ترمب يواصل خطاب «القانون والنظام» خلال زيارة ويسكنسن

استطلاعات الرأي تظهر تقلص الفارق مع بايدن

الرئيس ترمب يزور أحد المواقع التي تعرضت للتدمير في مدينة كينوشا في ولاية وسكنسن (أ.ف.ب)
الرئيس ترمب يزور أحد المواقع التي تعرضت للتدمير في مدينة كينوشا في ولاية وسكنسن (أ.ف.ب)
TT

ترمب يواصل خطاب «القانون والنظام» خلال زيارة ويسكنسن

الرئيس ترمب يزور أحد المواقع التي تعرضت للتدمير في مدينة كينوشا في ولاية وسكنسن (أ.ف.ب)
الرئيس ترمب يزور أحد المواقع التي تعرضت للتدمير في مدينة كينوشا في ولاية وسكنسن (أ.ف.ب)

أصرّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب على زيارة مدينة كينوشا في ولاية ويسكنسن، رغم مناشدات حاكمها الديمقراطي توني إيفرز والمسؤولين فيها عدم القيام بها. وبدلا من أن يلقي خطابا يدعو إلى رأب الصدع العرقي على خلفية التوترات التي شهدتها المدينة بعد إطلاق الشرطة النار على رجل أسود يدعى جاكوب بليك ومقتل عدد من المتظاهرين السود على يد مراهق أبيض، دافع ترمب في كلماته في المدينة عن الشرطة قائلا إنها تقوم بعمل ممتاز، واصفا ما يجري بأنه إرهاب داخلي ضد الشرطة. لا بل استبق ترمب الزيارة بشجب «الفوضى» في المدن التي يقودها ديمقراطيون، وقال إنه سيذهب إلى المدينة «لرؤية الأشخاص الذين قاموا بعمل جيد من أجلي»، في إشارة إلى وحدات إنفاذ القانون.
وبدا واضحا أن ترمب يحرص على زيارة المدينة والولاية تحديدا لأنها تعتبر من الولايات المتأرجحة، وحصل على تقدم طفيف في أصوات مندوبيها في انتخابات عام 2016 ومع صدور نتائج استطلاعات رأي جديدة تشير إلى تقلص الفارق بينه وبين بايدن، بعدما نجح خطاب «النظام والقانون» الذي يعتمده في إعادة شد عصب قاعدته الشعبية من البيض خصوصا، كان متوقعا عدم تراجعه عن زيارة مدينة كينوشا، لا بل سيتبعها بزيارات مماثلة لولايات أخرى، حيث زار الأربعاء ولاية نورث كارولاينا، التي تعتبر مع ولايات أخرى مفاتيح نجاحه في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال ترمب بعد تفقده مراكز تجارية وشركات تضررت جراء أعمال العنف في كينوشا: «هذه ليست أعمال احتجاج سلمية، إنها إرهاب محلي حقا». وأضاف «لوقف العنف السياسي، يجب علينا أيضا مواجهة الفكر المتطرف، علينا أن ندين الخطاب الخطير المناهض للشرطة». وتجنب ترمب في زيارته أي إشارة لإطلاق المراهق الأبيض النار على المتظاهرين، كما لم يقم بزيارة بليك الذي أصيب بالشلل جراء إطلاق الشرطة الرصاص عليه من الخلف. لكنه تعهد بتقديم أموال فيدرالية لدعم السلامة العامة وقوات إنفاذ القانون في ويسكنسن. وقال إن إدارته ستقدم ما يقرب من أربعة ملايين دولار لمساعدة الشركات المتضررة، ومليون دولار أخرى لدعم إنفاذ القانون في المدينة. هذا وأقامت الشرطة والحرس الوطني، حواجز معدنية على طول الطريق الذي سلكه موكب ترمب في كينوشا، حيث اصطف مناصروه على جانب منه مقابل أنصار حركة «حياة السود مهمة» في الجانب. وأغلقت معظم أجزاء المدينة تحسبا للزيارة مع إغلاق الطرق وتعليق قطارات الركاب، فيما حلقت طائرات الهليكوبتر وانتشرت سيارات عسكرية مدرعة في الشوارع. وشهدت المدينة تلاسنا محدودا بين أنصار ترمب ممن ينتمون إلى جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة والمعروفة بالتحريض على العنف في الاحتجاجات، مع معارضين له، حيث قامت الشرطة بفضهم.
إلى ذلك رفع أربعة أشخاص من بين المحتجين الـ150 الذين ألقت الشرطة القبض عليهم في مدينة كينوشا دعاوى قضائية ضد سلطات المدينة والمقاطعة بسبب مع اعتبروه حرمانهم من حقهم الدستوري في التعبير عن آرائهم. وقال هؤلاء إن السلطات تحاول تكميم أفواههم عبر فرض حظر التجول، فيما يسمحون بالمظاهرات الداعمة للشرطة ولا يتعرض المشاركون فيها للاعتقال. وورد في الدعوى أن هناك نوعين من القوانين، الأول يطبق على من يحتجون على وحشية الشرطة والعنصرية والآخر لمن يدعمون الشرطة.
من جهة أخرى نفى ترمب تعرضه لجلطات صغيرة أجبرته على زيارة مركز والتر ريد الطبي العام الماضي. وقال ترمب في تغريدة له: «لا نهاية لهذا! الآن يحاولون القول إنّ رئيسكم المفضّل، أنا، ذهبت إلى مركز والتر ريد الطبي بعد إصابتي بسلسلة من الجلطات، هذا الأمر لم يحدث إنها أخبار مضلّلة». وأضاف في إشارة إلى المرشح الديمقراطي جو بايدن «ربما يتحدثون عن مرشح آخر من حزب آخر». وقال في تغريدة أخرى: «لم يتم وضع مايك بنس في وضع الاستعداد أبدا، ولم تكن هناك جلطات صغيرة، هذه مجرد أخبار مزيفة من سي إن إن». وتابع أن سبب زيارته للمركز الطبي هو إكمال فحصه السنوي، وأن الزيارة كانت قصيرة قبل العودة إلى البيت الأبيض. وكانت شبكة «سي إن إن» أعلنت الثلاثاء أنها حصلت على نسخة خاصة من كتاب جديد للصحافي في «نيويورك تايمز» مايكل شميدت لم ينشر بعد، قال فيه إن نائب الرئيس مايك بنس وضع على أهبة الاستعداد لتولي صلاحيات الرئاسة مؤقتا في حال اضطر ترمب للخضوع إلى تخدير طبي خلال الزيارة.


