجه لترشيح شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة التونسية.. ومشاركة «النهضة» مستبعدة
TT

توجه لترشيح شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة التونسية.. ومشاركة «النهضة» مستبعدة

توجه لترشيح شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة التونسية.. ومشاركة «النهضة» مستبعدة

بعد يوم واحد من تنصيب الباجي قائد السبسي رئيسا جديدا لتونس، انطلقت المشاورات لتشكيل الحكومة التي ستقودها حركة نداء تونس الفائزة بـ86 مقعدا برلمانيا. وينتظر الإعلان اليوم (الجمعة) عن اسم الشخصية التي ستتولى تشكيل الحكومة المقبلة التي وصفت بـ«حكومة التحديات الكبرى».
في غضون ذلك، كشفت مصادر من حزب نداء تونس وأخرى مقربة منه، عن أنه بات من الأرجح ترشيح شخصية من خارج النداء لرئاسة الحكومة المقبلة، لكنها لن تكون من المعارضة. ويبدو أن حركة نداء تونس غلبت الرأي المنادي باختيار شخصية مستقلة من خارجها لقيادة الحكومة عوضا عن أحد قياداتها السياسية حتى تبقى بمنأى عن تهمة «التغول السياسي والاستئثار بالسلطة».
وقال العضو في المكتب التنفيذي للحركة والنائب في البرلمان عبادة الكافي «من الناحية الدستورية والقانونية ليس هناك مانع من تقلد الحزب للرئاسات الـ3: رئاسة الجمهورية والبرلمان والحكومة، لكن نداء تونس لا يريد أن يكون مهيمنا على الساحة السياسية».
وأوضح عبادة: «بعد اجتماع الكتلة النيابية للنداء وتفويض الأمر للرئيس قائد السبسي؛ فقد أصبح من الوارد جدا تعيين رئيس حكومة من خارج نداء تونس، لكنه لن يكون من المعارضة».
وأكد المتحدث الرسمي باسم الحزب لزهر العكرمي أنه يجري التشاور حول عدد من الأسماء المطروحة، لكن لم يجر الجزم بذلك حتى الآن. وأضاف: «سيكشف عن رئيس الحكومة المقبلة في الآجال القانونية».
وقال محسن مرزوق مدير الحملة الانتخابية لقائد السبسي إن رئيس الحكومة المقبلة سيكون من خارج حركة نداء تونس، وسيكون شخصية مستقلة عن الأحزاب السياسية. واستبعدت عدة قيادات سياسية من حركة نداء تونس مشاركة حركة النهضة في الحكومة المقبلة، وأشارت المصادر ذاتها إلى تشكيل حكومة كفاءات وطنية مدعومة بعدد من الشخصيات الحزبية، ولن تشمل وزراء من حركة النهضة.
في غضون ذلك، صرح راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة بأن الاتصالات حول تشكيل الحكومة «ستتضح من هنا إلى مطلع الأسبوع المقبل». وأشار إلى استمرار المشاورات بشأنها، لكنه نفى عرض حقائب وزارية على حزبه، وأكد أن الحركة «لم تتلق بعد أي عرض حول أي حقيبة وزارية».
ووضع «نداء تونس» شرطا سلفا بأن يكون رئيس الحكومة المقبلة في انسجام مع رئيس الدولة بحجة تفادي الصدام وعدم تعطيل مؤسسات الدولة.
ومن المنتظر أن تكون الحكومة المقبلة حكومة كفاءات سياسية على أن تضم 35 حقيبة وزارية موزعة على 22 وزيرا و3 وزراء منتدبين و10 كتاب دولة (وزراء دولة). ومن المتوقع أن تضم 3 أقطاب كبرى هي القطب الأمني والقطب الاقتصادي والقطب الاجتماعي. وسيتكفل بتسيير تلك الأقطاب 3 وزراء منتدبين. كما ستعرف تركيبة الحكومة المقبلة، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، مشاركة 6 نساء من بينهن 3 نساء مستقلات.
وكلف الرئيس التونسي الجديد مباشرة إثر تسلمه السلطة من المنصف المرزوقي، الرئيس المنتهية ولايته، محمد الناصر نائب رئيس حركة نداء تونس، قيادة مشاورات بشأن الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة. وطرحت عدة أسماء لتولي المهمة، من بينها الهادي بالعربي وزير التجهيز والإسكان الحالي، وعبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الأسبق.
وأشارت مصادر متطابقة تحدثت إليها «الشرق الأوسط» إلى مشاركة عدة أحزاب سياسية في الحكومة المقبلة، منها الاتحاد الوطني الحر (سليم الرياحي) وحزب آفاق تونس (ياسين إبراهيم) والمبادرة الدستورية (كمال مرجان) وحركة الديمقراطيين الاجتماعيين (أحمد الخصخوصي) والحركة الوطنية (التهامي العبدولي) وحزب العمل الوطني الديمقراطي (عبد الرزاق الهمامي) والمسار الديمقراطي الاجتماعي (سمير الطيب).
وبشأن آخر المشاورات السياسية بين الأحزاب وما آلت إليه من نتائج أولية، قال محسن حسن، المتحدث باسم حزب الاتحاد الوطني الحر، الذي فاز بـ16مقعد برلمانيا لـ«الشرق الأوسط»، إن عددا من ممثلي الأحزاب السياسية المعنية بتشكيل الحكومة الجديدة اجتمعوا لتحديد ملامح الحقائب الوزارية وعدد الوزراء.
وأشار حسن إلى وجود اتفاق مبدئي بأن يكون عدد الوزراء وكتاب الدولة (وزراء دولة) في الحكومة الجديدة في حدود 35 عضوا، وتوقع أن يجري الحسم النهائي في التشكيلة الحكومية الجديدة يوم الجمعة المقبل الموافق التاسع من يناير (كانون الثاني) الحالي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».