فرنسا: أكثر من ثمانية آلاف شخص مدرجون على قائمة التطرف لأغراض إرهابية

السلطات أحبطت 61 هجوما مخططا منذ 2013

TT

فرنسا: أكثر من ثمانية آلاف شخص مدرجون على قائمة التطرف لأغراض إرهابية

بدء محاكمة المتهمين في الهجوم الذي استهدف «شارلي إيبدو» الفرنسية يناير 2015

أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أول من أمس أن هناك 8132 شخصا على قائمة المراقبة الأمنية الفرنسية للأشخاص الذين يشتبه في أن لديهم ميولا إرهابية». وشهدت فرنسا سلسلة من الهجمات الكبيرة في 2015 و2016، وأعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عن أغلبها والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 230 شخصا». وتأتي تصريحات دارمانان قبل يومين من محاكمة 14 شخصا متهمين بأن لهم صلات بالهجمات الأولى التي وقت في يناير (كانون الثاني) 2015 والتي راح ضحيتها 17 شخصا». وقال دارمانان إن المتطرفين مثل تنظيم «داعش» ما زالوا التهديد الإرهابي الرئيسي في فرنسا رغم أن هناك علامات مقلقة أيضا عن أنشطة يمينية متطرفة». وقال الوزير إن السلطات الفرنسية أحبطت 61 هجوما مخططا منذ 2013. بما في ذلك 32 منذ 2017. وأضاف أن السلطات تستعد للإفراج عن الأشخاص الذين أدينوا بجرائم إرهابية أقل خطورة، ومنهم 45 شخصا سوف يتم الإفراج عنهم العام الجاري و63 آخرون في 2021».
تنطلق الأربعاء في باريس وعلى مدى خمسين يوما محاكمة 14 متهما في اعتداءات باريس الإرهابية التي ارتكبت في مطلع يناير 2015 مخلفة 17 قتيلا، وهي المحاكمة الأولى من نوعها لهجوم إرهابي في فرنسا منذ 2017. كما أنها أول محاكمة تتعلق بالإرهاب يتم تصويرها، نظرا لما تمثله من أهمية بالنسبة للأرشيف القضائي. وتمتد المحاكمة لغاية 10 نوفمبر (تشرين الثاني).
الاعتداءات التي نفذها ثلاثة إرهابيين جهاديون بين 7 و9 يناير 2015 في باريس وأسفرت عن مقتل 17 شخصا، بينهم تقريبا كل طاقم تحرير صحيفة «شارلي إيبدو الساخرة وثلاثة عناصر شرطة وزبائن متجر يهودي».
والمحاكمة، التي من المقرر أن تستمر لغاية العاشر من نوفمبر المقبل، هي الأولى من نوعها لهجوم جهادي في فرنسا منذ 2017 عندما تم النظر في الهجمات التي شنها محمد مراح على جنود ويهود في 2012 بمدينتي تولوز ومونتوبان (جنوب غرب)».
في غضون ذلك، أعلنت صحيفة «شارلي إيبدو» الهزلية الفرنسية أمس إعادة نشر رسوم كاريكاتور مسيئة جعلتها عرضة للاعتداء الإرهابي الذي أوقع 12 قتيلا من هيئة تحريرها في يناير 2015».
وكتب مدير الصحيفة الأسبوعية لوران «ريس» سوريسو «لن نستسلم أبدا»، مبررا قرار نشر الرسوم على غلاف العدد الجديد الذي سيتم توزيعه على الأكشاك اليوم». ويمكن الاطلاع عليه على الإنترنت الثلاثاء الساعة 10:00 بتوقيت غرينتش، قبل ساعات من محاكمة شركاء الجهاديين الذين قضوا على هيئة التحرير في 7 يناير 2015.
هذه الرسوم الاثني عشر، التي نشرتها في البداية صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية في 30 سبتمبر (أيلول) 2005، ثم شارلي إيبدو في عام 2006. تُظهر النبي كشخصية مسلحة بسكين محاطة بامرأتين منقبتين».
وتعرضت المجلة الأسبوعية للتهديد عدة مرات بعد ذلك، حيث أضرمت النار في مقر هيئة تحريرها إلى أن تم الهجوم الإرهابي عليها في 7 يناير، وتم خلاله قتل عدد من أركانها، مما تسبب في صدمة عالمية وتظاهرات ضخمة في فرنسا».
وإضافة إلى هذه الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، تضمنت الصفحة الأولى من صحيفة شارلي إيبدو كذلك تحت عنوان «كل ذلك من أجل هذا» رسما كاريكاتيريا بقلم رسام الكاريكاتير كابو، الذي قُتل في هجوم 7 يناير 2015.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».