فرنجية أعلن تأييد الحريري وجنبلاط اعتذر عن عدم استقبال وفد «المستقبل»

TT

فرنجية أعلن تأييد الحريري وجنبلاط اعتذر عن عدم استقبال وفد «المستقبل»

استهلّ وفد كتلة «المستقبل» النيابية الذي يضم النواب بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش، جولته على الكتل النيابية أمس بلقاء رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، وأمين عام حزب «الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان، والتقى مساء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، على أن يلتقي اليوم «التيار الوطني الحر»، وقد يجتمع أيضاً بممثلي «حزب الله»، بينما تعذر لقاؤه «الحزب التقدمي الاشتراكي» بعدما أعلن رئيسه النائب السابق وليد جنبلاط أنه اعتذر عن عدم استقبال الوفد.
وفيما يتوقع أن تظهر نتائج هذه اللقاءات ومواقف الأفرقاء في الساعات القليلة المقبلة من مبادرة الحريري لتشكيل حكومة مهمة إنقاذية لفترة محددة تضمّ وزراء اختصاصيين، أعلن فرنجية إثر لقاء الوفد توجه كتلته النيابية لتسمية الحريري، متمنياً أن «يتم تشكيل الحكومة بانسيابية». وقال فرنجية إنه «يدعم المبادرة الفرنسية كما صدرت في لقاء قصر الصنوبر، وإنه في الأساس رشّح الرئيس الحريري أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونتبناها كل يوم». ولفت فرنجية إلى «أن تدوير الزوايا يتطلب تعاوناً من الجميع، ونحن نثق بحكمة ووطنية الرئيس الحريري والكل يحبه وسيتعاون معه. ومنذ اليوم الأول وأمام الرئيس ماكرون قمت بترشيح الرئيس الحريري وما زلت على موقفي».وأضاف: «منذ اليوم الأول وأمام الرئيس ماكرون تكلمنا عن حكومة كفاءات»، مؤكداً أنه «على الجميع الانفتاح والتشاور والتفاهم، ولا بد من وجود أسماء مقبولة وكفوءة، ولا أعتقد أن هناك شخصاً مستقلاً، بل هناك شخص يجب أن يكون في هذا المركز أو شخصية مناسبة لتنفيذ الورقة الفرنسية. هذا هدفنا وهذا هو المطلوب وبعدها كيف نتفق «الله بيفرجها».
من جهتها، وصفت الحريري اللقاء بـ«الصريح والواضح»، مشيرة إلى أنه «كان خلاله تأكيد على موضوع المبادرة الفرنسية ومعرفة ما إذا كانت الكتل النيابية لا تزال متبنية لها، ونحن سننقل بكل أمانة ما حصل خلال اللقاء إلى الرئيس سعد الحريري وسنكمل اللقاءات مع بقية الكتل التي شاركت في لقاء قصر الصنوبر».
ولفتت إلى «أن المبادرة الفرنسية موجودة مع الورقة الإصلاحية، أما ما يحصل يوم الخميس (يوم الاستشارات) فموضوع آخر، وكيف تتشكل الحكومة هذا موضوع في عهدة الرئيس المكلف بعد المشاورات النيابية». وفي رد منها على سؤال عن موقف جنبلاط الذي اعتذر عن عدم استقبال «وفد المستقبل» وانتقد مشاورات تأليف الحكومة قبل التكليف، قالت النائبة الحريري: «أعتقد أن جنبلاط لا يقفل بابه في وجه أحد»، مشددة على «أننا لم نأتِ استباقاً للمشاورات، بل لنسأل ونتناقش في برنامج عمل المرحلة المقبلة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.