تأجيل انطلاق محادثات السلام الأفغانية

TT

تأجيل انطلاق محادثات السلام الأفغانية

بعد شهور من التأخير الذي نجم إلى حد بعيد عن الخلاف بشأن مطالب «طالبان» المتعلقة بإطلاق جميع سجناء الحركة المسلحة، حدا قرار الحكومة بالإفراج عن معظم السجناء الأسبوع الماضي بالأطراف الرئيسية المعنية إلى توقع أن تبدأ المحادثات أخيراً. إلا إن الوفد الحكومي لم يغادر أمس حسب الاتفاق لبدء الجولة الأولى من المحادثات لوضع نهاية لسنوات من العنف في هذا البلد الذي تمزقه الحروب منذ عشرات السنين.
كان المفاوضون يتوقعون في بادئ الأمر أن يتوجهوا إلى الدوحة في أواخر الأسبوع الماضي استعداداً لبدء المحادثات أمس الاثنين. وذكرت مصادر رسمية ودبلوماسية أن المفاوضين الأفغان أرجأوا زيارة مقررة إلى الدوحة لإجراء محادثات سلام تأجلت طويلاً مع حركة «طالبان» في ظل عدم الانتهاء من الترتيبات الخاصة بها في العاصمة القطرية الدوحة، مما أدى إلى تأخير بدء المحادثات. وأبلغ مصدر حكومي وآخر دبلوماسي «رويترز» بأن الفريق لم يغادر أمس الاثنين. وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول حكومي كبير، إن فريق التفاوض قد يتوجه إلى العاصمة القطرية اليوم الثلاثاء.
وأضاف أن سبب التأخير يرجع في جانب منه إلى وضع «طالبان» والمسؤولين في الدوحة الترتيبات النهائية الخاصة بمراسم الافتتاح، ومنها تحديد المتحدثين وكيفية ترتيب الأعلام. وتحمل هذه الأمور وزناً رمزياً للجانبين اللذين يشكك كل منهما في شرعية الآخر.
وقال المصدران إن المسألة الثانية هي وضع اللمسات الأخيرة على خطط لمغادرة نحو 6 سجناء ونقلهم إلى قطر، في حل وسط تم التوصل إليه مع «طالبان» الأسبوع الماضي. واعترضت حكومات غربية على إطلاق سراحهم. وقال المتحدث باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد، إنه لا توجد «مشكلات رئيسية» تسببت في التأخير، مضيفاً أن الحركة تنتظر الإفراج عن السجناء الستة، لكن الفرق الفنية من الجانبين تعمل على حل هذه القضية. ومن الأطراف الرئيسية الموجودة في الدوحة قبل بدء المحادثات، المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد الذي ساعد في توجيه المحادثات بعد أن وقعت واشنطن اتفاق انسحاب القوات مع «طالبان» في فبراير (شباط) الماضي. رغم الاتفاق على مفاوضات السلام، فإن العنف ما زال مستمراً، وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان أن 10 مسلحين على الأقل من حركة «طالبان» قتلوا، بعد أن هاجموا قوات الأمن بإقليم قندهار جنوب أفغانستان، طبقاً لما ذكرته قناة «طلوع نيوز» التلفزيونية الأفغانية أمس. ووقعت الاشتباكات بمنطقة شاه والي كوت، وصدت قوات الأمن الهجوم. وأضافت الوزارة أن قوات الأمن دمرت أيضاً 4 دراجات نارية لحركة «طالبان». ولم يقدم البيان تفاصيل بشأن احتمال سقوط ضحايا في صفوف قوات الأمن خلال الهجوم. ولم تعلق «طالبان» على الهجوم.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.