انتقادات لترمب بعد خروجه من المستشفى لتحية مؤيديه

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

انتقادات لترمب بعد خروجه من المستشفى لتحية مؤيديه

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

انتقد خبراء قيام الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالخروج بشكل مفاجئ من المستشفى التي يعالج بها من فيروس «كورونا» المستجد لتحية مؤيديه، حيث قالوا إنه يعرض صحته للخطر، وكذلك قد يتسبب في نقل الفيروس لمرافقيه، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وكان الرئيس الأميركي أعلن صباح يوم الجمعة الماضي إصابته بفيروس «كورونا»، وهذا هو أول ظهور علني له منذ نقله للمستشفى في ذلك اليوم.
وظهر ترمب بشكل مفاجئ في موكب سيارات خارج المستشفى، وهو يضع كمامة ويلوح بيده لمؤيديه من المقعد الخلفي لمركبة سوداء وسط موكب سيارات أمام مركز والتر ريد الطبي العسكري خارج واشنطن، ولوح مؤيدو الرئيس بأعلام حملته الانتخابية مرددين: «أميركا أميركا».
https://www.youtube.com/watch?v=CS4pGkfF37Q
وأوضح الخبراء أن خروج ترمب من المستشفى خالف التعليمات بضرورة الالتزام بالحجر الصحي خلال فترة الإصابة بالفيروس، كما أنه ربما عرّض حراسه من أفراد الخدمة السرية الذين رافقوه داخل سيارته لخطر الإصابة.
وقال الدكتور جيمس فيليبس الطبيب بمستشفى التي يعالج بها ترمب، عبر موقع «تويتر»: «هذا انعدام مسؤولية مذهل»، فيما ذكر آخرون أن مرافقي الرئيس الأميركي عليهم الآن عزل أنفسهم لمدة 14 يوماً.
وبالإضافة لانتقادات الخبراء في مجال الطب، انتقد حكيم جيفريز زعيم كتلة الديمقراطيين بمجلس النواب ما فعله ترمب وقال: «نحن بحاجة إلى قيادة، وليس التقاط صور».
وكذلك اعترضت رابطة مراسلي البيت الأبيض على عدم إخطار الصحافيين مسبقاً بموكب ترمب.
وفي المقابل، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير إن جولة ترمب حصلت على موافقة الطاقم الطبي وخضعت للإجراءات الاحترازية الملائمة.
وقال الأطباء إن ترمب يتحسن رغم متابعتهم لحالة رئتيه بعد حصوله على أكسجين إضافي، وقال الفريق الطبي إن من الممكن عودته إلى البيت الأبيض، اليوم (الاثنين).
وأقر طبيب البيت الأبيض شون كونلي بأن مستويات الأكسجين في دم ترمب انخفضت في الأيام الأولى وأصيب بحمى شديدة صباح الجمعة، معترفاً بأن حالة الرئيس كانت أسوأ مما تم الكشف عنه في مناسبة سابقة، وقال كونلي، أمس، إن ترمب يتحسن.
وجاءت هذه الإفادة الطبية بعد يوم من تقارير متضاربة من البيت الأبيض أثارت غموضاً واسع النطاق عن الحالة الصحية للرئيس.
وقال مصدر مطلع على الوضع إن الفحوص أثبتت إصابة اثنين من موظفي البيت الأبيض بـ«كوفيد - 19» قبل بضعة أسابيع، كما أثبتت الفحوص إصابة الحارس الشخصي للرئيس ترمب نيكولاس لونا بالمرض.
وذكرت إدارة الصحة بولاية نيوجيرسي، الأحد، أن البيت الأبيض زودها بأسماء أكثر من 200 شخص حضروا احتفالاً لجمع الأموال لصالح ترمب في نادي الغولف التابع له في بيدمنستر يوم الخميس، وذلك بعد أن علم البيت الأبيض بإصابة مستشارة الرئيس هوب هيكس بالمرض.
ورداً على سؤال عما أظهرته الفحوص عن حالة الرئتين قال كونلي: «هناك بعض النتائج المتوقعة لكن لا يوجد شيء يدعو لقلق طبي كبير».
وقال الأطباء إن الرئيس الأميركي عانى من حمى شديدة صباح يوم الجمعة لكنه بريء منها منذ ذلك اليوم.
وذكر الطبيب بريان جاريبالدي إن ترمب تناول عقار ديكساميثازون بسبب «انخفاض معدلات الأكسجين لفترة قصيرة».
وعقار ديكساميثازون من عائلة الستيرويدات ويستخدم لعلاج مرضى الحالات الحرجة المصابين بـ«كوفيد - 19».
وأضاف جاريبالدي: «تلقى ترمب أول جرعة من العقار أمس ونعتزم الاستمرار في ذلك في الوقت الراهن».
وتشير الدراسات العلمية إلى أن عقار ديكساميثازون يُستخدم لتحسين فرص نجاة المرضى الذين يعانون من أعراض حادة لمرض «كوفيد - 19»، الذين يحتاجون لمزيد من الأكسجين لكن لا يجب إعطاؤه للمرضى الذين يعانون من أعراض طفيفة لأنه يحد من قدرة الجسم الطبيعية على محاربة الفيروس.
وقال أطباء ترمب إنه يُعالج أيضاً بدواء شركة ريجينيرون المكون من مزيج من الأجسام المضادة، إلى جانب الزنك وفيتامين د والفاموتيدين والميلاتونين والأسبيرين.
وأوضح جاريبالدي: «خطتنا لليوم هي أن يتناول الطعام والشراب ويترك سريره ويتحرك بقدر المستطاع».
وقال أطباء لا يشاركون في علاج ترمب إن الكشف عن أنه بدأ بتناول عقار ديكساميثازون، وهو ستيرويد يستخدم على نطاق واسع في مكافحة أمراض أخرى لتقليل الالتهابات، دليل على أنه عانى من أعراض شديدة.


