صفقات توتنهام... رهان على تحقيق النجاح في الموسم الحالي

بعد ضم غاريث بيل وسيرخيو ريغيلون وبيير إيميل هويبيرغ ومات دوهيرتي

غاريث بيل وسيرخيو ريغيلون... هل يقدمان جديداً لتوتنهام؟ (غيتي)
غاريث بيل وسيرخيو ريغيلون... هل يقدمان جديداً لتوتنهام؟ (غيتي)
TT

صفقات توتنهام... رهان على تحقيق النجاح في الموسم الحالي

غاريث بيل وسيرخيو ريغيلون... هل يقدمان جديداً لتوتنهام؟ (غيتي)
غاريث بيل وسيرخيو ريغيلون... هل يقدمان جديداً لتوتنهام؟ (غيتي)

حتى الآن، سار موسم الانتقالات فيما يخص توتنهام هوتسبير على النحو المألوف، مع ارتباط أسماء عدد هائل من اللاعبين يمكن أن يلتحقوا بالنادي، لكن بمرور الوقت يتضح أن الجزء الأكبر من هذه الأقاويل مجرد شائعات لا أساس لها. ومع ذلك، يبدو هذا الوضع مرشحاً على نحو متزايد للتغيير، مع انضمام كل الدنماركي بيير إيميل هويبيرغ والآيرلندي مات دوهيرتي حديثاً إلى الفريق، وانضم إليهما ثنائي لافت للأنظار من ريال مدريد... جناحه السابق الويلزي غاريث بيل على سبيل الإعارة والظهير الأيسر الإسباني سيرخيو ريغيلون لمدة خمس سنوات.
المؤكد أنه لا ينبغي إصدار أحكام بخصوص فريق ما بالاعتماد على مباراة واحدة فحسب. ومع هذا، تظل الحقيقة أن الأسلوب الذي مني به توتنهام هوتسبير بالهزيمة خلال المباراة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز أمام إيفرتون يوحي بأن هناك مساحات واسعة يمكن العمل على تطوير أداء الفريق فيها، خاصة بعد الفوز المقنع في الجولة الثانية على ساوثهامبتون 5 - 2، ورغم كل مزاياه باعتباره مدافعا جديرا بالاعتماد عليه، فإن افتقار الظهير الأيسر الويلزي بين ديفيز إلى التهديد الهجومي يترك فريقه غير متوازن. كما يفتقد الفريق القوة في العمق أثناء الهجمات ـ مشكلة كانت واضحة على مدار الموسم الماضي. من أجل ذلك، تبدو صفقتا ضم ريغيلون (قضى موسما جيدا قضاه في صفوف إشبيلية على سبيل الإعارة) وبيل منطقية تماماً من الزاوية التكتيكية، وإن كان الأخير يمثل مقامرة أكبر بالتأكيد. المعروف أن بيل يتقاضى أجراً ضخماً، في الوقت الذي يبلغ فيه من العمر 31 عاماً ويفتقر إلى المستوى المناسب للياقة ويكتنف الغموض مسيرته الكروية منذ فترة.
وتشير الأرقام إلى أنه أكمل ست مباريات فقط مع ريال مدريد في بطولة الدوري الموسم الماضي، وأنه على امتداد المواسم الخمسة الأخيرة له بالدوري الإسباني الممتاز، لعب بيل 46 في المائة فقط من الدقائق المتاحة. وإذا نجح توتنهام هوتسبير في دفع بيل للعودة إلى مستوى أداء قريب على الأقل مما كان عليه قبل رحيله عن النادي عام 2013 فإنه سيصبح بذلك إضافة كبرى للفريق ـ لكن يبقى هذا الأمر غير مؤكد الحدوث. من ناحية أخرى، يبدو ريغيلون نجماً آخذا في الصعود. وقد فاز اللاعب بمكان له في قائمة «الغارديان» للفريق المثالي في الدوري الإسباني الممتاز لموسم 2019 - 2020 ولفت جريه الحثيث على جانب الملعب الأنظار خلال مشاركاته في بطولتي الدوري الإسباني الممتاز والدوري الأوروبي الذي فاز به مع إشبيلية. ومن شأن استعداده للتقدم نحو الأمام استعادة التوازن في خط الهجوم غير المتوازن في توتنهام هوتسبير.
وتشير الإحصاءات إلى أنه حقق عددا من المراواغات الناجحة في الموسم الماضي في الدوري الإسباني الممتاز (49) أكثر عما حققه ديفيز على امتداد مسيرته بالدوري الممتاز مع توتنهام هوتسبير والبالغة 129 مباراة (45).