مقالات ذات صلة

رئيس مجلس النواب الأميركي: العاصفة الثلجية لن تمنعنا من التصديق على انتخاب ترمب

الولايات المتحدة​ رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون (أ.ف.ب)

رئيس مجلس النواب الأميركي: العاصفة الثلجية لن تمنعنا من التصديق على انتخاب ترمب

قال رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، إن عاصفة شتوية ضخمة تجتاح الولايات المتحدة لن تمنع الكونغرس من الاجتماع للتصديق رسمياً على انتخاب ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توتراً متصاعداً بعد «اختراق صيني» مزعوم لوزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

واشنطن وبكين تتبادلان فرض العقوبات قبيل تنصيب ترمب

أدت سلسلة من الاختراقات الإلكترونية الأخيرة المنسوبة إلى قراصنة صينيين إلى زيادة حدة التوتر بين واشنطن وبكين.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد دالي وكوغلر أثناء حضورهما المؤتمر السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرانسيسكو (رويترز)

مسؤولتان في «الفيدرالي»: معركة التضخم لم تنته بعد

قالت اثنتان من صانعي السياسة في «الاحتياطي الفيدرالي» إنهما يشعران بأن مهمة البنك المركزي الأميركي في ترويض التضخم لم تنتهِ بعد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري يأتي لقاء ميلوني وترمب قبل أيام من زيارة بايدة إلى روما (رويترز)

تحليل إخباري قضية إيطالية محتجزة لدى طهران على طاولة مباحثات ميلوني وترمب

ظهر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، السبت، برفقة رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، التي كانت تزور منتجعه في مارالاغو بولاية فلوريدا الأميركية.

شوقي الريّس (روما)
الولايات المتحدة​ ترمب وماسك بتكساس في 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

كيف تثير تدخلات ترمب وماسك تحدياً دبلوماسياً جديداً؟

سلَّطت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الضوءَ على العلاقة بين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والملياردير إليون ماسك، وتأثيرها في العلاقات الخارجية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.