مقالات ذات صلة

خطوط أميركية حمراء لنتنياهو قبل لقاء ترمب

الولايات المتحدة​ 
فلسطينيون يحاولون أمس التعرف على جثث انتُشلت من تحت أنقاض مبنى دُمّر عام 2023 في حي الرمال بمدينة غزة (أ.ف.ب)

خطوط أميركية حمراء لنتنياهو قبل لقاء ترمب

قبل لقاءٍ مرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب نهاية الشهر، تلقَّى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من واشنطن «رسائلَ حادة وخاصة» و«خطوطاً حمراء» بشأن.

نظير مجلي (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يطالب «بي بي سي» بـ10 مليارات دولار تعويضا عن تهمة التشهير

أقام الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين دعوى قضائية على هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يطالبها فيها بتعويض لا يقل عن 10 مليارات بعد اتهامها بالتشهير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي خلال توقيعه الأمر التنفيذي في البيت الابيض (رويترز)

يقتل 200 ألف سنويا... ترمب يصنف مخدر الفنتانيل «سلاح دمار شامل»

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإثنين تصنيف مادة الفنتانيل المخدّرة سلاح دمار شامل، معززا حملة إدارته ضد كارتيلات تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: نبحث ما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف النار بقتل قيادي في «حماس»

قال الرئيس الأميركي، الاثنين، إن إدارته تبحث فيما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار في قطاع غزة بقتلها، السبت، قيادياً في حركة «حماس» الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صورة جماعية للقادة الأوروبيين المجتمعين في برلين لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب) play-circle

أوروبا ترفض تنازل أوكرانيا عن أراضٍ من دون «ضمانات أمنية قوية»

قال قادة أوروبيون بعد محادثات سلام في برلين، الاثنين، إن القرارات بشأن احتمال تقديم تنازلات بشأن الأرض لا يمكن أن يتخذها سوى شعب أوكرانيا وبعد ضمانات أمنية قوية

«الشرق الأوسط» (برلين)

الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

الإرهاب يؤرّق العالمَ في أعياد الميلاد

يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)
يتجمع مشيّعون عند نصب تذكاري في «بوندي بافيليون» إحياءً لذكرى ضحايا إطلاق النار على شاطئ بوندي في سيدني (أ.ف.ب)

أطلَّ الإرهاب بوجهه مجدداً في أكثر من قارة وتحت أكثر من سبب، مع اقتراب أعياد نهاية السنة الميلادية؛ ففي وقت كُشف فيه أنَّ الاستخبارات الأسترالية سبق لها أن حقَّقت في ارتباط أحد منفذي هجوم شاطئ بونداي في سيدني بتنظيم «داعش»، أعلن هذا التنظيم المتطرف مسؤوليتَه عن هجوم على قوات الأمن السورية بمعرة النعمان في محافظة إدلب، غداة هجوم آخر تسبب في مقتل 3 أميركيين، ونفذه عضو «متطرف» في الأمن العام السوري.

وأفيد أمس بأنَّ منفذي هجوم سيدني الذي أوقع 15 قتيلاً خلال احتفال يهودي؛ هما ساجد أكرم وابنه نافيد أكرم، في وقت كشفت فيه هيئة الإذاعة الأسترالية أنَّ الاستخبارات حقَّقت قبل 6 سنوات في صلات نافيد بـ«داعش». وتزامناً مع ذلك، وصف والدا أحمد الأحمد، السوري الذي صارع نافيد وانتزع منه سلاحه خلال هجوم سيدني، ابنهما، بأنَّه بطل.

وأعلن «داعش» أمس، مسؤوليته عن قتل 4 عناصر أمن سوريين بهجوم في محافظة إدلب، ما يشير إلى أنَّه يحاول إحياء نشاطه في سوريا.

