محاكمة بليغ حمدي مسرحياً بعد 27 عاماً على رحيله

«سيرة حب» تستعيد أشهر ألحانه ودراما حياته

جانب من عرض «سيرة حب» يظهر بليغ وهو في باريس (الشرق الأوسط)
جانب من عرض «سيرة حب» يظهر بليغ وهو في باريس (الشرق الأوسط)
TT

محاكمة بليغ حمدي مسرحياً بعد 27 عاماً على رحيله

جانب من عرض «سيرة حب» يظهر بليغ وهو في باريس (الشرق الأوسط)
جانب من عرض «سيرة حب» يظهر بليغ وهو في باريس (الشرق الأوسط)

هل ينبغي محاسبة كبار المبدعين على إنتاجهم الفني فقط، من دون التطرق لحياتهم الخاصة، أم أن الفنان كل لا يتجزأ وحياته لا تنفصل عن إبداعاته؟ يُشكل هذا التساؤل جوهر العرض المسرحي «سيرة حب» الذي بدأ عرضه يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ويستمر عرضه بشكل شبه يومي لمدة 15 يوماً، على مسرح «البالون» بالقاهرة؛ حيث يتناول حياة الموسيقار الشهير بليغ حمدي «1931- 1993»، والذي يعد واحداً من أكثر الملحنين العرب الذين ثار الجدل بشأن حياتهم الخاصة، لا سيما فيما يتعلق منها بقصص الحب والزواج.
يُفتح الستار على أحد أشهر ألحان بليغ لأم كلثوم، والمتمثل في أغنية «سيرة الحب» والتي تؤديها بطلة العمل المطربة مروة ناجي، وسط كورال راقص. تقوم مروة بدور محامية مصرية تعيش مغتربة في باريس التي لجأ إليها بليغ حمدي أثناء نظر دعوى قضائية مقامة ضده في القاهرة. تحثه المحامية على الرجوع إلى مصر متعهدة بالدفاع عنه وتذكره بتاريخه الذهبي؛ حيث صنع بعوده وموسيقاه أشهر أغنيات عبد الحليم حافظ، ووردة، وميادة الحناوي، ونجاة، وفايزة أحمد، ومحمد رشدي.

يتلقى بليغ نبأ قبول النقض الذي قدمه محاموه ضد الحكم الصادر ضده بالحبس في إحدى القضايا؛ لكن محكمة أخرى تنعقد لمحاسبته هي محكمة الفن بحضور القاضي وبليغ الذي يجسد شخصيته الفنان إيهاب فهمي، إذ يوجه القاضي لبليغ تهمة «عدم الحفاظ على اسمه وسمعته»، ثم تطلب المحامية سماع شهادات أم كلثوم وحليم وعبد الوهاب، فتأتي جميعاً في صالح موكلها؛ حيث يشيدون بموهبته، ويؤكدون أنه بريء مما أسند إليه من اتهامات.
هل جاء العرض ليجامل بليغ ويدافع عنه في وجه منتقديه؟ «الشرق الأوسط» طرحت السؤال على مؤلف العمل، الكاتب أيمن الحكيم، فأجاب قائلاً: «أنا منحاز لهذا الموسيقار العبقري، فهو عندي أصدق مقدمي الروح المصرية في الأغنية؛ لكنه لم يكن انحيازاً على بياض، فالعرض يتضمن انتقادات واضحة، بينها حياة الفوضى والبوهيمية التي عاشها، وكذلك تبديده لموهبته وتلحينه لأصوات لا تستحق»، بحسب وصفه.
ويضيف الحكيم أن «المسرحية تركز على الواقعة التي كانت سبباً في تدمير حياة بليغ واستنزاف موهبته، واضطراره لأن يعيش في منفى إجباري، وهي قضية الفنانة المغربية سميرة مليان التي انتحرت من شرفة منزله عام 1984، وهي اللحظة الدرامية الأبرز في العمل وفي حياة بليغ»، مؤكداً أن «الموسيقار تعرض لأبشع أنواع الظلم، وأنه مات يوم الحكم عليه بالإدانة في جريمة لم يرتكبها، ولما عاد من المنفى أصبح شبح إنسان، ومات بعدها بثلاث سنوات فقط».
وعن السبب الذي دفعه لكتابة هذا العمل، يؤكد الحكيم أنه «يكن محبة شخصية لهذا الموسيقار، رغم أنه لم يعرفه شخصياً ولم يلحق بزمنه، ولكنه عرف عدداً من أقرب أصدقائه عن قرب، وخصوصاً المطرب الشعبي محمد رشدي الذي كانت له أمنية أن تعرف الأجيال الجديدة قيمة بليغ حمدي، وما قدمه لمصر وللموسيقى العربية من ألحان خالدة».

