ساعة «آبل» الذكية الجديدة... مزايا صحية إضافية

تفاؤل حذر بفوائدها المحتملة أثناء الجائحة

ساعة «آبل سيريز 6» الجديدة تقيس أكسجين الدم
ساعة «آبل سيريز 6» الجديدة تقيس أكسجين الدم
TT

ساعة «آبل» الذكية الجديدة... مزايا صحية إضافية

ساعة «آبل سيريز 6» الجديدة تقيس أكسجين الدم
ساعة «آبل سيريز 6» الجديدة تقيس أكسجين الدم

يمكن اختصار ساعة آبل الذكية الجديدة بكلمتين: «أكسجين الدم». وقد أطلقت آبل ساعتها الذكية الجديدة «آبل واتش سيريز 6» Apple Watch Series 6 حديثا مع ميزة قياس نسبة تشبع الأكسجين في الدم (أحد المؤشرات الأساسية على صحة الإنسان) التي تعد أهم ما في الساعة الجديدة (أما من الجوانب الأخرى، فلا يختلف إصدار هذا العام من آبل ووتش عن إصدار العام الماضي). ومع انتشار جائحة الكورونا، جاءت هذه الميزة لتقدم مساعدة كبيرة للمصابين بالعدوى ولا سيما أولئك الذين يعانون من وضعٍ خطر يؤدي إلى انخفاض في نسبة الأكسجين في الدم.
- ساعة حديثة
ولكن كيف تكون هذه الخاصية مفيدة لنا جميعًا؟ أمضيت يومًا كاملًا في اختبار ساعة آبل الذكية الجديدة (سعرها 299 دولارا) وميزتها لقياس نسبة الأكسجين في الدم. والعملية بسيطة: يكفي أن تفتحوا تطبيق القياس في الساعة وأن تحافظوا على ثبات معصمكم وتضغطوا على زر التشغيل. يحتاج جهاز الاستشعار الموجود في خلفية الساعة إلى 15 ثانية لقياس نسبة الأكسجين في الدم من خلال إطلاق ضوء على المعصم، لتعرض لكم الساعة بعدها القراءة النهائية. وفي ثلاثة اختبارات أجريتها، حافظت نسبة الأكسجين في دمي على ثباتها بين 99 و100 في المائة.
بعد الاختبارات، لم أعرف ماذا أفعل بالمعلومة التي حصلت عليها، فسألت خبيرين طبيين حول رأيهم بالميزة الجديدة. عبر الاثنان عن تفاؤل حذر بالفوائد المحتملة التي قد تحملها ولا سيما في المجال البحثي، وقالوا إن إمكانية القياس المنتظم لنسبة الأكسجين في الدم بدرجة معينة من الدقة قد تساعد الناس في اكتشاف عوارض بعض المشاكل الصحية كتوقف التنفس أثناء النوم.
اعتبرت كاثي أي. غولدستين، طبيبة متخصصة بالنوم من عيادة طب النوم التابعة لجامعة ميشيغان، والتي أجرت بعض الأبحاث على بيانات ساعات آبل الذكية، أن «التسجيل الدوري للبيانات يمكن أن يكون اتجاهًا مثيرًا للاهتمام».
ولكن معظم الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة لن يحتاجوا إلى معلومات يومية حول نسبة الأكسجين في الدم.
من جهته، عبر إيثان ويس، طبيب قلب من جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، عن مخاوف من تحول قراءات أكسجين الدم إلى مصدر قلق لدى الناس ودافع لإجراء فحوصات غير ضرورية. وحذر ويس من أن هذه القراءات «قد تكون سلبية وإيجابية. فقد تساعد على إبقاء الناس بعيدًا عن عيادات الأطباء وتمنحهم الراحة وهم في منازلهم، ولكنها في الوقت نفسه قد تولد الكثير من القلق».
- متابعة صحية
ينطوي هذان الاحتمالان على أهمية كبيرة ويجب عدم نسيانهما مع تزايد تجهيز الساعات الذكية بمزيد من خصائص المتابعة الصحية المتطورة التي تقدم للمستخدم معلوماتٍ حول صحته وعليه أن يعرف كيف يستخدمها. عندما زودت آبل عام 2018 الجيل الرابع من ساعاتها الذكية بجهاز استشعار يتيح للمستخدمين إجراء تخطيط كهربائي للقلب، قدمت خدمة كبيرة للأشخاص الذين يعانون من حالات في القلب ويريدون متابعة صحتهم بشكل مستمر. ولكن الأطباء حذروا آنذاك من أن هذه الخاصية الجديدة يجب ألا تقود المستخدمين إلى استنتاجات نهائية أو إلى تشخيص الذبحات القلبية أو غيرها من الحالات.
> أكسجين الدم. ها قد عدنا إلى نقطة الصفر من جديد! ماذا يجب أن نعرف عن نسبة الأكسجين في الدم؟
تتراوح نسبة الأكسجين في دم الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة بين 95 و100 في المائة. وعندما يعاني الناس من مشاكل صحية كأمراض الرئة واضطرابات النوم والأمراض التنفسية، تنخفض هذه النسبة وقد تصل إلى ما بين 60 و90 في المائة، بحسب غولدستين.
