«فتح» و«حماس» تبحثان إجراء انتخابات تشمل الرئاسة و{المنظمة}

أشتية يقول إن أميركا منعت دولاً من دفع الأموال للسلطة

عائلة تتسلم مساعدات «الأونروا» في غزة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
عائلة تتسلم مساعدات «الأونروا» في غزة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

«فتح» و«حماس» تبحثان إجراء انتخابات تشمل الرئاسة و{المنظمة}

عائلة تتسلم مساعدات «الأونروا» في غزة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
عائلة تتسلم مساعدات «الأونروا» في غزة الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

قال أمين سر «اللجنة المركزية» لحركة «فتح»، جبريل الرجوب، إن الفلسطينيين ذاهبون إلى انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، وعلى قاعدة التمثيل النسبي.
وأضاف في تصريحات لـ«تلفزيون فلسطين» أن كل فصيل يحق له تشكيل قائمته، حسب القانون، «ونحن في حركة (فتح) ملتزمون، وبعد الانتخابات، يفترض أن تكون هناك صيغة لحكومة ائتلاف وطني».
وتابع الرجوب أن حركة «فتح» معنية بأن «يكون الجميع داخل النظام السياسي، وبعد الوصول إلى البرلمان، تجرى انتخابات رئاسية، ثم يتم تشكيل المجلس الوطني، حسب الظروف». وشدد على أن «الشراكة موضوع محسوم، والانتخابات هي طريق التخلص من الانقسام، وإقامة الحكم».
وأردف: «هناك حوار بيننا وبين (حماس)، وبمعرفة الفصائل الفلسطينية، ومخرجات وطنية، و(الجهاد الإسلامي) الأكثر حماساً لحالة التوافق الوطني».
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس التقى بداية الشهر الحالي الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، وأبلغهم بأنه موافق سلفاً على كل القرارات التي ستخرج بها اللجان التي يفترض أن تضع آليات إنهاء الانقسام وتوحيد النظام السياسي الفلسطيني بما يشمل مشاركة فصائل المعارضة مثل «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في منظمة التحرير الفلسطينية، في خطوة بدت من طرفه «الرد الأمثل في مواجهة خطة (صفقة القرن) الأميركية والضغوط التي تتعرض لها السلطة سياسياً ومالياً».
وكان هذا أول اجتماع يترأسه عباس ويحضره رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية وأمين عام «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة، وفصائل معارضة منذ الانقسام الفلسطيني قبل 13 عاماً.
وشكلت الفصائل لجنة تقدم رؤية استراتيجية لتحقيق إنهاء الانقسام والمصالحة والشراكة خلال مدة لا تتجاوز 5 أسابيع. وقالت مصادر متطابقة، ان الرجوب وصل تركيا وسيلتقي قيادات من {حماس}، لمتابعة ملفات اجتماع الأمناء العامين والمشاورات الثنائية.
وقال الرجوب إن اجتماع بيروت السابق الذي ضم أكثر من 12 فصيلاً؛ بينها «حماس» و«الجهاد»، شكل «منعطفاً حاداً وجدياً لصياغة مستقبل الشعب الفلسطيني». وأضاف: «نحن الآن توافقنا، ولا أحد يمنعنا من إجراء الانتخابات وتجديد النظام السياسي وإشراك كافة الفصائل، ومن أن نقدم أنفسنا من خلال هذه المظلة (منظمة التحرير) التي أجمع عليها الكل».
وقد حاول الطرفان في السابق الاتفاق على انتخابات كان مصيره الفشل، بسبب خلافات حول الآلية والمرجعية وبعض القوانين الخاصة، لكنهم يقولون الآن إنهم لا يملكون سوى التوحد أمام التحديات.
في شأن آخر، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، الإدارة الأميركية بالسعي إلى محاصرة القيادة والشعب الفلسطيني والتضييق «سياسياً واقتصادياً ومالياً».
وقال أشتية في مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية، أمس، إن «الرئيس دونالد ترمب أقدم على قطع المساعدات عنا، ومنع بعض الدول العربية من الوفاء بالتزاماتها تجاهنا، في عملية ضغط ممنهج ومحاولة ابتزاز مبرمجة، لإجبارنا على مقايضة حقوقنا الوطنية والقدس بالمال». وأضاف: «نحن أصحاب حق، ونملك الإرادة والإيمان بوطننا، ونتمسك بأرضنا، ولا نساوم عليها من أجل المال». وحيا أشتية «العرب المؤمنين بفلسطين، وحقها وحريتها واستقلال شعبها»، وأردف: «سنبقى حماة الأرض والأقصى».
ويعزز اتهام أشتية حول حرب سياسية ومالية على الفلسطينيين، اتهامات رئاسية سابقة للولايات المتحدة بالعمل على المس بالقيادة الفلسطينية الحالية. وانقطعت العلاقات بين القيادة الفلسطينية والإدارة الأميركية بسبب موقف الرئيس الأميركي من القدس نهاية عام 2017، ونشره لاحقاً خطة سلام رفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلاً. ووصلت العلاقة إلى حد التحدي، بعد رعاية الولايات المتحدة اتفاقات تطبيع بين دول عربية وإسرائيل، وهي اتفاقات ردت عليها السلطة برفض قاطع ومحاولة ترتيب البيت الداخلي.
وتسعى السلطة الآن إلى اتفاق مع حركة «حماس» على إنهاء الانقسام، ويشمل إجراء انتخابات عامة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».