نيس تحتفي بالرسّام بن فوتييه الذي «يكتب» لوحاته

معرض يجمع 500 عمل من أعماله

من أعمال بنجامان فوتييه
من أعمال بنجامان فوتييه
TT

نيس تحتفي بالرسّام بن فوتييه الذي «يكتب» لوحاته

من أعمال بنجامان فوتييه
من أعمال بنجامان فوتييه

تحتفي مدينة نيس، جنوب فرنسا، بالفنان السويسري الأصل بنجامان فوتييه الشهير بـ«بن». ويبلغ الفنان المولود في نابولي بإيطاليا من العمر 85 عامًا. وتقيم البلدية، بالتعاون مع ابنته إيفا التي تملك صالة للعرض الفني في نيس، معرضًا يسترجع 50 عامًا من مسيرة الفنان الذي يعتبر من علامات المشهد التشكيلي الحديث في النصف الثاني من القرن العشرين، والرسام الذي أدخل الكتابة إلى صلب أعماله.
يقام المعرض على مساحة 2000 متر مربع. وهو يجمع 500 عمل للفنان الذي خصص جانبًا من المعرض لتشجيع الرسامين الجدد. كما يشتمل على أفلام سينمائية وتعبيرية وندوات لنقاشات لم يتوقف بن فوتييه عن إثارتها طوال مسيرته. فهو لم يكن رسامًا فحسب بل ناشط في مجال العروض الفنية والحوارات الفلسفية حول الأعراق والإثنيات والنزعات الفردية والبحث عن الحقيقة. كما يوصف بأنه نجح في إدخال العناصر اليومية العادية إلى فضاءات أعماله المبتكرة ذات الطابع المختلف عن المألوف.
عاش الفنان السنوات الخمس الأولى من حياته في مسقط رأسه، نابولي. وكان والده سويسريًا ووالدته إيرلندية، وقد أخذته معها في رحلات طويلة إلى مصر وتركيا قبل الاستقرار في مدينة نيس، حيث درس الفن ثم انتقل ليصبح طالبًا في القسم الداخلي بكلية «ستانيسلاس» العريقة. وبمساعدة أمه، حصل بن على عمل كساع لدى مكتبة «القزم الأزرق» بعد ذلك اشترت له متجرًا لبيع الكتب والقرطاسية، باعه ليفتح كشكًا لبيع الأسطوانات المستعملة، كانت واجهته معرضًا لمختلف أشكال البضائع الغريبة. وسرعان ما أصبح العنوان ملتقى لفناني المدينة المعروفين من أمثال النحات سيزار.
كان بن سعيدًا بالنقاشات التي تدور في متجره. كما سحرته الواقعية الجديدة التي كانت تعبر عن نفسها في الرسم والنحت والسينما والرواية. وهو قد نال شهرته مع أواخر ستينيات القرن الماضي حين لفت الأنظار بلوحات وتشكيلات تتضمن عبارات مكتوبة. ولعل وصف اللوحة لا ينطبق تمامًا على أعمال الفنان بل يمكن القول إنه كان من رواد المحاولات الأولى لما يسمى اليوم بـ«التجهيزات» الفنية. لقد كان فنانًا طليعيًا ينتمي لموجة ما بعد الحداثة، ولعدد من الرسامين شكلوا تجمع «فلوكسوس» وكانت أعمالهم قريبة من الفن الحروفي. فالعبارة في لوحاته تحمل رسالة مقصودة ولها القوة نفسها التي للخطوط والتشكيلات. وهو يؤمن بأنه لا قيمة للفن الذي لا يحمل جديدًا ولا يحدث صدمة للمشاهد بحيث إنه مضى في مغامرته إلى عمل «تماثيل حية»، وكان يقف في الشارع ليضع توقيعه على أجسام أصدقائه أو أفراد عائلته أو حتى المارة العابرين. وكانت ابنته إيفا في الثالثة من عمرها حين قام بإمضاء اسمه على جسدها.
دخلت أعمال بن فوتييه كبريات المتاحف في فيينا وويلز وليون وباريس وأمستردام نيويورك وسيدني. كما أضيف الكشك الخاص به إلى المجموعة الدائمة لمركز بومبيدو الفني في باريس. وطوال ستين عامًا من النشاط الفني لم تفارق الكاميرا يد الرسام، بحيث تجمع لديه خزين من اللقطات التي تتابع التغيرات التي تطرأ على المشهد اليومي في الشارع، وصور الجمهور الذي يحضر النشاطات الفنية، أو حتى رواد المقاهي والمارة والتلاميذ الخارجين من المدراس.
ومع تقدمه في السن التفت بن إلى الاهتمام بالفنانين الشباب وتشجيعهم وتقديم الدعم لهم.
ونظرًا لاهتمامه بسينما الشارع وبحرية الفنان في تجريب كافة الوسائل المتاحة، فإن عروضًا وندوات في الهواء الطلق ستقام على هامش معرضه الاستعادي في نيس.



