ناشطون سوريون: عطل فني أصاب مقاتلة الطيار الأردني الأسير

مصادر إسرائيلية: اتصالات بين «داعش» وعشائر البرارشة التي ينتمي إليها معاذ الكساسبة لإطلاق سراحه

(في الاطار) والد الطيار الأردني معاذ الكساسبة يناشد تنظيم داعش إطلاق سراح ابنه (أ.ف.ب) ومسيرة شعبية خرجت بعد صلاة الجمعة أمس في وسط عمان تضامنا مع أسرة الطيار الأردني الأسير وتنديدا بالتنظيم الإرهابي داعش (أ.ف.ب)
(في الاطار) والد الطيار الأردني معاذ الكساسبة يناشد تنظيم داعش إطلاق سراح ابنه (أ.ف.ب) ومسيرة شعبية خرجت بعد صلاة الجمعة أمس في وسط عمان تضامنا مع أسرة الطيار الأردني الأسير وتنديدا بالتنظيم الإرهابي داعش (أ.ف.ب)
TT

ناشطون سوريون: عطل فني أصاب مقاتلة الطيار الأردني الأسير

(في الاطار) والد الطيار الأردني معاذ الكساسبة يناشد تنظيم داعش إطلاق سراح ابنه (أ.ف.ب) ومسيرة شعبية خرجت بعد صلاة الجمعة أمس في وسط عمان تضامنا مع أسرة الطيار الأردني الأسير وتنديدا بالتنظيم الإرهابي داعش (أ.ف.ب)
(في الاطار) والد الطيار الأردني معاذ الكساسبة يناشد تنظيم داعش إطلاق سراح ابنه (أ.ف.ب) ومسيرة شعبية خرجت بعد صلاة الجمعة أمس في وسط عمان تضامنا مع أسرة الطيار الأردني الأسير وتنديدا بالتنظيم الإرهابي داعش (أ.ف.ب)

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون سوريون أن «عطلا فنيا أصاب مقاتلة الطيار الأردني الذي أسره تنظيم داعش في سوريا قبل أن يغادرها، إثر إطلاق النار وصواريخ في اتجاهها».
وشدد ناشطون في الرقة (حسب وكالة الصحافة الفرنسية) على أن عطلا فنيا أصاب الطائرة قبل أن يغادرها الطيار الأردني، من دون أن يؤكدوا ما إذا كانت هذه الطائرة أصيبت بنيران أو صواريخ التنظيم، قبل أن يقفز منها الطيار.
ومن ناحيته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «مصادر في المنطقة رأت الطائرة تحلق على علو منخفض. كان هناك عطل فني. المصادر رأت بعد ذلك عناصر (داعش) وهم يطلقون النار من أسلحة رشاشة ثقيلة وصواريخ محمولة على الكتف في اتجاه الطائرة».
وأضاف: «الطيار غادر الطائرة بعدما منعه العطل الفني من أن يحلق بها على مستوى أعلى».
وسقطت الأربعاء طائرة حربية أردنية مشاركة في عمليات التحالف الدولي قرب مدينة الرقة، معقل «داعش» الذي أسر طيارها الأردني معاذ الكساسبة، في أول حادثة من نوعها منذ بدء غارات التحالف ضد هذه الجماعة المتطرفة في سوريا قبل 3 أشهر. وأعلن التنظيم في حينها أنه أسقط الطائرة بصاروخ حراري.
لكن الأردن نفى أن تكون طائرته أُسقطت بـ«نيران» تنظيم داعش، مؤكدا على لسان مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أنه لا يمكن تحديد سبب سقوط الطائرة في الوقت الحالي، لعدم إمكانية الوصول إلى حطام الطائرة أو الطيار. ونفت واشنطن بدورها مزاعم التنظيم بأنه أسقط المقاتلة الأردنية وهي من طراز «إف - 16».
وقالت القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على عمليات التحالف الجوية فوق العراق وسوريا في بيان إن «الأدلة تشير بوضوح إلى أن (داعش) لم يسقط الطائرة، مثلما يزعم هذا التنظيم الإرهابي».
ومن جهتها، نفت مصادر إسرائيلية غير رسمية الرواية الأميركية حول سقوط الطائرة الأردنية، يوم الأربعاء الماضي، وقالت إنه لا يوجد أدنى شك لدى الخبراء الإسرائيليين الذين يتابعون الحادث، في أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض - جو، وإن الأمر يحتاج إلى بحث دقيق من الأميركيين، وبالتالي الاستعداد لمواجهة هذا التطور الجديد في قوة «داعش»، وسبل مكافحته.
وشككت المصادر الإسرائيلية في بيان القيادة الأميركية، وقالت: «لم يكشف البيان عن سبب (تحطم) الطائرة». وأشارت إلى إمكانية قيام «داعش» بمثل هذه العمليات لامتلاكه معدات حربية متطورة حصل عليها من مخازن الأسلحة العراقية والسورية والليبية.
وزعمت المصادر أن بعض العسكريين في تلك الدول انضموا للتنظيم للقتال ضد قوات التحالف والنظامين السوري والعراقي. ولذلك فإن إسقاط الطائرة الأردنية يمكن أن يسجل كإنجاز معنوي كبير ومهم لدى «داعش»، بعد تلقي التنظيم ضربات قاسية في الأسابيع الأخيرة من قوات التحالف التي أدت إلى تصدعات غير قليلة داخل التنظيم وانقسامات في الميدان وفرار المئات من جنوده، فإسقاط الطائرة الأردنية لا يعد انتصارا عسكريا لـ«داعش»، بل يعد مكسبا معنويا لا أكثر.
وفي غضون ذلك، أشار مصدر إسرائيلي إلى وجود اتصالات بين «داعش» وعشائر البرارشة، التي ينتمي إليها الطيار الأسير، معاذ الكساسبة لإطلاق سراحه.
وتابع: «لن يدخل التنظيم في صدام مع هذه العشائر الثرية والقوية، التي تخرج من بين صفوفها عدد كبير من الضباط البارزين في الجيش الأردني. وهذه العشائر تسيطر على المناطق الجنوبية للأردن، وهي المناطق التي يحاول (داعش) وقبله تنظيم القاعدة أيضا، استخدامها لنقل الأسلحة والمقاتلين من وإلى سيناء المصرية أو العراق وسوريا. وهو بحاجة ماسة للتفاوض مع هذه العشائر. ولذلك فإنه سيكون معنيا بمحادثات مع العشائر بشكل مباشر، ويتم إنهاؤها بإطلاق سراح الطيار الأسير مقابل التعاون». وتابع: «بالطبع ليس من السهل على (داعش) تحقيق هدفه عند هذه العشائر التي تدين بالولاء الكامل للملك. وحتى في هذه الحالة، من المرجح أن لا تبادر (داعش) إلى شراء عداء هذه العشائر بالذات، لأنها ستأخذ الأمور بشكل شخصي، وهذا ليس في صالحه».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.