الشرطة الإسرائيلية توافق على تسليم جثماني غسان وعدي الجمل بشروط

الشرطة الإسرائيلية توافق على تسليم جثماني غسان وعدي الجمل بشروط
TT

الشرطة الإسرائيلية توافق على تسليم جثماني غسان وعدي الجمل بشروط

الشرطة الإسرائيلية توافق على تسليم جثماني غسان وعدي الجمل بشروط

أصدر المستشار القضائي للشرطة الإسرائيلية، أمس، قرارا يقضي بتسليم جثماني غسان وعدي أبو الجمل، منفذي الهجوم على كنيس في القدس الذي وقع بتاريخ 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأسفر عن مقتل 5 إسرائيليين يحمل 3 منهم الجنسية الأميركية، وآخر يحمل الجنسية البريطانية، والخامس هو شرطي إسرائيلي قضى متأثرا بإصابته في الهجوم.
ونقلت وكالة «معا» عن محامي مؤسسة الضمير محمد محمود، في بيان صحافي، قوله إن المخابرات الإسرائيلية عقدت اجتماعا خاصا «بحضور المحامي محمود ووالد الشهيد غسان وشقيقه معاوية لبحث تسليم جثامين الشهداء أبو الجمل».. وتقرر تسليم الجثامين بـ4 شروط هي: أن يجري دفن جثمان غسان وعدي أبو الجمل في مقبرة السياحرة الشرقية خلال موعد أقصاه يوم الأحد المقبل، وأن تبلغ عائلتهما بموعد التسليم قبل ساعة واحدة فقط، وأن لا يزيد عدد المشيعين على 40 شخصا من عائلة أبو الجمل. وأن تودع العائلة مبلغا ماليا قيمته 20 ألف شيكل لدى الشرطة الإسرائيلية لضمان الالتزام بالشروط.
وأوضح المحامي محمود أنه قام أمس بكتابة وتحضير استئناف لتقديمه إلى المحكمة الإسرائيلية العليا، وذلك بسبب المماطلة التي تبديها الشرطة الإسرائيلية في إعطاء جواب نهائي حول الجثامين، وجرى إرسال نسخة منه للنيابة العامة، التي ردت عليه صباح أمس بموافقتها على تسليم الجثامين خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف المحامي أن المخابرات عقدت جلسة خاصة لها في مركز شرطة المسكوبية، لبحث «موضوع التسليم وشروطه».
وأضاف المحامي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوعز بتسليم جثماني الشابين لعائلاتهما بشروط.
وكان المحامي محمد محمود قد تابع على مدار 36 يوما، ملف جثماني عدي وغسان أبو الجمل منذ اللحظات الأولى لمقتلهما، وبعث برسائل رسمية عدة للمستشار القضائي للشرطة، وللشرطة، وللمخابرات، إضافة إلى الاتصالات اليومية، وجلسات في المحاكم الإسرائيلية «الصلح والمركزية»، طالب فيها بتسليم الجثامين، للحيلولة دون دفنهما فيما يسمى «مقبرة الأرقام»، كما أوردت وكالة «معا» الإخبارية.
ونفذ غسان محمد أبو جمل (31 عاما) وعدي عبد أبو جمل (22 عاما) هجوما على كنيس يهودي في قرية «دير ياسين» بتاريخ نوفمبر الماضي، وأصيبا برصاص قوات الشرطة الإسرائيلية بعد الاشتباك معهما.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.