اتساع حملة الأمن العراقي ضد «السلاح المنفلت»

مقتل عائلة من 5 أشخاص في بغداد ضمنهم طفل عمره 7 أعوام

عنصرا أمن ومعهما كلب شمّ خلال مداهمة في البصرة أمس (رويترز)
عنصرا أمن ومعهما كلب شمّ خلال مداهمة في البصرة أمس (رويترز)
TT

اتساع حملة الأمن العراقي ضد «السلاح المنفلت»

عنصرا أمن ومعهما كلب شمّ خلال مداهمة في البصرة أمس (رويترز)
عنصرا أمن ومعهما كلب شمّ خلال مداهمة في البصرة أمس (رويترز)

شهدت محافظات ومناطق عدة في العراق، أمس، عمليات دهم وتفتيش وبحث عن مطلوبين للقضاء، في إطار حملة أطلقتها الحكومة مطلع الأسبوع، لفرض القانون ومجابهة السلاح المنفلت. وأصدرت «خلية الإعلام الأمني»، أمس، مجموعة بيانات حول العمليات التي نفذها الجيش في محافظات البصرة وميسان وديالى وكركوك.
وباشرت «قيادة عمليات البصرة»، فجر أمس، واجب تفتيش وفرض الأمن وإنفاذ القانون في مناطق شمال البصرة. وتمكنت قوات من «إلقاء القبض على 40 مطلوباً بقضايا قانونية مختلفة، و12 مخالفاً لقانون الإقامة يحملون جنسيات آسيوية، وضبطت أيضاً 16 بندقية نوع كلاشنيكوف، وسلاح قناص روسياً، و200 إطلاقة كلاشنيكوف، ومسدسين، ورمانة يدوية، ومواد مخدرة وأدوات تعاطي».
وفي منطقة العزير جنوب محافظة ميسان نفذت قوات الأمن مذكرات إلقاء القبض على المطلوبين للقضاء ومصادرة الأسلحة غير المرخصة، إضافة إلى «العثور على رشاشة ثقيلة أحادية 12.7 ملم ورشاشة متوسطة نوع (BKC) وبندقية».
وفي محافظة ديالى شرق البلاد، نفذت «قيادة القوات البرية» وبإسناد من طيران الجيش عملية عسكرية في «زور أم الحنطة وزور الإصلاح» في قضاء خانقين لملاحقة بقايا عناصر «داعش» الإرهابي.
وفي محافظة كركوك شمالاً لاحقت «قيادة العمليات المشتركة» في المحافظة بقايا عناصر «داعش»، وفتشت المناطق الجنوبية في المحافظة. وطبقاً لبيان «خلية الإعلام الأمني»، عثرت «القوات المشتركة» في العملية على «50 صاروخاً مختلفة الأنواع، و300 مقذوفة، كما عثرت على 3 أوكار».
وفي كركوك أيضاً، حاصرت قوات الأمن، أمس، أحد العناصر الانتحارية في «وادي أبو شيحة» بناحية الرشاد، وأدى «الحادث إلى إصابة منتسبين اثنين من الشرطة الاتحادية»، استنادا لبيان «خلية الإعلام».
من ناحية ثانية، هزّت أوساط البغدادين، أمس، جريمة قتل مروعة نفذت بمسدس شخصي ذهب ضحيتها عائلة مؤلفة من 5 أفراد، ضمنهم رب العائلة علي جعفر علي حسين السلطاني (1986) ويعمل موظفاً في وزارة الكهرباء، والزوجة سهاد عبد الحسن بادي السعيدي، (1987)، والأولاد: زينب (2003)، وسرى (2005)، وعباس (2013). ويقع منزل العائلة المغدورة في حي المعلمين شرق العاصمة بغداد.
وقال أحد أقارب العائلة لـ«الشرق الأوسط» إن «الابن الأكبر حسين (2007) الناجي الوحيد من المجزرة لعدم وجوده في المنزل أثناء ارتكابها».
ورغم كتابة الجاني شعارات على منزل العائلة المغدورة تتعلق بـ«سرايا السلام» التابعة لـ«التيار الصدري»، وأن الجريمة ارتكبت بدافع الانتقام ممن يتطاول على مقام آل الصدر، وخط على أحد جدران المنزل عبارة: «هذا مصير من يتجاوز على آل الصدر»، فإن أقارب العائلة ووزارة الداخلية ينفون الأمر ويقولون إن الجاني تعمد حشر «السرايا» واسم «الصدر»، في محاولة للتضليل، وإن رب الأسرة لم يسبق أن كانت له مشكلات مع «التيار الصدري» أو مع غيره من الفصائل والأحزاب السياسية.
وطبقاً لوزارة الداخلية، فإن القاتل قام بـ«جمع أفراد العائلة في حمام المنزل وبدأ بإطلاق النار عليهم بواسطة سلاح نوع مسدس». وقال المتحدث باسم «الداخلية» خالد المهنا إن «الجاني الذي قام بقتل العائلة حاول أن يوهم القوات الأمنية من خلال كتابته شعارات تخص تيارات سياسية، اتضح بعد إلقاء القبض عليه أنه يمت لهم بصلة قرابة (ابن عمهم)، ويعاني من مشكلات نفسية وارتكب الجريمة». ويؤكد أحد أقارب العائلة المغدورة، لـ«الشرق الأوسط» أن عمر الجاني لا يتجاوز العشرين عاماً وأنه ابن أخي رب العائلة الضحية علي جعفر، لكنهم يجهلون الدوافع وراء ارتكاب جريمة القتل البشعة، ويقول إنه «يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة فقر عائلته الشديد بعد وفاة والده قبل نحو 4 سنوات».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.