دوري الأمم الأوروبية يعرض حياة كثيرين للخطر

المسابقة ليست مهمة أو تاريخية وكان يجب إلغاؤها في ظل استمرار تفشي «كورونا»

إصابة بوغبا وندومبيلي بالفيروس أبعدتهما عن تشكيلة منتخب فرنسا الذي يخوض دوري الأمم الأوروبية
إصابة بوغبا وندومبيلي بالفيروس أبعدتهما عن تشكيلة منتخب فرنسا الذي يخوض دوري الأمم الأوروبية
TT

دوري الأمم الأوروبية يعرض حياة كثيرين للخطر

إصابة بوغبا وندومبيلي بالفيروس أبعدتهما عن تشكيلة منتخب فرنسا الذي يخوض دوري الأمم الأوروبية
إصابة بوغبا وندومبيلي بالفيروس أبعدتهما عن تشكيلة منتخب فرنسا الذي يخوض دوري الأمم الأوروبية

انتهى موسم 2019 – 2020، الذي كان قد توقف بسبب تفشي فيروس كورونا، ويستعد الموسم الجديد للانطلاق، ومن المتوقع أن تعود الحياة إلى طبيعتها إلى حد ما، بعد أن وجدت كرة القدم على الأقل طريقة لاستئناف نشاطها بعد التعقيدات التي تسبب بها الفيروس. وعلى المنوال نفسه، من السهل أن ننسى أنه قبل بضعة أشهر فقط كان الخبر الرئيسي عندما لم تكن هناك منافسات لكرة قدم في أي مكان يتعلق باختبارات الكشف عن كورونا في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي كان يصدر أرقاماً أسبوعية عن عدد الاختبارات التي أجريت وعدد الحالات الإيجابية التي تم تأكيدها.
وكان الهدف من كل ذلك يتمثل في طمأنة الجميع بأنه تم إحراز تقدم، لأنه بمجرد تطبيق البروتوكولات الصحية بشكل صحيح فإن الأرقام تكون مشجعة بشكل عام، في ظل وجود نسبة ضئيلة فقط من الاختبارات الإيجابية. ويتعين علينا أن نقارن ذلك بالوضع الحالي الذي يضطر فيه اللاعبون البارزون في العديد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز إلى عزل أنفسهم، إما بسبب نتيجة اختبارهم الإيجابية أو بسبب تواصلهم مع أشخاص تأكد إصابتهم بالفيروس.
وأدت إصابة لاعبي وسط مانشستر يونايتد بول بوغبا وتوتنهام تانغاي ندومبيلي بالفيروس إلى استبعادهما من تشكيلة منتخب فرنسا الذي يخوض دوري الأمم الأوروبية.
كما يمكث عدد كبير من لاعبي تشيلسي في منازلهم ويجدون صعوبة في خوض التدريبات المناسبة. ويبدو أن نجم مانشستر ستي رحيم سترلينغ لم يصب بالفيروس بعد اتصاله بالعداء الشهير يوسين بولت الذي أصيب بالفيروس، لكن يتعين على لاعب مانشستر يونايتد آرون وان بيساكا أن يعزل نفسه في المنزل بعد قدومه من رحلة إلى دبي. ومن المفهوم أن هذه لم تكن الأندية الوحيدة المتضررة.
في الحقيقة، من السهل أن نلاحظ تزايد عدد الحالات المصابة بالفيروس. لقد تم وضع اللاعبين في «فقاعة أمنية» مشددة مع استئناف الموسم ونهايته، لكن سمح لهم بعد ذلك بالخروج في عطلاتهم. ويمكن أن يحدث أي شيء بمجرد أن يوجد اللاعبون في الجزر اليونانية أو شواطئ الريفيرا، ويمكن لمانشستر يونايتد أن يؤكد ذلك بسهولة. ورغم أن التواصل الاجتماعي في أماكن سيئة التهوية أو أماكن مزدحمة ربما يكون قد لعب دوره أيضاً في تعريض اللاعبين للخطر، فإن السفر إلى الخارج لا يزال فكرة سيئة في الوقت الحالي.
ويعرف الجميع أن الطائرات والمطارات من الأماكن التي يمكن أن تنتشر فيها العدوى بسرعة كبيرة من خلال الاتصال الوثيق بالآخرين. والآن عاد اللاعبون لأنديتهم وعادوا إلى أعمالهم الروتينية التي تخضع للإشراف، وبالتالي يجب السيطرة على الزيادة في الحالات الإيجابية بسرعة. لكن في هذه الظروف من الصعب الاختلاف مع كريس وادل عندما تساءل عن الحكمة وراء خروج المنتخب الإنجليزي لخوض مباراتين في إطار مباريات دوري الأمم الأوروبية. ويعتقد وادل أن دوري الأمم الأوروبية هو آخر شيء يحتاجه أي شخص في الوقت الحالي، ولن يشعر أي شخص بالإزعاج أو القلق لو تم إلغاء هذه البطولة من الأساس!
لكن يبدو أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، وعدد قليل من المديرين الفنيين للمنتخبات يفكرون بشكل مختلف، رغم أنه سيكون من المفيد معرفة رأي الأندية في سفر لاعبيها للخارج مرة أخرى قبل انطلاق الموسم الجديد.
ويرى المديرون الفنيون للأندية أن إقامة مباريات دولية في هذا التوقيت ستكون غير مفيدة، على أقل تقدير، ويشعر المرء بأنه كان من السهل أن يتم إلغاء مباراتي المنتخب الإنجليزي أمام آيسلندا والدنمارك لو كانت هذه المباريات ودية كما كان الأمر في السابق. صحيح أن بطولة دوري الأمم الأوروبية مسابقة رسمية، لكنها ليست مسابقة مهمة أو تاريخية يجب إقامتها رغم أنها تعرض حياة الكثيرين للخطر في الوقت الحالي!
وكان الإسباني ميكيل أرتيتا، مدرب فريق آرسنال، أعرب عن خشيته من أن يؤدي ارتفاع عدد لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز المصابين بفيروس كورونا المستجد إلى إحداث أضرار في الموسم الجديد.
وكان أرتيتا أول مدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز يصاب بـ«كوفيد - 19» في مارس (آذار) الماضي، قبل أيام فقط من تعليق النشاط الكروي في البلاد حتى منتصف يونيو (حزيران). ورأى أرتيتا أنه يتعين على الأندية الاستعداد لخسارة لاعبين بسبب الفيروس في الأشهر المقبلة.