ورغم تأليف الحكيم كتاب عن بليغ أسماه «موال الشجن»، فإنه رأى أن الكتاب غير كافٍ لتحقيق أمنية محمد رشدي، ففكر في تقديم سيرة بليغ في عمل مسرحي.
اعتمد مخرج العمل عادل عبده الذي يشغل منصب رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، تقنية اللوحات الموسيقية الراقصة؛ حيث تم تقديم العديد من الأغنيات الشهيرة لبليغ، بحيث جاءت المواقف الدرامية بمثابة فواصل تتخلل تلك الأغاني، كما في واقعة زواج بليغ من وردة، وتأخره عن حفل الزفاف حتى هم المدعوون بالانصراف، وموقف الانفعال والغضب لدى الثلاثي حليم وبليغ والشاعر عبد الرحمن الأبنودي بعد نكسة 1967، واتفاقهم على تقديم عدد من الأغاني التي ترفض الهزيمة، مثل «أحلف بسماها وبترابها»، كما يصاحب العرض عزف أوركسترا حي بقيادة المايسترو محمد أبو اليزيد.
بدوره، يؤكد الفنان مجدي صبحي أنه بحث كثيراً في شخصية موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب حين أسندت إليه مهمة تجسيدها في هذا العمل، حتى يتمكن من إظهار الإيماءات والأداء الحركي المميز له فضلاً عن نبرة صوته، لافتاً إلى أن «رد فعل الجمهور والنقاد كان رائعاً».



دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
TT

دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)

أعلنت شركة «بيونوميكس» الأسترالية للأدوية عن نتائج واعدة لعلاجها التجريبي «BNC210»، لإظهاره تحسّناً ملحوظاً في علاج العوارض لدى المرضى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

وأوضح الباحثون أنّ النتائج الأولية تشير إلى فعّالية الدواء في تقليل العوارض المرتبطة بالحالة النفسية، مثل القلق والاكتئاب، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «NEJM Evidence».

واضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم أو مروع، مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الحوادث الخطيرة. ويتميّز بظهور عوارض مثل الذكريات المزعجة للحدث، والشعور بالتهديد المستمر، والقلق الشديد، بالإضافة إلى مشاعر الاكتئاب والعزلة.

ويعاني الأشخاص المصابون صعوبةً في التكيُّف مع حياتهم اليومية بسبب التأثيرات النفسية العميقة، وقد يعانون أيضاً مشكلات في النوم والتركيز. ويتطلّب علاج اضطراب ما بعد الصدمة تدخّلات نفسية وطبّية متعدّدة تساعد المرضى على التعامل مع هذه العوارض والتعافي تدريجياً.

ووفق الدراسة، فإنّ علاج «BNC210» هو دواء تجريبي يعمل على تعديل المسارات البيولوجية لمستقبلات «الأستيل كولين» النيكوتينية، خصوصاً مستقبل «النيكوتين ألفا-7» (α7) المتورّط في الذاكرة طويلة المدى، وهو نهج جديد لعلاج هذه الحالة النفسية المعقَّدة.

وشملت التجربة 182 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً، وكانوا جميعاً يعانون تشخيصَ اضطراب ما بعد الصدمة. وهم تلقّوا إما 900 ملغ من «BNC210» مرتين يومياً أو دواءً وهمياً لمدة 12 أسبوعاً.

وأظهرت النتائج أنّ الدواء التجريبي أسهم بشكل ملحوظ في تخفيف شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة بعد 12 أسبوعاً، مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.

وكان التحسُّن ملحوظاً في العوارض الاكتئابية، بينما لم يكن له تأثير كبير في مشكلات النوم. وبدأ يظهر مبكراً، إذ لوحظت بعض الفوائد بعد 4 أسابيع فقط من بداية العلاج.

وأظهرت الدراسة أنّ 66.7 في المائة من المرضى الذين استخدموا الدواء التجريبي «BNC210» عانوا تأثيرات جانبية، مقارنةً بـ53.8 في المائة ضمن مجموعة الدواء الوهمي.

وتشمل التأثيرات الجانبية؛ الصداع، والغثيان، والإرهاق، وارتفاع مستويات الإنزيمات الكبدية. كما انسحب 21 مريضاً من مجموعة العلاج التجريبي بسبب هذه التأثيرات، مقارنةً بـ10 في مجموعة الدواء الوهمي، من دون تسجيل تأثيرات جانبية خطيرة أو وفيات بين المجموعتين.

ووفق الباحثين، خلصت الدراسة إلى أنّ دواء «BNC210» يقلّل بشكل فعال من شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة مع مؤشرات مبكرة على الفائدة.

وأضافوا أنّ هذه الدراسة تدعم الحاجة إلى إجراء تجارب أكبر لتحديد مدى فعّالية الدواء وتوسيع تطبيقه في العلاج، مع أهمية متابعة التأثيرات طويلة المدى لهذا العلاج.