35 مليون دولار من «مفوضية اللاجئين» لمتضرري انفجار بيروت

فيليبو غراندي متفقداً الأضرار الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت (الوكالة المركزية)
فيليبو غراندي متفقداً الأضرار الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت (الوكالة المركزية)
TT

35 مليون دولار من «مفوضية اللاجئين» لمتضرري انفجار بيروت

فيليبو غراندي متفقداً الأضرار الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت (الوكالة المركزية)
فيليبو غراندي متفقداً الأضرار الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت (الوكالة المركزية)

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن دعم فوري للبنان لأكثر من مائة ألف شخص تضرروا من انفجار بيروت وتخصيص مبلغ 35 مليون دولار للاستجابة الطارئة للأكثر تضرراً وللمنازل الأكثر دماراً في بيروت، إضافة إلى تمويل إضافي لمكافحة وباء «كورونا».
وفي بيان صدر عن المفوضية حول زيارة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إلى لبنان، أكدت دعمها لأكثر من 100 ألف شخص تضرر في انفجار بيروت يشمل تأمين تصليحات طارئة للمساكن واستشارات نفسية للبنانيين، اللاجئين وأشخاص آخرين من الأكثر تضرراً بالانفجار.
وأوضح البيان أن «غراندي اطّلع خلال زيارته، على تأثيرات الانفجار واستمع إلى عائلات لبنانية ولاجئة». ودعا من بيروت، المجتمع الدولي إلى الاستمرار في دعمه السخي والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في هذه الظروف الدقيقة».
ووصف غراندي الوضع في لبنان بـ«الصعب جداً»، مؤكداً: «لا يمكننا السماح للمتضررين بالنوم في العراء، من دون سقف أو خصوصية، وهم معرضون لانعدام الأمن الغذائي وللنقص في الماء والدواء»، مذكّراً بأن لبنان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم بالنسبة لعدد سكانه.
ولفت البيان إلى أن «المفوضية قامت بتخصيص مبلغ 35 مليون دولار للاستجابة الطارئة للأكثر تضرراً وللمنازل الأكثر دماراً في بيروت. وينقسم هذا المبلغ ما بين 32.6 مليون دولار للإيواء، و2.4 مليون دولار لأنشطة الحماية على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، وهي تشمل 100 ألف شخص من الأكثر تضرراً».
ولفت البيان إلى أن «المفوضية وشركاءها يقدمون أيضاً، المساعدة القانونية لاستعادة المستندات المفقودة، وقبل كل شيء، الإسعافات الأولية النفسية والدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة الناس على التعافي من الصدمات الناجمة عن الانفجار».
وأوضح أن «المفوض السامي قام أيضاً خلال زيارته، بتقييم دعم المفوضية للاستجابة الوطنية لـ(كوفيد – 19) في لبنان»، وتقرر تخصيص 3 ملايين دولار أميركي إضافية لتعزيز الاستجابة للوباء بالإضافة إلى 40 مليون دولار أميركي كان قد تم تخصيصها مسبقاً.
وشدد على أنه «في الأشهر الأخيرة ونتيجة للأزمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة التي تأزمت بسبب (كوفيد – 19) قفزت نسبة اللاجئين الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع من 55% إلى أكثر من 75% اليوم».
وقال غراندي: «لقد غرق اللاجئون واللبنانيون في المزيد من الفقر والضعف نتيجة للأزمة الاقتصادية، وباء (كوفيد – 19) والانفجار المأساوي الآن، وهم بحاجة إلى مساعدتنا العاجلة اليوم. نحن نعمل مع الشركاء في المجال الإنساني ومجتمع المانحين لضمان عدم نسيان الشعب في لبنان، فهو بحاجة إلى مساعدتنا الآن أكثر من أي وقت مضى».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.