نظارات «متكلمة» مصممة بنظم الذكاء الصناعي

جهاز رؤية مسموع يتصل بالمساعد الصوتي

جهاز «غيكو دوت» مع «أليكسا»  -  نظارات «إيكو فريمز»
جهاز «غيكو دوت» مع «أليكسا» - نظارات «إيكو فريمز»
TT

نظارات «متكلمة» مصممة بنظم الذكاء الصناعي

جهاز «غيكو دوت» مع «أليكسا»  -  نظارات «إيكو فريمز»
جهاز «غيكو دوت» مع «أليكسا» - نظارات «إيكو فريمز»

ماذا تسمّى الحالة التي يسمع فيها الإنسان أصواتاً خافتة في رأسه؟ إنّها الهلوسة. ولكنّ «أمازون» تسمّيها تطوّرا. وعند قضاء أسبوعين كاملين
بصحبة أحدث منتجاتها وهي النظارة «المتكلّمة» المدعومة بالذكاء الصناعي «إيكو فريمز» Echo Frames وهي نظّارة مزوّدة بمكبّرات صوتية صغيرة وميكروفون يتيح للمستخدم إجراء أحاديث خاصة مع «أليكسا»، المساعد الافتراضي من أمازون، في أي مكان.
- نظارات مسموعة
يقول المحلل التقني الأميركي جيفري فاولر إن الإصدار الجديد من أليكسا يتميّز باستباقية متفوّقة عن ما سبقه لجهة المحادثة إلى درجة أفقدته النظارة صوابه. في الصباح، وأثناء تناوله للقهوة، همست النظارة في أذنه بوصول إشعار إخباري. بعدها بدقائق قليلة، قاطعت حديثه مع أحدهم وهمست: «آوتلوك» عارضة عليه أن يقرأ أحدث رسائله الإلكترونية. وطوال اليوم، كانت أليكسا تهمس الإشعارات الصادرة عن التطبيقات في أذنه: «سلاك» و«نسبة الطاقة في البطارية 20 في المائة» و«آوتلوك» أكثر من مرّة.
بعد أسبوعين من استخدام «إيكو فريمز» التي يبلغ ثمنها 180 دولارا، يمكن القول إنّ من يريد الاستماع إلى أليكسا طوال الوقت من جهاز مثبّت على وجهه يجب أن يكنّ لها حبّاً جمّاً. ولكن لا بدّ من الاعتراف أنّ إطار النظّارة يقدّم رؤية مذهلة هي الأولى من نوعها في أجهزة المساعدة الافتراضية، جعلت «إيكو فريمز» من أمازون أوّل «جهاز مسموع» يقبل الارتداء ويكون مصمما لسماع المعلومات بدل رؤيتها.
للتوضيح، لا تشبه هذه النظارة نظارة «غوغل غلاس» لناحية العمل، أي أنّكم لن تروا صورة مسلّطة على عدستيها، بل يمكن اعتبارها خطوة صغيرة تعمل بالتقنية الصوتية نحو ما يُعرف بـ«كومبيوترات الوجه» face computers الغريبة والتي ستغيّر العالم. وأمازون ليست وحدها في هذا المجال، إذ تعمل شركات التقنية العملاقة حول العالم اليوم كآبل ومايكروسوفت على تطوير نظاراتها الذكية الخاصّة.
لتطوير أليكسا بصيغة كومبيوتر يعمل بالصوت، دخلت أمازون بمغامرة جديدة وغير مضمونة. ولكنّ هذا النوع من الخطوات ليس جديداً على أمازون حيث إن أوّل منتج مجهّز بأليكسا، أي مكبر صوت «إيكو»، كان تجربة باعت أمازون خلالها المنتج وفق لائحة انتظار. واليوم، تستمرّ أمازون في مغامراتها وآخرها إطلاق نظارة «فريمز» وخاتم «ذا لوب» المتكلّم في الخريف الفائت تحت عنوان منتجات «نسخ اليوم الأوّل» التجريبية.
- مزايا النظارات
ويمكن تقييم المنتج الجديد في جانبين: مستوى الأداء الذي يقدّمه في المهمّة التي يقال إنه صُمم لأجلها، ومدى أهميته في حياتنا.
> اتصال دائم. تتمحور الفكرة الرئيسية في صناعة النظارة المرتبطة لأليكسا حول بقائها مع مستخدمها طوال الوقت، على عكس السماعات التي أطلقتها أمازون الخريف الفائت. تتصل «فريمز» بأليكسا طوال الوقت ولكنّها بالكاد تقوم بمهمّتها. تضمّ النظارة مكبرات صوتية صغيرة جداً مسلطة باتجاه الأذنين، مهمّتها إسماع المرتدي ما تقوله أليكسا، ويمكنه استخدامها لإجراء الاتصالات والاستماع إلى الموسيقى. وتجدر الإشارة إلى أنّ من يجلس بجانب المستخدم لن يلاحظ الصوت الذي يخرج من النظارة إلّا في حال رفعه إلى الدرجة القصوى.
ولكنّ حمل أليكسا كمرافق دائم صعّب تفاعلي مع الأشخاص الحقيقيين. عند مشاهدتكم من بعيد، قد يظنّ الناس أنكم تتكلمون مع أنفسكم. أمّا عن قريب، فلا تتمتّع أليكسا بالذكاء الكافي لمعرفة أنّكم تتحدّثون مع شخص آخر، ما يدفعها إلى مقاطعتكم بهمساتها العفوية المتكررة.
سجّلت «فريمز» نتائج جيّدة لجهة إجراء وتلقّي الاتصالات رغم احتمال إقفال الخطّ في وجه المتصل بعد الاحتكاك غير المقصود بذراعي النظارة الحسّاستين للمس.
