مصدر جزائري يرجح تعديل الدستور عن طريق البرلمان في غضون 3 أشهر

بوتفليقة في مجلس الوزراء: الأمر يتعلق بتعزيز قواعد ديمقراطيتنا التعددية الفتية

مصدر جزائري يرجح تعديل الدستور عن طريق البرلمان في غضون 3 أشهر
TT

مصدر جزائري يرجح تعديل الدستور عن طريق البرلمان في غضون 3 أشهر

مصدر جزائري يرجح تعديل الدستور عن طريق البرلمان في غضون 3 أشهر

فيما قال مصدر من حزب الأغلبية بالجزائر «جبهة التحرير الوطني» إن تعديل الدستور سيكون قبل نهاية مارس (آذار) المقبل، أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عزمه إدخال تغيير على القانون الأعلى في البلاد، خلال 2015 من دون تحديد آجال. غير أن مؤشرات كثيرة تفيد بأن هذه القضية لم تعد ذات أولوية بسبب إجراءات التقشف التي أعلنت عنها الحكومة، بعد انخفاض أسعار البترول.
وقال مصدر «جبهة التحرير»، رفض نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، إن الحزب الذي يرأسه بوتفليقة شرفيا، يترقب تعديل الدستور قبل عقد المؤتمر العادي، مشيرا إلى أن تحديد موعد المؤتمر يتوقف على تاريخ تعديل الدستور، الذي رجح أن يجري عن طريق البرلمان دون عرضه على الاستفتاء الشعبي، بحجة أنه لن يكون عميقا. ويتضمن الدستور الحالي، بأن رئيس الجمهورية يطلب رأي الشعب في التعديل إن كان يمس بأركان النظام السياسي.
وعقد بوتفليقة مساء أول من أمس مجلسا للوزراء، الثالث خلال عام 2014، تناول فيه موضوع الدستور المثير للجدل، إذ قال، حسب بيان للرئاسة، إن «مشروع مراجعة الدستور الذي سأقترحه طبقا لصلاحياتي الدستورية، لن يكون في خدمة سلطة أو نظام ما مثلما يزعم هنا وهناك، فهو يطمح بالعكس إلى تعزيز الحريات والديمقراطية التي ضحى من أجلها شهداء ثورة نوفمبر (تشرين الثاني) (حرب التحرير ضد الاستعمار) الأبرار»، وذلك في إشارة إلى تصريحات معارضين مفادها أن التعديل الدستوري المنتظر «يهدف إلى تعزيز هيمنة النظام على المؤسسات مثل البرلمان، وهيئات الرقابة على المال العام».
وقال بوتفليقة إن مشروعه «يهدف، مثلما سبق لي وأن تعهدت أمامكم، إلى توطيد استقلال القضاء وحماية الحريات وتعزيز الفصل بين السلطات، وكذا دور البرلمان ومكانة المعارضة، وبعبارة وجيزة فإن الأمر يتعلق بتعزيز قواعد ديمقراطيتنا التعددية الفتية، مع ضبط التنافس والاعتراض السياسي دائما مع حماية الأمة من الفوضى والانحرافات».
وكشف بوتفليقة في مايو (أيار) الماضي عن مسودة التعديلات، أهم ما فيها تحديد الترشح للرئاسة بولاية واحدة قابلة للتجديد مرة واحدة. وكان بوتفليقة نفسه فتح باب الترشح للرئاسة مدى الحياة في تعديل أدخله على الدستور عام 2008، وأثار حينها جدلا حادا كونه مدد لنفسه الحكم لولاية جديدة. وفي يونيو (حزيران) الماضي، كلف مدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحي باستشارة الطبقة السياسية بشأن المسودة. وقاطعت أغلب أحزاب المعارضة المسعى، على أساس أنه لا يقدم شيئا على صعيد الحريات ومراقبة أعمال الحكومة.
ولم يذكر بوتفليقة في بيانه الآلية التي سيحتكم إليها في تعديل الدستور، بمعنى هل سيمرره عن طريق الاستفتاء أم سيكتفي بالتصويت عليه في غرفتي البرلمان، كما حدث في 2008. وفي كل الأحوال، يقول مراقبون إن تعديل الدستور من حيث المبدأ، لن يكون ذا جدوى إن لم يعزز سلطة البرلمان ويقوي صلاحياته في مراقبة المال العام. ولن يكون نافعا للمجتمع إن لم يتح هوامش أوسع لممارسة الحريات ولم يحد من سلطات رئيس الجمهورية الواسعة، ولم يمنع تدخل الجيش في اختيار رؤساء الجمهورية وكبار المسؤولين في الدولة.
وخاض بوتفليقة في مجلس الوزراء، حسب البيان، في قضية الساعة أي انهيار أسعار النفط وتداعياته على الاستقرار الداخلي. وقال بهذا الخصوص: «أشكر العلي القدير على السلم والاستقرار اللذين حظينا بهما طوال هذه السنة، وكذا الأشواط التي قطعناها إلى الأمام في سياق دولي مثقل بالمخاوف، وظرف إقليمي ما فتئت فيه بؤر التوتر تهدد أمن الدول كافة». وأضاف: «أنا على قناعة من أنه في ظل السكينة وبفضل تجندنا التقليدي أمام التحديات، ستتجاوز الجزائر دون صعوبات كبرى الاضطرابات الخطيرة التي تشهدها سوق المحروقات الدولية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».