زعيم المعارضة في المغرب يدعو الحكومة إلى الاستقالة بسبب «فضائح» وزرائها

شباط أبدى مساندته لـ«جماعة العدل والإحسان» شبه المحظورة

زعيم المعارضة في المغرب يدعو الحكومة إلى الاستقالة بسبب «فضائح» وزرائها
TT

زعيم المعارضة في المغرب يدعو الحكومة إلى الاستقالة بسبب «فضائح» وزرائها

زعيم المعارضة في المغرب يدعو الحكومة إلى الاستقالة بسبب «فضائح» وزرائها

دعا زعيم حزب الاستقلال المعارض في المغرب، حميد شباط، إلى مساندة «جماعة العدل والإحسان» شبه المحظورة، وأيد حقها في الوجود، كما طالب بدعم «الجمعية المغربية لحقوق الإنسان».
وجاءت دعوة شباط، المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، خلال افتتاحه المؤتمر الـ12 لمنظمة شباب الحزب مساء أول من أمس في الرباط. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها زعيم الحزب إلى التنسيق ومساندة هيئتين معروفتين بصدامهما مع السلطة. ودعا شباط شباب حزبه إلى مساندة جماعة العدل والإحسان، والتنسيق معها أسوة بما فعل حزبه عندما دافع عن «حزب العدالة والتنمية» ذي المرجعية الإسلامية متزعم الائتلاف الحكومي عندما كان معرضا للحل عقب أحداث 16 مايو (أيار) الإرهابية التي عرفتها مدينة الدار البيضاء عام 2003. كما دعا إلى «شجب التضييق على الحريات الجماعية والفردية» والتضامن مع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
ووجه شباط انتقادات لاذعة إلى الحكومة التي يرأسها غريمه السياسي عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. وقال إن الحكومة ما زالت تواصل تنكرها للوعود التي قدمتها للناخبين إبان الانتخابات التشريعية السابقة، مضيفا أنه «عوض أن تفي بالتزاماتها، فضلت الهروب إلى الأمام، ونهج أسلوب المناورة والالتفاف والترويج لخطاب سياسي ملتبس يفتقد للمصداقية والوضوح، والاكتفاء بترديد الشعارات المضللة، أو الانتهازية، مثل شعار (عفا الله عما سلف)» الذي يعد برأيه «رسالة ومجاملة للمفسدين، وبرقية مستعجلة لطمأنة المستبدين». وأشار إلى أن الحكومة «جاءت لتجامل الصناديق المالية الدولية والمؤسسات العالمية، على حساب جيوب وكرامة ومكتسبات وحقوق المواطن المغربي المغلوب على أمره». وتابع المسؤول الحزبي أن الحكومة الحالية أعلنت الحرب على القدرة الشرائية للمواطنين، وزادت من خطورة الاحتقان الاجتماعي»، منتقدا «استهزاءها بالمعارضة، وتغليب أسلوب الاستبداد والتحكم بما ينم عن سلوك استعلائي تجاه الشعب المغربي».
واستغل شباط «فضيحة ملعب الأمير مولاي عبد الله» التي لا تزال قيد التحقيق، لدعوة الوزراء «من أصحاب الفضائح» لتقديم استقالاتهم من تلقاء أنفسهم، أو إقالتهم من قبل رئيس الحكومة، وذلك تفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، أو إقالتهم من قبل أحزابهم «بدل التستر عليهم والدفاع عن زلاتهم ضدا على الأعراف والتقاليد السياسية ومقتضيات الدستور»، موضحا أنه ما دام لم يحدث ذلك فإن المعارضة، ومن منطلق مسؤوليتها، تطالب الحكومة بالاستقالة، والدعوة إلى تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة، والإقرار بفشلها في تدبير العمل الحكومي، والاعتراف بارتكابها لفضائح جسيمة شوهت سمعة المغرب على الصعيد الدولي، في إشارة إلى ما حدث لأرضية ملعب الرباط خلال إحدى مباريات بطولة العالم للأندية لكرة القدم التي احتضنها المغرب بعد أن تحولت إلى بركة مياه وتم نقل المباراة على القنوات الرياضية العالمية. وأضاف «اتضح للرأي العام الوطني والدولي بالصوت والصورة حجم السخرية التي جلبت الحكومة لنفسها، وكانت أول حكومة نجحت في عولمة السخرية».
ومنذ انتخابه أمينا عام لحزب الاستقلال لم يتوقف شباط عن توجيه الاتهامات لابن كيران. وقال خصومه إن تلك الاتهامات تهدف للفت الانتباه، إلى درجة أنه اتهمه من داخل البرلمان بالانتماء إلى تنظيم داعش والتعامل مع «الموساد»، وهي الاتهامات التي يرد عليها ابن كيران في المقابل بسخرية لاذعة.
يذكر أن حزب الاستقلال كان حليفا رئيسيا في الحكومة، يتوفر على 60 مقعدا في مجلس النواب، بيد أنه قرر الانسحاب من الحكومة بعد انتخاب شباط أمينا عاما للحزب بمدة قصيرة. وقدم خمسة وزراء استقلاليين من أصل ستة استقالاتهم. وشغل الحزب حقائب الاقتصاد والمالية، والتربية الوطنية، والطاقة والمعادن والماء والبيئة، والصناعة التقليدية، والجالية المغربية المقيمة بالخارج، والوزارة المنتدبة في وزارة الخارجية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.