ومع عدم مساهمة ديفيز، لا يحقق توتنهام هوتسبير الكثير في ناحية الهجوم. وقد اعتمد الفريق على الظهير الأيمن الإيفواري سيرغ أورييه في دعم الهجمات عند نقطة متقدمة من الجناح الأيمن. وأنجز أورييه 280 تمريرة في الثلث الأخير من الملعب (رابع أعلى معدل على مستوى الفريق) ولمس الكرة 53 مرة داخل منطقة مرمى الخصم (خامس أعلى معدل في الفريق). إلا أن ديفيز وداني روز افتقرا إلى هذا المستوى من الابتكار على الجانب الأيسر المقابل من الملعب. وحققا معاً بصورة إجمالية 237 تمريرة فقط في الثلث الأخير من الملعب و31 لمسة فقط للكرة داخل منطقة مرمى الفريق المنافس.
من جهته، بمقدور ريغيلون حل هذه المشكلة، خاصة أنه أنجز 369 تمريرة ناجحة في الثلث الأخير من الملعب و82 لمسة للكرة داخل منطقة مرمى الخصم الموسم الماضي. الملاحظ أن توتنهام هوتسبير استعانوا بالفعل بلاعب يتميز بأسلوب تفكير مشابه على الجانب المقابل من الملعب: دوهيرتي الذي أنجز 321 تمريرة في الثلث الأخير ولمس الكرة 93 مرة داخل منطقة مرمى الفريق المنافس. ومن خلال الاستعانة بريغيلون على جانب ودوهيرتي على الآخر، سيتمكن توتنهام هوتسبير من استعادة التوازن.
وبإمكان مورينيو المضي قدماً في نظام تكتيكي كان قد حاول استخدامه الموسم الماضي، لكنه لم يحقق سوى نجاح محدود. كان توتنهام هوتسبير قد اعتمد على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع ـ وأحياناً خمسة ـ ست مرات خلال بطولة الدوري، فاز مرة واحدة خلالها وتخلى عن هذا النظام وتحول إلى نظام آخر في منتصف المباراة في أكثر من مرة. مع ريغيلون ودوهيرتي، يحصل توتنهام هوتسبير على لاعبين تؤهلهما سماتهما الطبيعية لدور «الظهير ـ الجناح»، بجانب تميزهما بقدر كاف من النشاط يمكنهما من تغطية جانبي الملعب والسماح لمورينيو بجعل فريقه أكثر تماسكاً في وسط الملعب.
وفي ظل وجود ثلاثة لاعبين في قلب وتوفير اثنين من هاري وينكس وموسى سيسوكو وهويبيرغ الحماية في وسط الملعب، ستتقلص أعباء الدفاع على عاتق ثلاثي الهجوم. وسيناسب هذا الأسلوب بيل، الذي من غير المحتمل أن يظهر مهارات دفاعية كبيرة بالنظر إلى سنه وسجله في الإصابات. ورغم أن موهبته أمر معروف للجميع داخل النادي، فإنهم سيشعرون بالقلق بالتأكيد بسبب ما عاناه من سلسلة طويلة من الإصابات خلال فترة وجوده في ريال مدريد.
ومع ذلك، فإنه يحصل على الأجر الأكبر، ومن المتوقع أن يشارك بيل في الكثير من المباريات. وفي خضم ذلك، من المحتمل أن يحل محل لوكاس مورا، أكثر ثلاثي الهجوم دأباً ومجهوداً في توتنهام هوتسبير. ومن المؤكد مشاركة هاري كين وسون هيونغ مين لدى تمتعهما باللياقة البدنية المناسبة. ومن المؤكد أن انضمام بيل إلى ثلاثي الهجوم إمكانية تحمل وراءها كثيرا من الإثارة.
أما اللاعب الآخر صاحب القدر الأكبر من الكفاءة في ربط أطراف الفريق معاً فهو جيوفاني لو سيلسو. عند الاعتماد على خطة 4 - 3 - 3، يحصل الأرجنتيني على رخصة للتقدم ـ
إمكانية أخرى، ناهيك عما يمكن لديلي ألي وتانغوي ندومبيلي تقديمه. أيضاً، ربما يفكر توتنهام هوتسبير في بيل كبديل محتمل لإنفاق مبلغ ضخم جديد على مهاجم يوفر غطاءً لكين. وقد قاد اللاعب الويلزي خط الهجوم في منتخب بلاده في الكثير من المباريات ويتمتع بالسمات الجسمانية التي تؤهله لأن يصبح نقطة محورية في الهجوم حال سقوط كين مصاباً من جديد.
وعليه، فإن جماهير توتنهام هوتسبير لديها كل الحق في الشعور بالتفاؤل إزاء امتلاك فريقها اليوم - على الأقل - عددا أكبر من الخيارات. الملاحظ أن الفريق كان من السهل توقع أدائه بدرجة كبيرة بعض الأحيان خلال الموسم الماضي، رغم محاولات مورينيو طرح بعض المفاجآت التكتيكية المعدودة. ووبعد أن تمكن النادي من ضم ريغيلون وبيل، فإن توتنهام هوتسبير سيصبح أبعد ما يكون عن فريق يمكن توقع تحركاته داخل الملعب.


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.