إذا اشتريتم ساعة آبل وبتم تحصلون على معلومات دورية حول نسبة الأكسجين في دمكم، يجب أن تضعوا إطار عملٍ لدراسة هذه البيانات. وتشدد غولدستين على أن الأهم هو الاستعانة بطبيب تشاركون نتائج القياسات معه ليساعدكم في وضعها في السياق الصحي العام المناسب لسنكم وللحالات الصحية التي تعانون منها.
> استشارة الطبيب. ولكن عندما يتعلق الأمر بالنصيحة الطبية والتشخيص، يجب أن يكون الطبيب هو مرجعكم الأول والأخير. إذا لاحظتم انخفاضًا كبيرًا في نسبة الأكسجين في دمكم، قد لا يكون هناك ما يدعو للخوف، ولكن يجب أن تتواصلوا مع طبيبكم ليقرر ما إذا كان يجب إجراء فحوصات معينة. وإذا كنتم تعانون من عوارض مرضٍ ما، كارتفاع في الحرارة أو قحة مع استقرار في نسبة الأكسجين في الدم، لا يجب أن يكون هذا الأخير سببًا في إهمال استشارة خبير. وتشدد غولدستين على ضرورة ترك خطة العمل الصحية لطبيب مختص وليس للساعة الذكية.
من جهته، اعتبر ويس أن مراقبة أكسجين الدم تنطوي على فوائد أكثر للأشخاص الذين يعرفون أنهم يعانون من مشاكل صحية. مثلًا، إذا لاحظ شخص لديه تاريخ طبي من حالات فشل القلب، انخفاضًا في تشبع الأكسجين بالدم خلال ممارسة الرياضة، عليه أن يشارك هذه المعلومة مع طبيبه ليضع له خطة للعلاج.
كما يمكن استخدام هذه المعلومات لتحديد ما إذا كان الشخص المريض يجب أن يذهب إلى المستشفى. وقال ويس: «إذا اتصل بي شخص ما وأبلغني أنه مصاب بالكوفيد - 19 وأن نسبة الأكسجين في دمه انخفضت إلى 80 في المائة، سأوصيه بالتوجه فورًا إلى المستشفى».
- فوائد ومحاذير
إذاً، لماذا يجب أن نهتم؟ وأخيرًا، لا تقدم البيانات الصحية وحدها أي فوائد مباشرة وعلى صاحب هذه المعلومات أن يقرر كيف يحصل الفائدة القصوى منها. بدورها، لم تصدر شركة آبل لزبائنها توصيات حول كيفية استخدام هذه المعلومات أو حول درجة الثقة التي يجب أن يشعروا بها، أي أن هذه المعلومات تشبه الميزان المنزلي الذي لا يمكنه أن يحدد لكم إذا كنتم تعانون من زيادة في الوزن أو أن يحدد لكم حمية مناسبة.
تنصح غولدستين الناس الذين تسبب لهم هذه البيانات قلقًا إضافيًا بتعطيل الميزة. ولكن إذا كنتم ممن يرون أن قياس الأكسجين في الدم لا يتعدى كونه حيلة تجارية اليوم، من الضروري أن تبقوا منفتحين على الفوائد التي تقدمها تقنيات المتابعة الصحية في المستقبل. رأى كل من ويس وغولدستين أن توقف التنفس أثناء النوم مثلًا هو إحدى الحالات التي يمكن أن تلعب فيها التقنيات القابلة للارتداء دورًا كبيرًا. تؤثر هذه الحالة التي تسبب مشاكل تنفسية خلال النوم على ملايين الأميركيين، ولكن معظمهم لا يدركون أنهم يعانون منها.
إذا كنتم مصابون بهذه الحالة التي تؤدي أيضًا إلى انخفاض نسبة الأكسجين في الدم، سيطلب منكم الطبيب غالبًا إجراء الفحوصات المناسبة. ولكن إذا لم تشعروا بعوارضها وأنتم نائمون، لن تعرضوا الحالة على الطبيب وبالتالي لن تتم دراستها.
في هذه الحالة، قد تقدم لكم ساعة آبل الذكية الجديدة مساعدة كبيرة لأنها تقيس نسبة الأكسجين في الدم بشكل دوري حتى أثناء النوم. بمعنى آخر، إذا كنتم تجمعون بيانات حول صحتكم حتى وأنتم نائمون، قد تتمكنون من رصد أمور لا تعلمون بها عن صحتكم.
وأخيرًا، رأت غولدستين أن «الناس لن يعرفوا قيمة هذه المعلومات ما لم يبدؤوا بجمعها بشكل دوري وحتى خلال نومهم».
- خدمة « نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«أبل» توافق على دفع 95 مليون دولار لتسوية دعوى انتهاك «سيري» للخصوصية

تكنولوجيا أحد الحاضرين يحمل هاتفين من نوع «آيفون 16» في فعالية لشركة «أبل» في كوبيرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية في 9 سبتمبر 2024 (رويترز)