وفي لوس أنجليس، أعلنت السلطات اعتقال 4 أشخاص يُشتبه في أنَّهم أعضاء في جماعة متطرفة، يُعتقد أنَّهم كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات منسقة في ليلة رأس السنة بكاليفورنيا. وأشارت وكالة «أسوشييتد برس» إلى أنَّ الشكوى الجنائية ضدهم ذكرت أنَّهم أعضاء في فصيل منشق عن جماعة مؤيدة للفلسطينيين. (تفاصيل ص 3)


ألبانيز: هجوم شاطئ بوندي يبدو «مدفوعاً بأيديولوجية داعش»

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
TT

ألبانيز: هجوم شاطئ بوندي يبدو «مدفوعاً بأيديولوجية داعش»

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الثلاثاء إن الهجوم على حشد كان يحتفل بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني يبدو أنه «مدفوع بأيديولوجية تنظيم داعش».

وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على علمين لتنظيم داعش بالإضافة إلى قنابل. وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون لصحافيين، أن السيارة التي عُثر عليها قرب شاطئ سيدني مسجلة باسم الابن وتحتوي على «علمين محليي الصنع لتنظيم داعش» بالإضافة إلى عبوات ناسفة.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصا في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالا يهوديا بعيد حانوكا على الشاطئ الشهير مساء الأحد. ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

من جهتها أكدت إدارة الهجرة في مانيلا الثلاثاء أن الرجل وابنه اللذين كانا وراء واحدة من أكثر عمليات إطلاق النار الجماعي دموية في أستراليا، أمضيا نوفمبر (تشرين الثاني) بأكمله تقريبا في الفلبين حيث دخل الأب البلاد بصفته «مواطنا هنديا». ووصل ساجد أكرم وابنه نافيد في 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، وكانت مقاطعة دافاو الجنوبية مدرجة كوجهتهما النهائية.

وقالت الناطقة باسم إدارة الهجرة دانا ساندوفال لوكالة الصحافة الفرنسية «وصل ساجد أكرم (50 عاما) وهو مواطن هندي، ونافيد أكرم (24 عاما)، وهو مواطن أسترالي، إلى الفلبين معا في 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 من سيدني، أستراليا»، مضيفة أنهما غادرا البلاد في 28 نوفمبر (تشرين الثاني).

إلى ذلك، قدم ألبانيزي الثلاثاء أحد التلميحات الأولى بأن الرجلين جُنّدا قبل ارتكاب «مذبحة جماعية»، وقال «يبدو أن ذلك كان مدفوعا بأيديولوجية تنظيم داعش... الأيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد والتي أدت إلى أيديولوجية الكراهية هذه، وفي هذه الحالة، إلى الاستعداد للانخراط في القتل الجماعي».

وأوضح ألبانيزي أن نافيد أكرم البالغ 24 عاما لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين» لكن لم يُعتبر تهديدا وشيكا وقتها. وأشار إلى أنه «تم توجيه الاتهام إلى اثنين من الأشخاص الذين كان على صلة بهم وأودعا السجن، لكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصا محل اهتمام».

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاما وتقتله. أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة فنقل إلى المستشفى حيث يرقد في حالة حرجة.


زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن مسألة الأراضي لا تزال قضية شائكة في محادثات السلام لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنه عبّر عن اعتقاده أن الولايات المتحدة ستساعد كييف في التوصل إلى حل وسط.

وأضاف في حديثه للصحافيين في برلين أن أوكرانيا مستعدة للعمل العادل الذي يؤدي إلى اتفاق سلام قوي، وأن مفاوضي كييف سيواصلون التحدث إلى نظرائهم الأميركيين، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعقدان مؤتمراً صحافياً في المستشارية ببرلين 15 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«قضايا معقّدة»

وتحدث الرئيس الأوكراني عن موقفين «مختلفين» بين بلاده والولايات المتحدة حول إمكان تنازل كييف عن أراضٍ لموسكو بهدف إنهاء الحرب.

وقال زيلينسكي إثر اجتماع بين مفاوضين أوكرانيين وأميركيين في برلين «هناك قضايا معقدة، خصوصاً تلك المتصلة بالأراضي... فلنقل بصراحة إن مواقفنا لا تزال مختلفة».

وأكد زيلينسكي أن المحادثات بين مفاوضي السلام الأميركيين والأوكرانيين لم تكن سهلة، لكنها كانت مثمرة، وإن روسيا تستخدم هجماتها على أوكرانيا كوسيلة ضغط في تلك المحادثات.
وأضاف زيلينسكي أنه لم تَسلَم محطة طاقة واحدة في أوكرانيا من الضربات الروسية على منظومة الطاقة في البلاد

«إحراز تقدم حقيقي»

من جهته، أعلن كبير المفاوضين الأوكرانيين في المحادثات مع الولايات المتحدة حول الخطة الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا، الاثنين «إحراز تقدم حقيقي»، وذلك إثر الاجتماع المغلق في برلين.