وتجدر الإشارة إلى أنّ شركات آخر كـ«بوز» قدّمت نظارات تعمل كمكبرات صوتية وحصلت على تقييمات جيّدة.
> الوزن. بدت نظارة أمازون الجديدة ثقيلة، إذ يبلغ وزنها 34 غراما، أي ما يعادل ضعف وزن النظارات التقليدية، ولكن يمكن تحمّلها. أمّا لجهة التصميم، فيمكنني القول إنّ إطارها البلاستيكي الأسود السميك أنيق ولكن غريب بعض الشيء (لتصميم نظارتكم الخاصّة، يجب أن تطلبوا وصفة العدسات من الطبيب المختص لوضعها في نظارة فريمز).
> الطاقة. ولكنّ المشكلة الأكبر هي طاقة النظارة لأنّ بطاريتها لم تدم ليوم كامل، حتّى أنّ خدمتها لم تتجاوز الثلاث ساعات بعد استخدامها للتدفّق الموسيقي المتواصل بمستوى صوت 60 في المائة.
تستمدّ «فريمز» اتصالها بالإنترنت من الهاتف الذكي بواسطة البلوتوث الذي ينقطع من وقت إلى آخر ويدفع أليكسا إلى التنبيه إلى المشكلة بأسلوب مزعج ودون توقّف. يتطلّب هذا الاتصال بقاء الهاتف بجواركم دائماً، ولكنّ الكثير من الناس يبتعدون عن هواتفهم من وقت إلى آخر ولا سيّما أثناء وجودهم في المنزل.
> الخلاصة: إذا كان استخدام هذه النظارة سيفرض عليكم حمل هاتفكم طوال الوقت، فلن يكون هناك من داعٍ لها، لأنّ سيري أو مساعد غوغل متوفران في الهاتف الذكي وبنقرة واحدة.
من الواضح أنّ أمازون، التي توقّفت عن صناعة الهواتف الذكية، تسعى إلى زيادة محمولية أليكسا ليستخدمها الناس أكثر، وبالطبع حتّى تتمكّن من جمع المزيد من المعلومات عن حياتنا.
- حداثة وجنون
ساعدت «فريمز» في بعض المرّات في الإجابة عن أمور تافهة أو في إضافة سلعٍ إضافية على لائحة التبضّع خارج المنزل. وخلال الاختبار، استخدمت النظارة في عدّة مهام أثناء الطهي، ولكنّ بعد نهاية الأسبوعين، لم يوجد لأليكسا الكثير من الاستخدامات خارج المنزل. من ناحية أخرى، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الحياة التي فرضتها علينا الجائحة اليوم لجهة البقاء في المنزل لم تساعد كثيراً في الاختبار: فمن قد يحتاج إلى نظارات تعمل بالأوامر الصوتية في منزل يعجّ بمكبرات الصوت الذكية؟
ولكنّ الحداثة الحقيقية التي يمتاز بها هذا المنتج، وما يثير الجنون فيه، هو أنّ أليكسا قادرة على التحدّث دون دعوة أو نداء. عندما ترد رسالة جديدة إلى هاتفكم، تقوم أليكسا بقراءتها بصوتٍ عالٍ، والأمر نفسه ينطبق على التحديثات وأي إشعار تحصلون عليه من تطبيق هاتفي. (في الوقت الحالي، يعمل إشعار التطبيقات على هواتف أندرويد وفقط في حال اخترتم تشغيله).
يعرّض الاستماع المستخدم إلى استباحة أقلّ لخصوصيته من الاضطرار للنظر إلى شاشة، ولكنّ جميع الإشعارات التي تهمسها «فريمز» سرعان ما تصبح مملّة. ويتحسّن الوضع قليلاً عندما تتعلّم كيفية استخدام أداة «في.آي.بي». الترشيحية التي تمنح المستخدم نوعاً من الانتقائية فيما يتعلّق بالإشعارات... ويمكنك مثلاً المسح على طرف النظارة لقبول الإشعار، والنقر مرّة للتوقف عن تلقيها. ولكنّ استخدام المرشح ليس سهلاً.
يمكن القول إنّ الاستباقية هي النقلة النوعية المقبلة لأليكسا. في مقابلة أجراها مع مجلّة المراجعة التقنية لمعهد ماساتشوستس عام 2019. قال روهيت براساد، أحد أبرز الباحثين في أليكسا، إنّ «أمازون تريد لأليكسا التطوّر إلى ما هو أبعد من الانتظار للردّ على الطلبات والوصول إلى توقّع ما يريده المستخدم، وحتّى إلى تنظيم إيقاع حياته».
ماذا عن الدور الجوهري الذي قد تلعبه «فريمز» في مراكز العمل؟ فقد يمكن أن تزوّد أمازون عمّال المستودعات بهذه النظارات لتسريع عمليات النقل والتغليف دون تضييع الوقت في النظر إلى الشاشات.
ولكن بالنسبة لمعظمنا، لم تدخل أمازون جديداً ينفعنا في حياتنا اليومي. في البداية، كانت ساعة آبل الذكية تواجه مشكلة مماثلة لجهة إيصال إشعارات الهاتف، حتّى أدرك الناس أخيراً أنّ أهمّ تطبيقاتها هي تلك المصممة لمراقبة الصحة والتمارين الرياضية.
إذا اشتريتم «إيكو فريمز» اليوم، فستساعدون أمازون في رسم الثورة المقبلة الذي ستشهدها أليكسا. ولكنّ ألا يجدر بأمازون أن تدفع لكم مقابل هذه الخدمة؟


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».