انطلاق التدقيق الجنائي في حسابات البنك المركزي اللبناني

وزير المالية اللبناني غازي وزني (أ.ف.ب)
وزير المالية اللبناني غازي وزني (أ.ف.ب)
TT

انطلاق التدقيق الجنائي في حسابات البنك المركزي اللبناني

وزير المالية اللبناني غازي وزني (أ.ف.ب)
وزير المالية اللبناني غازي وزني (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة المالية اللبنانية، اليوم الأربعاء، بدء تدقيق جنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي، وهو من بين الخطوات التي يريد المانحون رؤيتها لمساعدة البلاد على الخروج من أزمة مالية خانقة.
ووافقت الحكومة في يوليو (تموز) على تعيين شركة «ألفاريز أند مارسال» لإجراء التدقيق الجنائي الذي يشمل عادة فحصا دقيقا للسجلات المالية للمؤسسات وقد يرصد أي إساءة استخدام للأموال.
وبدء التدقيق واحد من متطلبات خريطة طريق فرنسية تحدد خطوات لضمان حصول لبنان على مساعدة دولية يحتاج إليها بشدة وتساعد في إنهاء أزمة تمثل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وقالت الوزارة إن الخطوة الأولى ستكون تقديم «ألفاريز أند مارسال» قائمة «أولية بالمعلومات المطلوبة من مصرف لبنان» لوزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني.
وتحت وطأة جبل من الديون، تعثر النظام المالي في لبنان عام 2019 ومنعت البنوك عملاءها من الحصول على ودائعهم، في حين راحت العملة المحلية تفقد قيمتها. وتخلف لبنان هذا العام عن سداد ديونه السيادية للمرة الأولى عندما قررت حكومة حسان دياب الامتناع عن دفع سندات اليوروبوندز المستحقة.
وتفاقمت الأزمة بعد الانفجار الضخم الذي وقع الشهر الماضي في مرفأ بيروت ودمر أحياء عدة من المدينة.
وتوقفت هذا العام محادثات مع صندوق النقد الدولي، تعتبر ضرورية لنيل مساعدة دولية أوسع، بعد أن استمرت لأسابيع قليلة فقط، وذلك بسبب خلاف بين مصرف لبنان وبنوك تجارية وسياسيين على تحديد حجم الخسائر المالية.
وقالت حكومة تصريف الأعمال التي استقالت بعد انفجار المرفأ، إن التدقيق الجنائي سيظهر الشفافية الضرورية لطمأنة المانحين.
ودافع حاكم مصرف لبنان منذ 27 عاماً رياض سلامة عن دور البنك قائلا إنه حافظ على الاستقرار المالي والنقدي بينما كانت الحكومات المتعاقبة تزيد الديون، ونفى صحة شائعات عن أنه سيستقيل. وفي المقابل يحمّله منتقدوه مسؤولية الموافقة على إقراض الحكومات المتعاقبة أموالاً من البنك المركزي الذي استدانها بدوره من البنوك الخاصة، اي من أموال المودعين، رغم إدراكه أن خزينة الدولة عاجزة عن سدادها.
يضاف إلى ذلك، أن سلامة قام بعدد من الهندسات المالية التي أفادت البنوك الخاصة لكنها أتت على حساب الاقتصاد ومنعة العملة.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.