ارتكب حارس مرمى تشيلسي الإسباني، كيبا أريسابالاغا، خطأ قاتلاً كلف فريقه هدفاً ثانياً أمام ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز في المباراة التي انتهت بخسارة البلوز بهدفين دون رد. وبينما كان لاعبو ليفربول يحتفلون بهذا الهدف، كانت صيحاتهم واحتفالاتهم تحرق أذني كيبا الذي كان مستلقياً على الأرض، في الوقت الذي أدار فيه زملاؤه في الفريق ظهورهم له في صمت قاتل. لكن كيبا يجب أن يكون ممتناً لكل ذلك، لأنه لولا حدوث ذلك لشعر بأنه لن يتوقف أبداً عن السقوط، ويجب أن يتذكر الكلمات التي تقول: إذا لم تتألم من السقوط فهذا يعني أنك لم تحلق عالياً!
ويتعين على كيبا أن يعلم أن هذه ليست النهاية، حتى وإن كانت هذه هي نهاية مسيرته ورحلته مع تشيلسي، كما يتعين عليه أن يدرك أنه لا يجب أن يلوم إلا نفسه. ومع ذلك، لا يمكن على الإطلاق فهم الأسباب التي تجعل البعض يشعر بالحقد تجاه كيبا، والمتعة عندما يشعر هو بالألم، وإلقاء النكات السخيفة بشأنه، والإصرار على مناداته بـ«كيبا صاحب الـ71 مليون جنيه إسترليني»!
ويتعين على كيبا أن يتذكر ما قاله في أحد لقاءاته الأولى مع المدير الفني لتشيلسي فرانك لامبارد الصيف الماضي، عندما قال له إنه ما زال يحاول فهم ثقافة إنجلترا. ومن المؤكد أنه كان يعني بذلك ثقافة حراسة المرمى في إنجلترا: الطريقة التي لا يحمي بها الحكام حراس المرمى، والطريقة التي يتوقع بها الجميع من حارس المرمى أن يصرخ ويشير دائماً مثل الأبله، والطريقة التي يصيح بها جمهور الفرق المنافسة عندما تصل الكرة إليك! لكن يبدو أن لامبارد قد أساء فهم كيبا تماماً!
ويتعين على كيبا أن يتعلم مما يحدث لطائر الحسون، الذي يتغذى على بذور الشوك والقنب، ويتم تدريبه على الغناء. ويعرف الجميع أن أهم شيء في تدريب طائر الحسون هو «الوقت والرعاية»، كما أنه لا يجب حبس ذلك الطائر في قفص وبيئة غير طبيعية ومزعجة بالنسبة لطائر صغير لا يمكنه معرفة ما هو غير ضار وما هو الحيوان المفترس الذي قد يلتهمه! إن هذا الطائر يحتاج إلى مأوى وحماية وطمأنينة. وعندما يحصل الطائر على هذه الأشياء فإنه سيتعلم الغناء من الطيور الأكبر سناً.
أما إذا تم الاستعجال وفرض الأمر بالقوة فإن العملية برمتها ستنتهي بحلقة مفرغة من الخوف والهروب والتشويش وانعدام الثقة والفوضى.
في الحقيقة، يشبه كيبا ذلك الطائر المحاصر والمحبوس في قفص بدون أن يكون قادراً على الغناء. ورغم أن كيبا يعاني من الضبابية وعدم الوضوح فيما يتعلق بمصيره مع تشيلسي، خاصة بعد تعاقد النادي مع الحارس السنغالي إدوارد ميندي لمدة خمس سنوات، فإنه ما زال يرسم الابتسامة على وجهه.
صحيح أنها ليست ابتسامة عريضة أو ابتسامة انتصار أو ندم، لكنها تجعله يشعر بالراحة نسبياً لأنها تزيح عنه الكثير من الألم!
وكان لامبارد قد أوضح أن كيبا يحتاج للدعم بعد الخطأ الكبير الذي ارتكبه في المواجهة أمام ليفربول. وأصبح كيبا أغلى حارس مرمى على مستوى العالم عندما انضم إلى تشيلسي قادما من أتليتيك بيلباو في 2018 لكنه لم يقدم دوما الأداء المتوقع منه. وارتكب الحارس الإسباني آخر خطأ عندما رد الكرة في اتجاه مهاجم ليفربول ساديو ماني الذي أرسلها بدوره مباشرة إلى داخل الشباك محرزا الهدف الثاني لبطل إنجلترا.
وقال لامبارد: «بالنظر لموقف كيبا فإن هذا بالتأكيد كان خطأ... خطأ واضح كلفنا كثيراً لأننا في هذا الوضع نعمل على الحصول على ركلة جزاء ربما نسجل منها هدفاً. هذه الفروق البسيطة تغير مجرى المباريات في هذا المستوى. علينا أن نستمر في العمل وعلى كيبا الاستمرار في العمل.
يحتاج لدعم من حوله. هذا أمر في غاية الوضوح». وتعرض كيبا (25 عاماً) أيضاً لانتقادات بسبب الهدف الذي أحرزه برايتون أند هوف آلبيون في مباراة الفريقين عندما فشل في التصدي لتسديدة لياندرو تروسارد من خارج منطقة الجزاء. وأضاف لامبارد: «على كيبا الاستمرار في العمل. لا أحد يتعمد ارتكاب أخطاء في كرة القدم. هذه طبيعة اللعبة. عليك أن تحافظ على قوتك والاستمرار في العمل».
هل انتهت مسيرة كيبا مع تشيلسي؟
بعد أخطاء حارس المرمى الإسباني الفادحة مع الفريق اللندني
هل انتهت مسيرة كيبا مع تشيلسي؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة