«الأوقاف» المصرية تحذّر أئمتها من تبني أفكار متطرفة

TT

«الأوقاف» المصرية تحذّر أئمتها من تبني أفكار متطرفة

وسط اتهامات لبعض الجماعات بـ«التحريض على نشر الفوضى في مصر»، خصصت «الأوقاف المصرية» أمس خطبة الجمعة الموحدة في المساجد للحديث عن «الانتماء للوطن»، وحذرت من أنها «سوف تتخذ إجراءات حاسمة تجاه كل من يثبت انضمامه إلى جماعة محظورة، أو تبنيه أفكاراً متطرفة، أو قيامه بأعمال تحريضية أو تخريبية ولو عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي».
وأكد مصدر في «الأوقاف» أن «الوزارة تناشد من وقت لآخر أئمة وخطباء المساجد، والعاملين بها، بتحري أقصى درجات الحيطة فيما ينشرون، أو يشاركون أو يشيرون على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل، أو ما يعلقون به على صفحات الآخرين»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «تم رصد عدم التزام بعض الأئمة بمناشدات الوزارة في هذا الصدد، ويعلقون على صفحات بها آراء غير منضبطة».
واعتمد وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمد مختار جمعة، مساء أول من أمس، قراراً بشأن «ثلاثة أئمة وعامل». وقالت «الأوقاف» في بيان لها إنه «جرى إنهاء خدمة هؤلاء بناء على أحكام قضائية صدرت بحقهم»، مشيرة إلى أن «المذكورين لا علاقة لهم الآن بالوزارة، وتم التنبيه على جميع المساجد بمنع الأئمة الثلاثة من الخطابة أو صعود المنابر».
وسبق أن حذّرت «الأوقاف» جميع العاملين بها من إبداء أي «آراء غير منضبطة، أو الخوض في مساجلات لا تتسق وشخصية الإمام، أو المفتش وطبيعة عمله»، عبر حساباتهم على موقع «فيسبوك» أو غيره من المواقع.
وتطال عناصر جماعة «الإخوان»، التي تصنفها السلطات المصرية «إرهابية»، اتهامات بنشر «أنباء غير صحيحة» على بعض صفحات التواصل، خاصة تلك التي تتعلق بالأحوال المعيشية بمصر. وحذرت «الأوقاف المصرية» من «التهاون في الرد على ادعاءات خلايا الإخوان على مواقع التواصل»، إذ قال وزير الأوقاف، أمس، إن «تحريك جماعة الإخوان لخلاياها النائمة، وركوبهم موجات التحريض على الفوضى يجب أن يعامل بكل حسم. كما يجب تتبع الصفحات الوهمية لعناصر الجماعة وإعمال القانون في شأنها»، داعياً إلى «عدم الانسياق خلف دعوات الفوضى، وكشف دعاة التحريض».
وفي يونيو (حزيران) الماضي، أنهت «الأوقاف» خدمة أحد موظفيها، واتهمته بـ«الخروج على مقتضيات العمل الوظيفي، ودعم الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية، عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي». كما سبق أن حذرت «الأوقاف» بـ«إنهاء خدمة كل من يثبت تبنيه، أو نشره ما يدعم الجماعات المتطرفة، أو يروج لأفكارها من العاملين بها أو الخطباء أو أئمة المساجد».
وخصصت وزارة الأوقاف، المسؤولة عن المساجد في ربوع مصر، خطبة الجمعة الموحدة بالمساجد أمس للحديث عن «الانتماء للوطن». وقال جمعة خلال خطبة ألقاها بمسجد أحمد البدوي بمدينة طنطا (محافظة الغربية بدلتا مصر)، إن «الحُر الشريف لن يقبل المساس بوطنه، لا بالقول ولا بالفعل، ولا تخريباً، ولا بالانسياق خلف دعوات الفوضى وأهل الفتنة والشر، ولا يتصور أي عقل أن يتطاول شخص على وطنه؛ إلا إذا كان مأجوراً»، على حد قوله.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.