«أبل» توافق على دفع 95 مليون دولار لتسوية دعوى انتهاك «سيري» للخصوصية

وافقت شركة «أبل» على دفع 95 مليون دولار نقداً لتسوية دعوى قضائية جماعية مقترحة تتهم خاصية «أبل» الصوتية «سيري» بانتهاك خصوصية المستخدمين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا «أبل» تطلب المشاركة في محاكمة «غوغل» بشأن مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت (رويترز)

«أبل» تطلب المشاركة في محاكمة «غوغل» بقضية مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت

طلبت شركة «أبل» المشاركة في محاكمة «غوغل» المقبلة في الولايات المتحدة بشأن مكافحة احتكار البحث عبر الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
تكنولوجيا تسمح لك ميزة «Image Playground» بالدمج بين الذكاء الاصطناعي وسهولة الاستخدام (أبل)

كل ما تحتاج إلى معرفته عن ميزة «Image Playground» في «iOS 18.2»

تُمثل «Image Playground» قفزة نوعية في مجال الإبداع البصري؛ حيث تدمج بين الذكاء الاصطناعي وسهولة الاستخدام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الولايات المتحدة​ شعار شركة أبل (رويترز)

دعوى جديدة تتهم «أبل» بإسكات الموظفين والتجسس على أجهزتهم الشخصية

اتهمت دعوى قضائية جديدة شركة أبل بالمراقبة غير القانونية للأجهزة الشخصية لموظفيها وحساباتهم على «آيكلاود» بالإضافة إلى منعهم من مناقشة رواتبهم وظروف العمل.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

«سبيس إكس» تختبر مركبة «ستارشيب» في نشر نماذج أقمار اصطناعية

صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس» (حساب الشركة عبر منصة «إكس»)
صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس» (حساب الشركة عبر منصة «إكس»)
TT

«سبيس إكس» تختبر مركبة «ستارشيب» في نشر نماذج أقمار اصطناعية

صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس» (حساب الشركة عبر منصة «إكس»)
صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس» (حساب الشركة عبر منصة «إكس»)

قالت شركة «سبيس إكس»، المملوكة لإيلون ماسك، اليوم الجمعة، إن رحلة الاختبار التالية لمركبة «ستارشيب» ستشمل أول محاولة للصاروخ لنشر حمولات في الفضاء تتمثل في 10 نماذج من أقمار «ستارلينك» الاصطناعية، وهذا يمثل دليلاً محورياً على قدرات «ستارشيب» الكامنة في سوق إطلاق الأقمار الاصطناعية.

وذكرت «سبيس إكس»، في منشور عبر موقعها على الإنترنت: «أثناء وجودها في الفضاء، ستنشر (ستارشيب) 10 نماذج لأقمار ستارلينك الاصطناعية تُماثل حجم ووزن الجيل التالي من أقمار ستارلينك الاصطناعية، بوصفه أول تدريب على مهمة نشر أقمار اصطناعية»، وفقاً لوكالة «رويترز».

ومن المقرر مبدئياً أن تنطلق رحلة مركبة «ستارشيب»، في وقت لاحق من هذا الشهر، من منشآت «سبيس إكس» مترامية الأطراف في بوكا تشيكا بولاية تكساس.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عادت المرحلة الأولى من صاروخ «سوبر هيفي» إلى الأذرع الميكانيكية العملاقة في منصة الإطلاق للمرة الأولى، وهذا يمثل مرحلة محورية في تصميمها القابل لإعادة الاستخدام بالكامل.

وحققت رحلة الاختبار السادسة للصاروخ، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، التي حضرها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، أهدافاً مماثلة للمهمة، إلى جانب عودة الصاروخ «سوبر هيفي» الذي اضطر للهبوط على الماء في خليج المكسيك بسبب مشكلة بمنصة الإطلاق.

ومركبة «ستارشيب» هي محور أعمال إطلاق الأقمار الاصطناعية في المستقبل لشركة «سبيس إكس»، وهو المجال الذي يهيمن عليه حالياً صاروخها «فالكون 9» القابل لإعادة الاستخدام جزئياً، بالإضافة إلى أحلام ماسك في استعمار المريخ.

وتُعد قوة الصاروخ، التي تتفوق على صاروخ «ساتورن 5» الذي أرسل رواد «أبولو» إلى القمر في القرن الماضي، أساسية لإطلاق دفعات ضخمة من الأقمار الاصطناعية إلى مدار أرضي منخفض، ومن المتوقع أن تعمل على توسيع شبكة «ستارلينك» للإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية التابعة للشركة بسرعة.

ووقّعت شركة «سبيس إكس» عقداً مع إدارة الطيران والفضاء «ناسا» لإرسال رواد فضاء أميركيين إلى القمر، في وقت لاحق من هذا العقد، باستخدام مركبة «ستارشيب».

وأصبح ماسك، مؤسس شركة «سبيس إكس» ورئيسها التنفيذي، حليفاً مقرَّباً من ترمب الذي جعل الوصول إلى المريخ هدفاً بارزاً للإدارة المقبلة.