مقالات ذات صلة

قرعة ملحق دوري المؤتمر الأوروبي: بيتيس يواجه جينت... ونزال قبرصي

رياضة عالمية كأس دوري المؤتمر الأوروبي (الاتحاد الأوروبي)

قرعة ملحق دوري المؤتمر الأوروبي: بيتيس يواجه جينت... ونزال قبرصي

أسفرت قرعة الملحق الفاصل المؤهل لدور الـ16 ببطولة دوري المؤتمر الأوروبي لكرة القدم عن مواجهات قوية.

«الشرق الأوسط» (نيون)
رياضة عالمية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (د.ب.أ)

رابطة بطولات الدوري: لم نُجر مشاورات بخصوص «السوبر الجديد»

قالت رابطة بطولات الدوري في أوروبا إنه لم يجرِ التشاور معها من قِبل مُنظمي دوري السوبر الأوروبي المقترح بشأن إعادة إطلاق مفهوم البطولة باسم دوري الموحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فينسنت كومباني (أ.ب)

كومباني: من المرجح عودة كين أمام لايبزيغ

قال فينسنت كومباني، مدرب بايرن ميونيخ، الخميس، إن هداف الفريق هاري كين في طريقه للتعافي من الإصابة قبل استضافة رازن بال شبورت لايبزيغ في دوري الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية البطولة المقترحة أُطلق عليها اسم الدوري الموحد (يويفا)

دوري السوبر الأوروبي يغير اسمه وهويته… ومنصة تنقله مجاناً للعالم

في ضوء التطورات الأخيرة، أعادت وسائل الإعلام العالمية تناول موضوع «دوري السوبر الأوروبي» بعد تعديلات جديدة أدخلتها الشركة المسؤولة عن المشروع «إيه 22 سبورتس».

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية كارلو أنشيلوتي (ريال مدريد)

ريال مدريد في الدوحة لخوض نهائي كأس القارات

وصلت إلى الدوحة، فجر الثلاثاء، بعثة نادي ريال مدريد الإسباني، حامل لقب دوري أبطال أوروبا والأكثر تتويجاً بالألقاب الدولية، الذي سيخوض نهائي كأس القارات للأندية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».