وكتب رستم عمروف على منصة «إكس» أن «المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة كانت بناءة ومثمرة، مع إحراز تقدّم حقيقي. نأمل أن نتوصل إلى اتفاق يقرّبنا من السلام بحلول نهاية هذا اليوم».

لكن المكتب الإعلامي لرستم عمروف عاد وأوضح للصحافيين أنه من غير المتوقع التوصل لأي اتفاق، الاثنين، وأن المقصود هو أنه «يأمل في مواءمة مواقفه» مع موقف الوفد الأميركي.

وقال عمروف إن الموفدين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر «يعملان بشكل بنَّاء جداً لمساعدة أوكرانيا في إيجاد طريق نحو اتفاق سلام دائم».

جاريد كوشنر (يمين) صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف (يسار) يغادران فندق أدلون في برلين في 15 ديسمبر 2025 لحضور اجتماع في المستشارية لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب)

«ضمانات أمنية قوية»

إضافة إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة، الاثنين، إنها عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية قوية أشبه بما يوفّره حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأبدت ثقة بأن روسيا ستقبل بذلك، بينما وصفته واشنطن بأنه اختراق على مسار إنهاء الحرب.

ووصف مسؤولون أميركيون المحادثات التي استمرت ساعات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في برلين بأنها إيجابية، وقالوا إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيتصل في وقت لاحق، الاثنين، بكلّ من زيلينسكي والأوروبيين للدفع قُدماً بالاتفاق.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلتقي مع المفاوضين الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف والمستشار الألماني فريدريش ميرتس والقائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الجنرال أليكسوس غرينكويتش من القوات الجوية الأميركية... في برلين 14 ديسمبر 2025 (رويترز)

ولفت المسؤولون الأميركيون إلى أنه يتعيّن على أوكرانيا أيضاً القبول بالاتفاق الذي قالوا إنه سيوفّر ضمانات أمنية مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة حلف «الناتو» التي تنص على أن أي هجوم على أحد الحلفاء يُعد هجوماً على الجميع.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته إن «أسس ذلك الاتفاق تستند بشكل رئيسي إلى وجود ضمانات قوية حقاً، على غرار المادة الخامسة (من معاهدة الحلف)، إضافة إلى ردع قوي للغاية» بحجم الجيش الأوكراني.

وأضاف: «تلك الضمانات لن تبقى مطروحة على الطاولة إلى الأبد. إنها مطروحة الآن إذا جرى التوصل إلى خاتمة جيدة».

وسبق أن استبعد ترمب انضمام أوكرانيا رسمياً إلى الحلف الأطلسي، وتماهى مع روسيا في اعتبارها أن تطلعات كييف للانضواء في التكتل هو أحد أسباب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية في عام 2022.

خلال المفاوضات الأوكرانية الأميركية بحضور المستشار الألماني فريدريش ميرتس في قاعة مؤتمرات في المستشارية ببرلين 14 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

«ثقة» بقبول روسي للاتفاق

وأعرب مسؤول أميركي آخر عن ثقته بقبول روسيا بالاتفاق. وقال هذا المسؤول: «أظن أن الأوكرانيين سيقولون لكم، وكذلك سيقول الأوروبيون، إن حزمة البروتوكولات الأمنية هذه هي الأكثر متانة التي اطلعوا عليها على الإطلاق. إنها حزمة قوية جداً جداً».

وتابع: «أعتقد، ونأمل، أن الروس سينظرون إليها ويقولون في قرارة أنفسهم، لا بأس، لأن لا نية لدينا لانتهاكها»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكنه شدّد على أن «أي انتهاكات ستُعالَج من خلال حزمة الضمانات الأمنية».

وأقرّ المسؤول الأول بعدم التوصل لاتفاق بشأن الأراضي. ويتحدّث ترمب عن حتمية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا، وهو ما يرفضه زيلينسكي تماماً.

وقال المسؤول الأميركي الأول إن الولايات المتحدة ناقشت مع زيلينسكي طرح «المنطقة الاقتصادية الحرة» في المنطقة المتنازع عليها عسكرياً في الوقت الراهن.

وأضاف: «أمضينا وقتاً طويلاً في محاولة تحديد ما سيعنيه ذلك وكيف سيُطبَّق. وفي نهاية المطاف، إذا تمكّنا من تحديد ذلك، فسيكون الأمر متروكاً للأطراف لحلحلة القضايا النهائية المتّصلة بالسيادة».

وقاد الوفد الأميركي المفاوض في برلين المبعوث الخاص لترمب ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر.