تأكيد أممي لعقد {برلين 2} الشهر المقبل

TT

تأكيد أممي لعقد {برلين 2} الشهر المقبل

قال الناطق باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «التحضيرات لا تزال جارية» بين المسؤولين في المنظمة الدولية والحكومة الألمانية لعقد مؤتمر دولي ثانٍ حول ليبيا مطلع الشهر المقبل. بينما أشادت الممثلة الخاصة بالإنابة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هناك، ستيفاني ويليامز، بإعلان رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، نيته تسليم السلطة إلى سلطة تنفيذية جديدة، معتبرة أن «هناك فرصة» لإحياء العملية السياسية في البلاد.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر ألماني أنه «جرى تثبيت الموعد» في 5 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، علماً «أننا لا نزال في المراحل التحضيرية».
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ناطق باسم الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية والحكومة الألمانية تخططان لعقد مؤتمر جديد بشأن ليبيا عبر الإنترنت في 5 أكتوبر، موضحاً أن القمة ستضم إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة عدداً من وزراء الخارجية وممثلي طرفي النزاع في ليبيا.
ويأتي هذا الاجتماع الجديد بعد قمة نظمت في برلين في يناير (كانون الثاني) الماضي، بمشاركة كل الدول المنخرطة في النزاع الليبي، والتي وعدت بوقف إمداد الأطراف المتحاربة بالسلاح والمقاتلين في ليبيا.
ومن المتوقع أن يضم الاجتماع الافتراضي ممثلين من ألمانيا، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وتركيا، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية الكونغو، وإيطاليا، ومصر، والجزائر. بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية.
وكان فايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، قد أعلن الأربعاء عن رغبته في تسليم مهامه بحلول نهاية الشهر المقبل.
إلى ذلك، نقل الناطق باسم الأمم المتحدة عن الممثلة الخاصة للأمين العام في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، أنها «تشيد بالقرار الشجاع» الذي اتخذه السراج بإعلانه «نيته تسليم السلطة إلى سلطة تنفيذية جديدة بحلول نهاية أكتوبر المقبل». وقالت ستيفاني: «يأتي إعلان السيد السراج عند محطة حاسمة في الأزمة الليبية، التي طال أمدها، وفي وقت أصبح فيه من الواضح أنه لم يعد بالإمكان إبقاء الوضع على ما هو عليه. وتقع المسؤولية الآن على الأطراف الليبية المعنية لتحمل مسؤولياتها بالكامل أمام الشعب الليبي، واتخاذ قرارات تاريخية، والقبول بتقديم تنازلات متبادلة من أجل وطنهم». مؤكدة أنه «بالبناء على البيانين اللذين أصدرهما كل من السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح في 21 أغسطس (آب) 2020، والاجتماعات التي انعقدت أخيراً بين الأطراف الليبية الرئيسية في مونترو بسويسرا والمغرب ومصر، فإن هناك فرصة لاستئناف الحوار السياسي الليبي - الليبي الشامل للجميع، والذي تعتزم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا المضي قدماً فيه في أقرب فرصة».
ورأت ستيفاني أنه «من الأهمية بمكان خلال هذه الفترة أن يفي المجتمع الدولي بمسؤولياته أيضاً، واحترام السيادة الليبية، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، والتقيد التام بقرار حظر التسليح الذي تفرضه الأمم المتحدة».



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».