ترحيب عربي وأممي باتفاق سويسرا

جانب من محادثات اتفاق تبادل الأسرى في سويسرا أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من محادثات اتفاق تبادل الأسرى في سويسرا أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

ترحيب عربي وأممي باتفاق سويسرا

جانب من محادثات اتفاق تبادل الأسرى في سويسرا أول من أمس (أ.ف.ب)
جانب من محادثات اتفاق تبادل الأسرى في سويسرا أول من أمس (أ.ف.ب)

لقي الاتفاق الجزئي الأخير في سويسرا بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين بين الحكومة الشرعية في اليمن والجماعة الحوثية ترحيباً دولياً وعربياً، وسط آمال بأن يشكل بداية لاتفاق شامل يطوي هذا الملف الإنساني المعلق منذ توقيع اتفاق استوكهولم في ديسمبر (كانون الأول) 2018.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث واللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنا في بيان مشترك، الأحد، إبرام اتفاق يقضي بإطلاق سراح 618 مسلحاً حوثياً مقابل 400 أسير ومختطف من أنصار الحكومة الشرعية.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق، وحض الأطراف في بيان، أمس، على «البناء على هذا الزخم ووضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات من أجل الإفراج عن جميع المعتقلين المتبقين». وأعرب عن امتنانه للجنة الدولية للصليب الأحمر «لجهودها الدؤوبة كرئيس مشارك للجنة الإشرافية والرامية إلى ضمان تنفيذ اتفاق الإفراج عن السجناء الذي تمّ التوصّل إليه في السويد عام 2018»، مقدماً «الشكر الجزيل للحكومة السويسرية لاستضافتها الأطراف خلال الأسبوع الماضي».
ودعا الأمين العام الأطراف إلى «الانخراط مع المبعوث الخاص للاتفاق على إعلان مشترك يشمل وقف إطلاق نار على مستوى البلاد وتدابير اقتصادية وإنسانية واستئناف عملية سياسية جامعة وشاملة لإنهاء الحرب». ورحب رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السُّلمي بالاتفاق، داعياً إلى «ضرورة البناء عليه للتوصل إلى اتفاق شامل للإفراج عن الأسرى والمعتقلين كافة، وإنهاء هذا الملف باعتباره أحد الملفات الإنسانية المهمة المرتبطة بتسوية الأزمة اليمنية». وأكد في بيان، أمس، أن هذا الاتفاق الذي يأتي تنفيذاً لاتفاق استوكهولم الذي وقّعت عليها الحكومة وميليشيا الحوثي برعاية الأمم المتحدة في 2018، «يجب أن يمثل دافعاً قوياً لدى المجتمع الدولي للضغط على الأطراف كافة، خصوصاً ميليشيا الحوثي الانقلابية لإلزامها بتنفيذ مقررات اتفاق استوكهولم كاملةً في ظل انتهاكاتها المستمرة لهذا الاتفاق ومماطلتها في تنفيذ بنوده».
وجدد السلمي «دعم البرلمان العربي التام للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية ينهي الانقلاب ويعيد السلطة الشرعية على الأراضي اليمنية كافة وفق المرجعيات الثلاث: مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وبخاصة القرار رقم 2216».
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن رحب بنتائج اجتماعات تبادل الأسرى. وأوضح المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي أن من بين الأسرى الذين ستفرج عنهم ميليشيا الحوثي 15 جندياً سعودياً و4 من القوات السودانية المشاركة في تحالف دعم الشرعية. وأشار إلى أن اتفاق تبادل الأسرى «إنساني بحت، ولا علاقة له بالملف السياسي أو تحرك العمليات العسكرية في الميدان»، مؤكداً أن «قيادة التحالف تتعامل مع الأسرى وفقاً لاتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بالأسرى، وتتعامل وفقاً للقوانين الدولية الإنسانية وتقدم لأسرى الميليشيا الحوثية العلاج وكامل الرعاية الصحية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».