«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
TT

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)
فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة»، حيث تصدر الفيلم شباك التذاكر بعد اليوم الثامن لعرضه في مصر، محققاً إيرادات تقارب الـ45 مليون جنيه (الدولار يساوي 50.78 جنيه مصري).

وينافس «الحريفة 2» على إيرادات شباك التذاكر بجانب 7 أفلام تعرض حالياً في السينمات، هي: «الهوى سلطان»، و«مين يصدق»، و«اللعب مع العيال»، و«وداعاً حمدي»، و«المخفي»، و«الفستان الأبيض»، و«ولاد رزق 3» والأخير تم طرحه قبل 6 أشهر.

وأزاح فيلم «الحريفة 2» الذي تقوم ببطولته مجموعة من الشباب، فيلم «الهوى سلطان»، الذي يعدّ أول بطولة مطلقة للفنانة المصرية منة شلبي في السينما، وكان يتصدر إيرادات شباك التذاكر منذ بداية عرضه مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويعد الجزء الثاني من الفيلم «الحريفة» هو التجربة الإخراجية الأولى للمونتير المصري كريم سعد، ومن تأليف إياد صالح، وبطولة نور النبوي، وأحمد بحر الشهير بـ«كزبرة»، ونور إيهاب، وأحمد غزي، وخالد الذهبي، كما يشهد الفيلم ظهور مشاهير عدة خلال الأحداث بشخصياتهم الحقيقية أو «ضيوف شرف» من بينهم آسر ياسين، وأحمد فهمي.

لقطة من فيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي اجتماعي شبابي، حول المنافسة في مسابقات خاصة بكرة القدم، كما يسلط الضوء على العلاقات المتشابكة بين أبطال العمل من الشباب.

الناقدة الفنية المصرية مها متبولي ترجع سبب تصدر فيلم «الحريفة 2» لإيرادات شباك التذاكر إلى أن «أحداثه تدور في إطار كوميدي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الشباب الذين يشكلون الفئة الكبرى من جمهور السينما في حاجة لهذه الجرعة المكثفة من الكوميديا».

كما أكدت متبولي أن «سر الإقبال على (الحريفة 2) يعود أيضاً لتقديمه حكاية من حكايات عالم كرة القدم المحبب لدى الكثيرين»، لافتة إلى أن «هذا العالم يمثل حالة خاصة ونجاحه مضمون، وتاريخ السينما يشهد على ذلك، حيث تم تقديم مثل هذه النوعية من قبل وحققت نجاحاً لافتاً في أفلام مثل (الحريف) و(رجل فقد عقله)، من بطولة عادل إمام، وكذلك فيلم (سيد العاطفي)، من بطولة تامر حسني وعبلة كامل».

ونوهت متبولي إلى أن الفنان أحمد بحر الشهير بـ«كزبرة» يعد من أهم عوامل نجاح الفيلم؛ نظراً لتمتعه بقبول جماهيري كبير، مشيرة إلى أن «السينما المصرية بشكل عام تشهد إقبالاً جماهيرياً واسعاً في الموسم الحالي، وأن هذه الحالة اللافتة لم نلمسها منذ فترة طويلة».

وتضيف: «رواج السينما وانتعاشها يتطلب دائماً المزيد من الوجوه الجديدة والشباب الذين يضفون عليها طابعاً مختلفاً عبر حكايات متنوعة، وهو ما تحقق في (الحريفة 2)».

الملصق الترويجي لفيلم «الحريفة 2» (الشركة المنتجة)

وأوضحت أن «الإيرادات اللافتة للفيلم شملت أيام الأسبوع كافة، ولم تقتصر على يوم الإجازة الأسبوعية فقط، وذلك يعد مؤشراً إيجابياً لانتعاش السينما المصرية».

وبجانب الأفلام المعروضة حالياً تشهد السينمات المصرية طرح عدد من الأفلام الجديدة قبيل نهاية العام الحالي 2024، واستقبال موسم «رأس السنة»، من بينها أفلام «الهنا اللي أنا فيه» بطولة كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني، و«بضع ساعات في يوم ما» بطولة هشام ماجد وهنا الزاهد، و«البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» بطولة عصام عمر، و«المستريحة»، بطولة ليلى علوي وبيومي فؤاد.